نشرت مجلة "
إتابا إنفانتيل"
الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الطريق المثالية لتعامل الآباء مع أبنائهم، بعد
الخروج من الامتحان.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته
"
عربي21"، إن الآباء يفضلون أن يحرز أطفالهم درجات جيدة في المدرسة.
ويغفلون، في المقابل، حقيقة مهمة جدا. وبشكل عام، لا تعد الدرجات الجانب الأكثر
أهمية في المدرسة.
وبينت المجلة أن العديد من الآباء يرون أن
سعادة المنزل بأكمله تقتصر فقط على الملاحظات والنتائج التي يحرزها الطفل في
المدرسة. لكن، يعد هذا التفكير خاطئا دون أدنى شك. إلى جانب ذلك، فإن درجات
الاختبار ليست سوى مجرد رقم، وجزء صغير جدا من حياة الطفل. وعلى الرغم من أهميتها،
إلا أنها لا ينبغي أن تشكل مركز الكون بالنسبة لطفلك.
وأضافت المجلة أنه إذا تم تركيز كثير من
الاهتمام في حياة طفلك على درجاته في المدرسة، ولم يكن الطفل موفقا في الحصول على
أعداد جيدة، أو كان أحد الاختبارات صعبا بالنسبة له، فيمكن أن يولد هذا الوضع حالة
إحباط داخلي كبير لديه. وتبعا لذلك، سيعتقد الطفل أنه من دون قيمة.
وأوردت المجلة أنه عوض التركيز على درجات
امتحان الطفل، يمكن الاهتمام بجوانب أخرى مهمة، على غرار الثبات، والمثابرة،
والحب، وكيفية قيام طفلك بالأشياء التي يحبذها. في الأثناء، يمكن أيضا إيلاء مزيد
من الاهتمام لقدرات الطفل.
ونقلت المجلة أن أسئلة من قبيل "كيف كان
الامتحان؟"، أو "هل تعتقد أنك ستتحصل على درجات جيدة؟"؛ من أكثر
العبارات شيوعا واستعمالا من قبل الأولياء بعد إجراء امتحان. عموما، من الجيد أن
يسأل الآباء أبناءهم. لكن، من غير المنطقي أن تكون سعادتهم وطاقتهم معتمدة فقط على
جواب أطفالهم.
وأوضحت المجلة أن الطفل يتحصل على أعداد سيئة
في بعض الأحيان، بسبب توتره أثناء الامتحان. في المقابل، نلاحظ أن العديد من
الآباء يقومون بتوبيخ أطفالهم في حال اجتيازهم للامتحان بشكل سيء.
وتجدر الإشارة إلى ضرورة إدراك الآباء سبب توتر
الطفل أثناء الامتحان، الذي يمكن أن يفسر بعدم الاستعداد جيدا للامتحان، أو الشعور
بقلق كبير إزاء التوبيخ الذي سيتعرض له الطفل في المنزل إذا لم يجتز الامتحان بشكل
جيد. وربما يحتاج الأمر أيضا إلى البحث في سبب انعدام الشعور بالأمن، وعدم تقدير
الطفل لذاته. وبشكل عام، يكتسي كل ذلك أهمية أكبر بكثير من العدد الذي سيضعه
المعلم على ورقة الامتحان.
وأكدت المجلة أن الطفل في حاجة إلى سماع نوع
آخر من الأسئلة، حتى يدرك مدى اهتمام والديه لأمره، ومساندتهما له بشكل دائم. وفي
الواقع، لا يعد لهذا السؤال الحاسم أية علاقة بالاختبار؛ وإنما يرتبط بجوانب أكثر
أهمية، ألا وهي حياة الطفل. لهذا السبب، يجب أن لا ينسى الأولياء قول "كيف
كان يومك في المدرسة؟" لأبنائهم، سواء اجتازوا امتحانا أم لا.
وأضافت المجلة أن الطفل لا يحتاج أكثر من
السؤال عن حاله. وبالتالي، تجنب أن تسأله عن درجة صعوبة الامتحان. ويجب أيضا عدم
مضايقته لمعرفة ما إذا حصل على أعداده أم لا. وبالإضافة إلى ضرورة تفادي طرح أسئلة
من قبيل "هل تعتقد أنك ستنجح خلال هذه السنة أم لا؟"، يجب تفادي السؤال
عما إذا كان التلميذ "يتذكر كل شيء" أم "نسي شيئا ما".
وأشارت المجلة إلى أن هذه الطريقة مهمة جدا،
وتجعل طفلك يدرك مدى أهميته بالنسبة لك، وأن ملاحظات الامتحان ليست سوى عدد. وبهذه
الطريقة سيدرك الصغير أنك تسانده دائما كلما رغب في اعلامك بشيء ما. كما يمكن
للطفل أيضا أن يعتمد عليك للعثور على الحلول المناسبة له. وبهذا الشكل، سيقوم
بإعلامك بنفسه عن امتحانه وكيفية اجتيازه له.
وفي الختام، أكدت المجلة أن هذه النصائح لا
تعني أنه لا يجب أن تسأل طفلك أبدا عن الاختبارات التي يجتازها. لكن ببساطة، تجنب
توجيه هذا السؤال لطفلك عند عودته من المدرسة مباشرة.