نشرت صحيفة "سلايت" الناطقة بالفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن دور القيادي في تنظيم
القاعدة، أنور
العولقي، في استقطاب عناصر جديدة إلى كل من تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، وفي التشجيع على شن هجمات في
أوروبا، الأمر الذي دفع بالدول الغربية إلى وضعه على رأس قائمة الأشخاص الأكثر خطورة، رغم مقتله قبل أكثر من خمس سنوات.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أنور العولقي، الذي كان مسؤولا عن نشر أيديولوجيا تنظيم القاعدة وتوجهاته، كان عنصرا كثير النشاط على شبكة الإنترنت، وبارزا في عملية استقطاب العناصر في الغرب، وما زالت توجهاته تلهم العديد من المتطرفين، خاصة فيما يتعلق بالتخطيط لهجمات.
وأوردت الصحيفة أن الهجمات التي استهدفت مدينة نيس الفرنسية، في 15 من تموز/ يوليو الماضي، لم تكن مستوحاة من قبل تنظيم الدولة، بل إن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية هو الذي يقف وراء التنظير لها. وبالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام سيارة لسحق المدنيين هي من الوسائل التي أشاد بها العولقي خلال دعوته لتكثيف الهجمات في الغرب.
وأضافت الصحيفة أن العولقي هو نجل أحد المسؤولين في اليمن، وقد ولد في نيومكسيكو الأمريكية سنة 1971، وقتل سنة 2011، في قصف لطائرة أمريكية دون طيار في اليمن. وفي صيف سنة 1993، كان له أول لقاء مع جماعات متطرفة في أفغانستان. وعند عودته من هذه الرحلة إلى الولايات المتحدة، عمل العولقي إماما، لأول مرة في دنفر، ثم انتقل للعمل في سان دييغو سنة 1996.
وخلال هذه الفترة التي عمل فيها العولقي واعظا، كان نواف الحازمي وخالد المحضار، اللذان شاركا في أحداث 11 أيلول/ سبتمبر، يرتادان المسجد؛ بهدف الاستماع إلى خطب العولقي. وفي مرحلة لاحقة، عندما انتقل "الإمام" إلى ولاية فيرجينيا سنة 2011، سلطت وسائل الإعلام الضوء عليه، ولاقت تسجيلات خطبه رواجا كبيرا.
ونقلت الصحيفة عن المدون جان ماركلافون قوله إن "متابعي خطب العولقي كانوا من كبار السن، الذين يقدرون نهجه الودي وثقافته. في المقابل، كان جيل الشباب يعدّه عالما في الإسلام. وقد أدان الداعية -الذي يتميز بكاريزما خلال خطبه- هجمات 11 أيلول/ سبتمبر، غير أنه كان كثيرا ما ينتقد بشدة سياسات الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط".
وأشارت الصحيفة إلى أنه في سنة 2004، عاد العولقي إلى بلاده، اليمن. وفي مرحلة لاحقة، انضم إلى حركة تنظيم القاعدة، وبقي منخرطا فيه حتى مقتله. وخلال هذه السنوات، أنتج عددا كبيرا من أشرطة الفيديو، المسجلة باللغة العربية، والموجهة إلى المسلمين الذين يعيشون في الغرب.
وأوردت الصحيفة أن قناة العربية كانت تلقب العولقي بـ"خليفة بن لادن في شبكة الإنترنت". كما أن المدوّن جان ماركلافون كتب أنه "من الواضح أن العولقي ترك بصمته فيما يتعلق بالخطابات الجهادية الموجهة نحو الجمهور الغربي".
ونقلت الصحيفة عن الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، ديفيد غارتنستين روس، قوله إنه "كان للعولقي تأثير فريد من نوعه في نفوس المتطرفين، كما أن اسمه ظهر في العديد من قضايا الإرهاب. ومن بين ما كان يدعو له القيادي في تنظيم القاعدة القيام بهجمات فردية وأكثر تطورا".
ومن بين قضايا الإرهاب التي ظهر فيها اسم العولقي بعد وفاته، نذكر الهجمات التي نفذها عمر متين في أورلاندو بأمريكا. وتوصل مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أن "متين" شاهد العديد من مقاطع الفيديو التي أنتجها العولقي، وأسرّ لأحد أصدقائه بأن "هذه المقاطع بالغة الأهمية".
كما أن شريف كواشي، أحد منفذي هجمات شارلي إيبدو في العاصمة الفرنسية، كشف لقناة "بي أف أم تي في" أنه تلقى تمويلات في السابق من "الشيخ أنور العولقي". كما نفذ العروسي أبالا، الذي قتل اثنين من رجال الشرطة في ماينانفيل إيفلين في تموز/ يوليو سنة 2016، هجومه وفقا لما دعا إليه العولقي، المتمثل في استهداف الأشخاص داخل منازلهم.
وعرجت الصحيفة على شعبية العولقي بين أتباع تنظيمي "القاعدة" و"الدولة" على السواء.
كما أن القيادي في تنظيم القاعدة كان متحمسا لفكرة "تنظيم القاعدة في العراق"، خاصة أنه كانت لبلاد الشام أهمية خاصة في خطبه.
وفي هذا السياق، قال الباحث والمستشار في القضايا الإسلامية، رومان كاييه، إن "أنور العولقي كان كثيرا ما يتحدث عن أهمية التوجه إلى بلاد الشام وأهمية هذه المنطقة. وبعد وفاته، استخدم بعض المتطرفين كتاباته لتبرير القتال في سوريا. كما أنه كان يدعم مشروع تنظيم الدولة في العراق؛ نظرا لأنه كان يعد لمشروع الإعلان عن الخلافة في منطقة الشرق الأوسط".