نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمحرر الشؤون الدبلوماسية باتريك وينتور، تقول فيه إن استطلاعا دوليا كشف أن ثلاثة أرباع العالم لا يثقون بالرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، وأنه يحظى فقط في إسرائيل وروسيا بالثقة به.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن مؤسسة بيو للاستطلاعات، قولها إن شعبية ترامب هي في أدنى مستوياتها، مثل شعبية جورج دبليو بوش عام 2004، بعد غزو العراق، مشيرا إلى أن غالبية سكان العالم، بحسب
الاستطلاع، لا يثقون بقيادة ترامب وسياساته، حيث تتراجع شعبية القيادة الأمريكية ودعمها، وبشكل متزايد بين حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، خاصة أوروبا.
ويذكر وينتور أنه جاء في الاستطلاع، الذي أعده مركز بيو للأبحاث، أن معظم سكان العالم يصفون ترامب بأنه "مغرور وخطير"، لافتا إلى أن المركز نظم استطلاعه في 37 دولة، وكشف عن أن هناك نسبة 22% فقط يثقون بترامب، خاصة في سياساته المتطرفة، وأن هناك ما نسبتهم 74% لا يثقون بالزعيم الجمهوري.
وتفيد الصحيفة بأنه بالمقارنة، فإن متوسط ثقة الناس بالرئيس باراك أوباما في السنوات الأخيرة من حكمه ودوره في العالم كان 64%، مشيرة إلى أن الاستطلاع يكشف أن تدني دعم الرئيس عالميا يعني تراجعا في دعم القيم الأمريكية، حيث عبرت نسبة 49% فقط عن موقف إيجابي من الولايات المتحدة، مقارنة مع دراسات مسحية أجريت في عامي 2015 و 2016.
ويشير التقرير إلى أنه لأول مرة في تاريخ استطلاعات بيو، فإن معظم الكنديين لم يعودوا ينظرون إلى الولايات المتحدة على أنها قوة للخير في العالم، وعبرت نسبة 43% فقط عن موقف إيجابي من جارتها، أما الدولتان اللتان تدعمان ترامب وتثقان به وبقدرته على أن يكون قوة للخير فهما روسيا وإسرائيل.
ويورد الكاتب أن الاستطلاع أظهر أن شعبية الرئيس الأمريكي متدنية بشكل مستمر في أمريكا اللاتينية وأوروبا بمتوسط نسبته 14% و18% على التوالي ممن يثقون بقيادة ترامب، وهناك نسبة 5% من المكسيكيين و7% من الإسبان يثقون به، منوها إلى أن الدراسة المسحية تشير إلى أن ترامب غير محبوب على مستوى العالم، حيث يراه الكثيرون مغرورا ومتعصبا وخطيرا، وهناك الكثيرون يعتقدون أنه مؤهل للقيادة، أو يهتم بالناس العاديين.
وتنقل الصحيفة عن أنصاره، قولهم إن شعار "أمريكا أولا" لا يهدف لجعله شعبيا في الخارج، بالإضافة إلى أن شعبيته في الداخل ارتفعت قليلا، مستدركة بأن تدني شعبيته على المستوى العالمي سيجعل القادة قادرين على التعبير عن خلافاتهم معه، دون الخوف من التأثير على وضعهم الانتخابي.
ويلفت التقرير إلى أن الاستطلاع أشار إلى أن المستشارة الألمانية أنجيلا
ميركل حلت محل الرئيس الأمريكي بصفتها سياسية يتطلع لها العالم للقيادة، حيث قالت نسبة 42% من المستطلعين إن لديهم ثقة عالية بها، مقابل 31% لا يثقون بها، أما في أوروبا فمتوسط الثقة بها هو 60%، مشيرا إلى أن هذا يعد إنجازا نادرا لسياسية تقف على رأس السياسة الألمانية منذ أكثر من عقد، وتحظى بشعبية في أوساط يسار الوسط بشكل يعقد من مهمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي لتوجيه ضربة لها في الحملة الانتخابية القادمة.
ويبين وينتور أنه بالمقارنة، فإن نسبة 6% تعتقد أن ترامب مؤهل للقيادة، و13% قالت إنه يهتم بالناس العاديين، و91% تراه مغرورا، أما نسبة 76% فتراه خطيرا، منوها إلى أنه في بريطانيا تراه نسبة 89% مغرورا، و77% متعصبا، و69% خطيرا، وعلى المستوى العالمي، فإن نسبة 65% تعتقد أن ترامب متعصب، وتراه نسبة 62% خطيرا.
وتقول الصحيفة إن سياسات ترامب لم تحظ أيضا بدعم، مثل مقترحه لبناء جدار مع المكسيك، وخروجه من معاهدة باريس للتغيرات المناخية، وحظره دخول المهاجرين، خاصة من الدول المسلمة، للولايات المتحدة، ففي ألمانيا، التي ستستقبل قمة العشرين الشهر المقبل، دعمت نسبة 9% قراره الخروج من معاهدة باريس، أما على المستوى العالمي فقد دعمت نسبة 19% قراره.
وينوه التقرير إلى أن الاستطلاع كشف عن أن أربع دول من بين 10 شاركت في الدراسة المسحية، عبر فيها المشاركون عن مواقف إيجابية من الولايات المتحدة كبلد، وأكثر بلد أظهرت دعما هي بولندا (73%)، وهنغاريا (63%)، وإيطاليا (61%)، مستدركا بأنه رغم العلاقة "الخاصة" بين بريطانيا والولايات المتحدة، فإن نسبة 50% عبرت عن مشاعر إيجابية تجاه أمريكا.
وبحسب الكاتب، فإن الدراسة وجدت أن أكثر دولة لديها مواقف سلبية من أمريكا هي ألمانيا، حيث عبرت نسبة 61% عن مواقف غير محبذة، ثم إسبانيا بنسبة 60%، وتليها هولندا بنسبة 59%، مشيرا إلى أن نسبة الإسبان الذين عبروا عن مواقف سلبية جدا زادت في العام الماضي ثلاثة أضعاف، من 7% إلى 23%.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه في عام 2017، شهدت الدول التي شاركت في الاستطلاع كلها تراجعا في مواقف السكان الإيجابية من الولايات المتحدة بأرقام مزدوجة، وهبطت في المكسيك الشعبية إلى النصف تقريبا، من 66% إلى 30%، أي بمعدل 36 نقطة.