ذكرت مصادر حقوقية وصحفية طاجيكية أن المتحدث السابق باسم حزب النهضة الإسلامي، حكمت الله سيف الله زودا، مستمر بإضرابه عن الطعام الذي بدأه قبل عدة أيام، احتجاجا على استمرار التعذيب والمعاملة غير الإنسانية التي يتلقاها في السجن.
وقال موقع "بايوم" الطاجيكي، نقلا عن مصادر خاصة في وزارة الداخلية، إن الصحفي والناشط السياسي في الحزب، الذي كان يشكل الحزب الثاني في البرلمان الطاجيكي قبل حظره في 2015، يعاني من مشاكل صحية عدة، وأنه معرّض لمضاعفات صحية خطيرة.
وسيف الله زودا كان يرأس تحرير صحيفة "ناجوت" التابعة لحزب النهضة، إلى جانب منصبه كمتحدث باسم الحزب وعضو مجلسه السياسي.
وذكر الموقع أن سيف الله زودا سبق أن تعرض أيضا للتعذيب وسوء المعاملة في مركز الاعتقال قبل خمسة أشهر.
وكانت مؤسسة "فريدوم هاوس" الأمريكية؛ في 7 آذار/ مارس الماضي؛ قد أشارت إلى أن سيف الله زودا "اعتقل بناء على اتهامات ملفقة".
وسبق أن تعرض المعارض الطاجيكي البالغ من العمر 66 عاما؛ لاعتداء بدني عنيف في شباط/ فبراير 2011 خارج منزله في العاصمة الطاجيكية، دوشنبيه، بسبب مقالاته السياسية التي كان يكتبها في صحيفة "ناجوت"، حيث عُرف بمقالاته الناقدة للحكومة، والتي تتحدث عن الفساد والمحسوبية في البلاد، وقمع المعارضين.
وسيف الله زودا واحد من بين 12 قياديا معتقلا في حزب النهضة، منذ 16 أيلول/ سبتمبر 2015، إلى جانب نحو 200 من أعضاء الحزب، في حملة بدأت في شباط/ فبراير 2015.
وسبق قرار حظر الحزب الثاني في البلاد اقتراع "غير مسبوق في تاريخ
طاجيكستان الحديث"، بحسب وصف منظمة هيومن رايتس ووتش، حيث لم يحصل الحزب على أي مقعد في البرلمان. لكن عملية التصويت في الانتخابات التي جرت في آذار/ مارس 2015، بمراقبة من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، شابتها خروقات، مثل حشو الصناديق بأوراق الاقتراع، وممارسة التخويف من جانب الحكومة، وفق المراقبين الدوليين ومنظمات حقوقية.
وفي حزيران/ يونيو 2015، اضطر زعيم الحزب محي الدين خبيري للفرار من البلاد، خشية اعتقاله. وفي آب/ أغسطس 2015، طلبت السلطات من الحزب وقف نشاطاته وإغلاق مقراته بشكل نهائي خلال 10 أيام.
ويشار إلى أن الحزب الذي تأسس عام 1991، كان ممثلا في البرلمان منذ تأسيسه عام 1999، بعد انتهاء الحرب الأهلية في البلاد. وسبق أن قاتل عناصر في الحزب ضد نظام إمام علي رحمنوف خلال الحرب الأهلية (1992 - 1997).
وقبل حظر الحزب، أطلقت السلطات حملة اتهامات بأنه على اتصال مع تنظيم الدولة، وأن عناصره يسعون لرفع رايته السوداء في البلاد. واستغلت السلطات ذهاب نحو 600 من الطاجيك للقتال في سوريا لإطلاق هذه الحملة على الحزب، ومظاهر التدين بشكل عام في البلاد.
اقرأ أيضا:
أحكام قاسية بحق 13 من رموز حزب إسلامي بطاجيكستان
"رايتس ووتش": تصاعد حملة قمع الإسلاميين في طاجيكستان
توقيف أفراد أسرة زعيم حزب إسلامي في طاجيكستان