ذكر ناشطون أن عناصر من
الوحدات الكردية وقوات "الأسايش" نهبوا محتويات أبنية عدة كليات في فرع "
جامعة الفرات" بمحافظة
الحسكة شمال شرق
سوريا خلال اليومين الماضيين، وأفرغوها من معظم محتوياتها.
فيما نقلت وسائل إعلام عن مصدر رسمي سوري في الحسكة لم تكشف عن اسمه، نية النظام السوري لحل فرع جامعة الفرات ونقل جميع طلابه إلى المحافظات الأخرى.
وبث ناشطون صورا تظهر آثار التخريب والنهب الذي طال مباني الكلية، وأشاروا إلى تكرار هذه الاعتداءات على مباني باقي الكليات مؤخرا، معتبرين أن الهدف منها "تهجير الشباب العرب إلى محافظات أخرى".
بدوره، ذكر مدير وكالة الحسكة الإخبارية، أبو زين الدين الشامي، أن عناصر الوحدات الكردية تعمدت إتلاف الوثائق الرسمية للطلبة، بما فيها مصدقات التأجيل عن "الخدمة الإلزامية"، وقامت بنهب أغلب محتويات الكليات من التجهيزات العلمية والأساس التي استطاعت حملها، بينما قامت بتخريب وحرق الأساس المتبقي.
وبين "الشامي" أن البعض يظن أن هذا الإجراء أتى لضرب مقار النظام في المدينة، لكن "إن كانت الوحدات تريد ذلك فعلا فلديها عدة أهداف قد يكون استهدافها أكثر إيلاماً للنظام، من بينها المطار، وتماثيل الرئيس السابق حافظ الأسد"، مضيفا أنه "ليس لهم هدف إلا ضرب الوجود العربي في المدينة".
من جانب آخر، لفت الشامي إلى عدم تعرض مبنى كلية الحقوق للضرر، بسبب وقوعه داخل "المربع الأمني" الذي يسيطر عليه النظام.
وحول الهدف من هذا، أشار الموظف الحكومي السابق "فواز المفلح"، وهو من أبناء الحسكة، في حديثه مع "
عربي 21"، إلى أن هدف "الوحدات" هو تهجير من تبقى من شباب المدينة إلى خارجها، وأردف أنهم "بهذا الفعل يتخلصون من حوالي 32 ألف طالب يدرسون في الجامعة، قد يقفون في وجه مخططاتهم بالمدينة".
من جهته، وصف المحاضر السابق في "جامعة الفرات"، غازي عبد الغفور الملحم، هذه الوحدات بـ"الهاغانا الجدد"، وقال عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك": "بعد تنظيم الدولة، تأتي ميليشيا المجرم صالح مسلم لتخرب وتعبث بمحتويات كليات الجامعة في مدينة الحسكة"، متسائلاً: "من كان يتوقع غير هذا، من هؤلاء المرتزقة؟".
وكانت "جامعة الفرات" تعرضت لهجوم أثناء اندلاع الاشتباكات الأخيرة بين قوات النظام وقوات "حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي"، أسفر عن تأجيل الجامعة للدورة الإضافية التي كانت مقررة قبل أيام، إلى موعد يحدد لاحقاً، حيث نقلت وكالة الأنباء الناطقة باسم النظام السوري "سانا"، عن رئيس فرع الجامعة بالحسكة نجم الحميدي، أن ذلك التأجيل جاء على خلفية اعتداء قوات "الأسايش" الكردية على فرع جامعة الحسكة، وعلى مبان حكومية أخرى.
يذكر أن الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها محافظة الحسكة في منتصف الشهر الحالي، بين النظام ومقاتلين أكراد، أدت إلى انسحاب قوات النظام عن أغلب أحياء المدينة، باستثناء كل من أحياء "القامشلي، والمحطة، والقضاة، والسوق، والمربع الأمني".