أرسلت الحركة الوطنية لدعم الثورة المصرية "غربة" خطابات إلى وزارات الخارجية للدول الأوروبية وأمريكا، إلى جانب رئيس الاتحاد الأوروبي ورؤساء البرلمانات والمؤسسات الحقوقية ووسائل الإعلام الغربية، حذرت فيها من أي تفجيرات تقوم بها السلطات المصرية؛ لتلصقها بالمظاهرات المعروفة إعلاميا بـ"ثورة الغلابة"، التي تنطلق الجمعة.
وطالبت "غربة" الجهات الدولية التي تواصلت معها بضرورة التواصل مع بعثاتهم الدبلوماسية ومواطنيهم الموجودين حاليا بمصر، ودعوتهم لتوخي الحذر في الأيام القادمة، لوجود مؤشرات على انطلاق موجة جديدة قوية من الحراك الثوري، مع تزايد شحنة الغضب داخل المجتمع المصري بأكمله.
ونوهت الحركة -في بيان لها مساء الخميس- إلى حالة الغضب "العارمة" التي تأتي نتيجة للانتهاكات اليومية لحقوق الإنسان والإخفاقات غير المسبوقة على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية للنظام المصري بحق الشعب.
وأكدت "غربة" أن "
النظام المصري سوف يبادر بأعمال تفجير وتخريب وخلافها، فهذا ما عهدوه عنه عند كل حراك سلمي؛ لإلصاقها بالثوار؛ لوأد حراك الشعب الذي يسعى لنيل حريته، واتخاذ ذلك ذريعة للتنكيل بالمواطن المصري وإرهابه، وإرسال رسالة للخارج بأنه يواجه إرهابا في الداخل".
ودعت "غربة" الجهات الدولية إلى الوقوف بجانب الشعب المصري عند انطلاق الموجة الثورية القادمة، في تطلعه لتحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة، مؤكدة أن "أي قرار آخر يدعم الانقلاب ويتغاضى عن انتهاكاته هو بمثابة خطأ سياسي فادح من جانب حكوماتكم، وخيانة جديدة للقيم التي تؤمنون بها لن تغفرها ولن تنساها الأجيال القادمة".
وقالت: "نأمل مخلصين أن تتخذ حكومتكم خطوات حاسمة ضد الاعتداءات الصارخة على الشعب المصري؛ بوقف دعمكم لهذا الانقلاب عبر صمتكم على هذه الانتهاكات لجميع أولئك الذين يكافحون من أجل الحرية وحقوق الإنسان في مصر".
"شباب ضد الانقلاب"
وقبل ساعات من اندلاع التظاهرات المعروفة إعلاميا بثورة الغلابة أو 11/11، أعلن المكتب التنفيذي لحركة شباب ضد الانقلاب عن انعقاده بشكل متواصل لدراسة تطورات الأوضاع، وفقا للمعطيات المطروحة أمامه، مؤكدا أنه مع الشعب ومن الشعب، وإن تحرك المصريون فسيكون في القلب منهم.
وأكد -في بيان له مساء الخميس حمل رقم 1- أن "الثورة ليست يوما، وإنما هي في الميدان منذ 5 سنوات، وستواصل مسيرتها حتى وإن مرت 11/ 11 دون أن تقتلع الظالمين من أماكنهم، فإنها لن تنال من عزم الثورة، فاليوم قد استخرج لهذا النظام شهادة وفاته بهذا الغليان الذي يسري في جسد المجتمع واتضح للعالم رعبه وخوفه من صوت الشعب".
وقال: "مستمرون في ثورتنا، ونمد أيدينا للجميع، ونتحرك مع الشعب في مطالبه العادلة نرفع معه علم مصر وأهداف الثورة، كما نحن دوما، حتى نقتلع رؤوس الفسدة، ونقتص لكل قطرة دم سالت على أرض الوطن، ونعيد كرامة الوطن التي أهانها انقلاب مغتصب غاشم".
وأردف البيان: "لقد بلغ الظلم عتيا من هذا النظام الغاشم الفاشل، فجرّ بلدنا مصر من هاوية إلى هاوية، ومن مستنقع إلى مستنقع، وها هي أصوات الشعب ترتفع من جديد، ترتفع بأناته وصرخاته من ظلم الظالمين وتردي الأوضاع وانهيار البلاد.. أصوات ترتفع؛ لتعلن أن الشعب قد فاض به الكيل، وبلغت الروح الحلقوم، وقد قارب وقت الانفجار".
