كشفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية عن أن فرع الموقع اليميني المتطرف "برايتبارت"، المرتبط بالرئيس الأمريكي المنتخب دونالد
ترامب في
بريطانيا، الذي يديره زعيم حزب الاستقلال السابق نايجل فاراج، يستخدم بيتا في لندن لم يقم بدفع الضريبة المستحقة عليه.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن موقع "برايتبارت لندن" تملكه شركة مسجلة في "بريتش فيرجن أيلاندز"، التي تعد من ملاذات التهرب الضريبي، حيث يشرف على تحرير الموقع
رحيم كسام، وهو أحد قادة الحزب، الذي فكر بالترشح لرئاسة الحزب، لافتا إلى أن الفرع يستخدم بيتا كبيرا مكونا من ثلاثة طوابق في هايد بليس في ويستمنستر، ولم يتم تسجيل البيت لدى المجلس المحلي لدفع الضريبة العقارية.
وتذكر الصحيفة أن كسام كان واحدا من الحاشية التي رافقت فاراج في زيارته إلى الولايات المتحدة بعد فوز ترامب، حيث تم التقاط صورة جماعية مع الرئيس المنتخب، مشيرة إلى أن فاراج كان أول سياسي بريطاني يلتقي مع ترامب.
ويلفت التقرير إلى أن كسام يعمل منذ عامين بعدما تم تعيينه محررا لفرع "برايتبارت"، من المحرر التنفيذي له
ستيف بانون، وذلك في شباط/ فبراير 2014، مشيرا إلى أنه عندما عين بانون مديرا تنفيذيا لحملة ترامب بداية العام الحالي، اشتهر الموقع بشكل واسع، وليس خارج الولايات المتحدة فقط.
وتبين الصحيفة أنه بصفة "برايتبارت" كان منبرا سيئ السمعة لما يطلق عليه "ألت رايت"، أو "اليمين البديل"، فإن الموقع المتطرف الجديد أصبح، كما يقول نقاده، منبرا لنشر العنصرية والأيديولوجية البيضاء المتوفقة، واحتفى الموقع بتصويت البريطانيين على "البريكسيت"، واعتبر عام 2016 بـ"العام الذي انهار فيه النظام العالمي"، واتهم بأنه "يركب على موجة ترامب"، وكان من الأخبار الرئيسة فيه "لا يوجد تحيز ضد المرأة في مجال التكنولوجيا.. فقط سقطت في المقابلة"، و"تحديد النسل يجعل من المرأة غير جذابة ومجنونة".
وينوه التقرير إلى أن نجاح ترامب وضع الموقع تحت النقد والتمحيص، فبعد فوزه تم تعيين بانون مسؤولا للاستراتيجيات في البيت الأبيض، لافتا إلى أنه يطلب من الشركات كلها التي تحتل المكان في بريطانيا بأن تسجل نفسها قانونيا، وتدفع المستحقات التجارية، حتى لو كانت جزءا من عقار يستخدم لأغراض غير بيتية.
وتقول الصحيفة إن "برايتبارت" رفض التعليق على فرعه في بريطانيا، وأكد صحافي يعمل في الموقع أن المكان في هايد بليس يستخدمه الفرع البريطاني عند زيارة صحافييه له، مشيرة إلى أن مصدرا أكد وجود غرفة نوم في المكان يستخدمها كسام وغيره عند عملهم في الليل، وقال المصدر إن العقار هو مكان للقاء والنقاش أكثر من كونه مكتبا.
ويفيد التقرير بأن بانون بدأ العمل في الموقع في عام 2014، حيث قال إن لندن ستكون "جبهة من الحرب السياسية والثقافية الحالية"، وقال: "هناك ثورة عالمية نامية ضد المؤسسة الحاكمة، وضد الطبقة السياسية الدائمة في الداخل، وضد النخبة العالمية التي تؤثر فيهم، التي تترك أثرها في كل شخص من لابوك (تكساس) إلى لندن"، مبينا أن أول قرار اتخذه كان تعيين كسام (28 عاما) محررا لفرع الموقع في لندن، حيث إن لديه رغبة بأن يعمل مستشارا لترامب، لكنه لا يزال يعمل محررا لفرع الموقع في لندن.
