مقالات مختارة

«مشكلجي»..!

1300x600
يبحث «حزب الله» عن مشكلة داخلية جديدة، في سياق أدائه المعتاد: الخارج عنده أهم من الداخل. الإيراني والأسدي عنده أهم من أي «حالة» محلية، رسمية نظامية مؤسساتية (على غرار الحكومة مثلاً) أو وطنية عامة تتّصل بحقيقة أنه ليس وحده في لبنان! وأن هناك «أقواماً» غير قومه! وأن هؤلاء في غالبيتهم، لا يرون ما يراه. ولا يقرّون ما يقرّره! ولا يوافقونه الرأي والسياسة والارتباط والممارسة والأسلوب والنهج والبيان والصراخ والتوتير والتحشيد والتصعيد والدربكة الاستنفارية المستدامة التي لا ترتاح ولا تترك غيرها يرتاح!

في دعوته الحكومة اللبنانية إلى «التنسيق» مع سلطة رئيس سوريا السابق بشار الأسد، في شأن عودة النازحين، الكثير من طبيعته الأولى الدالّة والقائلة، بأنه يقيس الأمور، في صغيرها وكبيرها من زاوية مصالحه الخاصة. وهذه لا تني في كل مرة، ترسّخ غربتها عن المصلحة الوطنية اللبنانية العامة! أو بالأحرى، لا تضعها في الحسبان! ولا تأخذها كأساس يُبنى عليه أي قرار.. والأنكى من ذلك، هو أنه لا يتذكّر تلك «المصلحة» وبعض ظواهرها إلاّ عندما يريد! ولا يهمّه «الإجماع» ولا يطلبه ولا يراه أساساً إلاّ إذا كان ذلك متوافقاً مع قراره وبيانه.. ذهب إلى سوريا من دون أن يسأل أحداً غيره في لبنان. وهجَّر مَن هجَّر من دون أن يتوقّف لحظة واحدة أمام تداعيات ذلك التهجير على الداخل اللبناني، ثم يأتي اليوم لمحاولة تحميل غيره تبعات ارتكاباته، ويتذكّر أن هناك حكومة شرعيّة يجب أن «تأخذ» قراراً سبق له هو أن صادره منفرداً.. ومسح به الأرض.

لا يرى غضاضة هذا الحزب، في افتعال مشكلة داخل الحكومة، طالما أن ذلك يخدم الأجندة الإيرانية الأسدية! ولا يتنازل لا في الشكل ولا في المضمون، حتى إزاء تركيبة سلطوية محلية «يطمئن» إليها! وليست مقوّمات الاستقرار النسبي القائم والمعقول، على المستويين السياسي والأهلي إلاّ تفصيلاً لا يُعتدّ به بالنسبة إليه، طالما حكمت بذلك مقتضيات المشروع الإيراني!

نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم يحمِّل الأميركيين والاتحاد الأوروبي مسؤولية «منع عودة النازحين من لبنان إلى سوريا» لكنه لا يحكي كلمة واحدة عن اللبنانيين الآخرين.. هؤلاء «الأغيار» بالنسبة إليه غير موجودين! ولا يهم رأيهم! ولا مواقفهم السياسية والضميرية.. ثم لا يحكي كلمة واحدة عن كيفية وصول هؤلاء النازحين إلى لبنان أصلاً! ومَن الذي أخرجهم زوراً وبهتاناً وعدواناً من أرضهم وأرزاقهم، وارتكب في حقّهم ما ارتكب فقط لأنهم قالوا لا لحكم البراميل الأسدي؟ ثم لا يحكي كلمة واحدة عن سرّ هذا الشغف المستجدّ بإعادة «التنسيق» الرسمي بين «الدولتين»! وكأنّ هناك يأساً طافحاً من قدرة السياسات والخطابات والممارسات على توريط لبنان كله في المحور الإيراني، فجاءت قصّة النازحين لتكسر ذلك اليأس، وتحمّل لبنان (الرسمي والحكومي) وزر كسر إجماع عربي ودولي شبه تام إزاء السلطة الأسدية!

ثم يتصرّف وكأن الأسد «انتصر» و»سيبقى» وانتهى الأمر! وفي ذلك بلف لا يليق بقصَّر ومراهقين وهواة! ولا بأي مراقب من بعيد أو من قريب، لما يجري راهناً في شأن الوضع السوري، ولا للجهود القائمة لرسم خطوط الفصل بين القوى المنخرطة فيه! ولا لـ»كربجة» المفاوضات الأميركية – الروسية في أي شأن يتخطّى الحرب على الإرهاب ومحاولة ترسيخ وتعميق الهدوء العسكري عند المستويات التي وصل إليها.. حتى إشعار آخر!

.. يتسلّى «حزب الله» باللبنانيين والنازحين السوريين، ويستدرج مشكلة محلية على مستوى القرار الرسمي. وكأنه في مكان ما (على الهامش) ضاق ذرعاً بمناخات التهدئة ووعود تحدّي العتم والقنوط في صيف لبنان!