وأكمل: "دعوات تنطلق من كل حدب وصوب، فقد آنت لحظة الانفجار، ليرحل العسكر عن بلدنا، واتركوا الشعب يختار مصيره، فلم نجنِ من دباباتكم وأسلحتكم المصوبة على رؤوسنا وحكمكم البائس سوى الألم والفقر والجوع والذل والهوان.
وأعلنت الحركة عن إجرائها تواصلا مكثفا مع كافة الفصائل التي شاركت في ثورة يناير، مضيفة: "هناك حالة غليان في كل ربوع الشارع المصري، وفي كل فئاته ودرجاته، ما ينذر باقتراب انتصار الثورة وحتمية اشتعال الجذوة، فالشعب قد فاض به الكيل؛ من غلاء الأسعار، وضيق المعيشة، والقمع، والفساد، وانعدام الكرامة".
"الاشتراكيون الثوريون"
وشدّدت حركة الاشتراكيين الثوريين على أن "الهجوم غير المسبوق لسلطات الثورة المضادة على الفقراء يجب ألّا يمر دون مقاومة حقيقية من قبل الفقراء والكادحين، فسياسات صندوق النقد الدولي ليست خافية العواقب على أحد، وقد حل الخراب بالطبقات الفقيرة والوسطى حيثما طبقت تلك السياسات، سواء في المكسيك أو الأرجنتين أو البرازيل أو اليونان، أو غيرها من الدول التي عصف صندوق النقد الدولي بفقرائها وعمالها".
وأضافت -في بيان لها-: "لقد لعبت النقابات المناضلة والقوى السياسية المنحازة للفقراء في تلك الدول دورا رائدا في التصدي لسياسات صندوق النقد الدولي وآثاره الكارثية. وفي مصر، رغم كل ما تعانيه الحركة النقابية، وما تعانيه معها القوى السياسية اليسارية والديمقراطية، فقد شكلت النقابات تحديا حقيقيا لنظام الثورة المضادة في الأعوام الماضية".
واستطردت الحركة قائلة: "النقابات اليوم مع القوى السياسية المناضلة هي من يجب أن تقود المجتمع بفقرائه وكادحيه؛ لمواجهة الهجمة الشرسة للنظام على حياة الفقراء والكادحين".
"برلمان الثورة"
إلى ذلك، شدّد البرلمان المصري في الخارج على أنه سيظل برلمان الثورة، داعما بقوة كل حراك للشعب المصري، ثائرا ومقاوما للظلم الواقع عليه، حتى يسقط الانقلاب وتعود للشعب شرعيته وإرادته الحرة، ويفكك منظومة الفساد، وتُبنى دولة الحق والعدل والحرية.
وتابع: "نؤكد لشعبنا أننا معكم، ندعم ثورتكم في الداخل ونباركها، ونحشد لها التأييد في الخارج، ونتضامن مع كل الأحرار الصادقين والثوار الثابتين، حتى يأذن الله بالنصر المبين (ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا)".
وأشار إلى أن موقفه يأتي في ظل "التداعيات الخطيرة التي تتعرض لها مصر من انتهاك للحرمات والحقوق، وسلب ونهب لمقدرات الوطن، وحرمان من ضروريات الحياة وأساسياتها، وإبرام لاتفاقيات وتحالفات مشبوهة تهدف لإهدار الثروات ووأد الحريات وتثبيت أركان النظام الانقلابي الفاشي والفاشل، وحماية أمن العدو الصهيوني، وفي ظل التدهور والتخريب الممنهج لقدرات الوطن، الذي دفع الدماء الحرة للغليان في عروق المصريين".
"المصريون في الخارج"
وأعلنت حركة "المصريون في الخارج من أجل الديموقراطية حول العالم" دعمها لأي حراك مناوئ للانقلاب العسكري في مصر في يوم 11/11 وما يتبعه، داعية جميع المصريين إلى إغفال وتناسي أي أيديولوجية أو حزبية؛ لإظهار روح الوحدة والاتحاد في وجه هذا الانقلاب في هذا اليوم، الذي تأمل الحركة أن يكون يوم نصر للثورة المصرية.