وتنقل الصحيفة عن كسام، قوله إنه لا يعرف كيف يدير موقع "برايتبارت" أعماله التجارية في لندن، وحوّل الأسئلة كلها إلى المحرر الأمريكي للموقع أليكس مارلو الذي لم يرد عليها.
ويكشف التقرير عن أن الموقع يستخدم البيت منذ تموز/ يوليو 2016، وكان يستخدم قبل ذلك طابقا أرضيا في المنطقة ذاتها، ليس بعيدا عن الموقع الحالي، وكان ذلك الموقع يحتوي على غرفة نوم يستخدمها كسام وغيره من العاملين في الموقع، منوها إلى أنه لا يوجد ما يدل على أن المكان مسجل للأغراض التجارية.
وتورد الصحيفة عن الكيفية التي دفع فيها الموقع رواتب موظفي الفرع البريطاني، أن شركة "برايتبارت نيوز نيتوورك" البريطانية المحدودة هي التي تولت دفع الرواتب، والمسجلة في مكتب الشركات بأنها تعمل من ريدتش في وورشيستر، أما الشركة المالكة لها فهي مسجلة في بريتش فيرجين أيلاندز، مشيرة إلى أن الشركات المسجلة لا تحتاج للكشف عن اسم المساهمين في الشركة أو من يدعمها.
من هو رحيم كسام؟
ويشير التقرير إلى أن كسام تحول من مدون غير معروف إلا في الأوساط المحافظة في لندن، ليصل ويقابل الرئيس الأمريكي المنتخب في شقته الباذخة في مانهاتن، وأصبح المدون متطرفا في أوساط اليمين، بعدما قال إنه سيحاول الحصول على وظيفة "مساعد خاص للشؤون الأوروبية" في البيت الأبيض.
وتلفت الصحيفة إلى أن رحيم كسام ولد عام 1986 في منطقة أكتون في لندن لأبوين هنديين، جاءا إلى لندن من تنزانيا، وكان والده يدير سلسلة من مطاعم الوجبات السريعة، ودرس في مدرسة بيشوبهولت الشاملة في أوكسبريج وكلية سانت هيلين في هلينغدون، مشيرة إلى أن كسام تردد على المسجد المحلي الذي تديره الطائفة الإسماعيلية، وتحدث ضد الراديكالية الإسلامية التي شاهدها عندما كان يدرس السياسة في جامعة ويستمنستر.
وبحسب التقرير، فإن كسام سبق محمد إموازي الملقب بـ"الجهادي جون"، الذي قتل بداية هذا العام، بعامين، وانضم إلى المؤسسة التي توقفت عن العمل "مؤسسة الشباب البريطاني"، وأدار مجموعة طلابية ضد التطرف، تابعة لجمعية أندور هنري جاكسون، وعمل باحثا في "مجموعة بو"، وعمل بعقد مع تحالف دافعي الضرائب، حتى اختلف مع مديره ماثيو إليوت، وعمل مديرا لمشروع "المركز الأخضر للتحليل السياسي والمناخ المستدام"، وتحدث الكثير من زملاء كسام عن التحول الذي مر به من ناشط ليبرالي ومؤيد للهجرة إلى داعية إلى منع النقاب.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن كسام تحول من عضو في حزب المحافظين إلى اليمين المتطرف، ووصف عدد من زملائه دهشتهم من الطريقة التي صعد فيها زميلهم، وقال أحدهم: "لا أعرف ماذا حدث له، ولو كان هدفه (
براتيبارت) أو (الترامبية) فقد حقق ما يريد".