المستقبل اللبنانية
يبحث «حزب الله» عن مشكلة داخلية جديدة، في سياق أدائه المعتاد: الخارج عنده أهم من الداخل. الإيراني والأسدي عنده أهم من أي «حالة» محلية، رسمية نظامية مؤسساتية (على غرار الحكومة مثلاً) أو وطنية عامة تتّصل بحقيقة أنه ليس وحده في لبنان! وأن هناك «أقواماً» غير قومه! وأن هؤلاء في غالبيتهم، لا يرون ما يراه. ولا يقرّون ما يقرّره! ولا يوافقونه الرأي والسياسة والارتباط والممارسة والأسلوب والنهج والبيان والصراخ والتوتير والتحشيد والتصعيد والدربكة الاستنفارية المستدامة التي لا ترتاح ولا تترك غيرها يرتاح!

في دعوته الحكومة اللبنانية إلى «التنسيق» مع سلطة رئيس سوريا السابق بشار الأسد، في شأن عودة النازحين، الكثير من طبيعته الأولى الدالّة والقائلة، بأنه يقيس الأمور، في صغيرها وكبيرها من زاوية مصالحه الخاصة. وهذه لا تني في كل مرة، ترسّخ غربتها عن المصلحة الوطنية اللبنانية العامة! أو بالأحرى، لا تضعها في الحسبان! ولا تأخذها كأساس يُبنى عليه أي قرار.. والأنكى من ذلك، هو أنه لا يتذكّر تلك «المصلحة» وبعض ظواهرها إلاّ عندما يريد! ولا يهمّه «الإجماع» ولا يطلبه ولا يراه أساساً إلاّ إذا كان ذلك متوافقاً مع قراره وبيانه.. ذهب إلى سوريا من دون أن يسأل أحداً غيره في لبنان. وهجَّر مَن هجَّر من دون أن يتوقّف لحظة واحدة أمام تداعيات ذلك التهجير على الداخل اللبناني، ثم يأتي اليوم لمحاولة تحميل غيره تبعات ارتكاباته، ويتذكّر أن هناك حكومة شرعيّة يجب أن «تأخذ» قراراً سبق له هو أن صادره منفرداً.. ومسح به الأرض.

لا يرى غضاضة هذا الحزب، في افتعال مشكلة داخل الحكومة، طالما أن ذلك يخدم الأجندة الإيرانية الأسدية! ولا يتنازل لا في الشكل ولا في المضمون، حتى إزاء تركيبة سلطوية محلية «يطمئن» إليها! وليست مقوّمات الاستقرار النسبي القائم والمعقول، على المستويين السياسي والأهلي إلاّ تفصيلاً لا يُعتدّ به بالنسبة إليه، طالما حكمت بذلك مقتضيات المشروع الإيراني!

نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم يحمِّل الأميركيين والاتحاد الأوروبي مسؤولية «منع عودة النازحين من لبنان إلى سوريا» لكنه لا يحكي كلمة واحدة عن اللبنانيين الآخرين.. هؤلاء «الأغيار» بالنسبة إليه غير موجودين! ولا يهم رأيهم! ولا مواقفهم السياسية والضميرية.. ثم لا يحكي كلمة واحدة عن كيفية وصول هؤلاء النازحين إلى لبنان أصلاً! ومَن الذي أخرجهم زوراً وبهتاناً وعدواناً من أرضهم وأرزاقهم، وارتكب في حقّهم ما ارتكب فقط لأنهم قالوا لا لحكم البراميل الأسدي؟ ثم لا يحكي كلمة واحدة عن سرّ هذا الشغف المستجدّ بإعادة «التنسيق» الرسمي بين «الدولتين»! وكأنّ هناك يأساً طافحاً من قدرة السياسات والخطابات والممارسات على توريط لبنان كله في المحور الإيراني، فجاءت قصّة النازحين لتكسر ذلك اليأس، وتحمّل لبنان (الرسمي والحكومي) وزر كسر إجماع عربي ودولي شبه تام إزاء السلطة الأسدية!

ثم يتصرّف وكأن الأسد «انتصر» و»سيبقى» وانتهى الأمر! وفي ذلك بلف لا يليق بقصَّر ومراهقين وهواة! ولا بأي مراقب من بعيد أو من قريب، لما يجري راهناً في شأن الوضع السوري، ولا للجهود القائمة لرسم خطوط الفصل بين القوى المنخرطة فيه! ولا لـ»كربجة» المفاوضات الأميركية – الروسية في أي شأن يتخطّى الحرب على الإرهاب ومحاولة ترسيخ وتعميق الهدوء العسكري عند المستويات التي وصل إليها.. حتى إشعار آخر!

.. يتسلّى «حزب الله» باللبنانيين والنازحين السوريين، ويستدرج مشكلة محلية على مستوى القرار الرسمي. وكأنه في مكان ما (على الهامش) ضاق ذرعاً بمناخات التهدئة ووعود تحدّي العتم والقنوط في صيف لبنان!

المستقبل اللبنانية