نشر موقع "زيرو هيدج" تقريرا استعرض فيه أهم البلدان التي تقوم بشراء وتخزين
الذهب، وذلك بهدف حماية نفسها من تبعات تقلّبات أسعار
العملات وتراجع أرباح الشركات، فضلا عن تغيّر مستويات الديون.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن تخزين الذهب خارج النظام المصرفي، وحتى خارج البلاد، أصبح أمرا شائعا في عدد من الدول. كما أن العديد من المستثمرين توجهوا إلى شراء الذهب أيضا، نظرا لأنه يمثّل رهانا ضد البنوك المركزية العالمية.
وذكر الموقع أن كلا من كندا وسويسرا، وأربع دول أخرى، أصبحت تمثّل وجهة جذابة للعديد من المستثمرين حول العالم. فكندا وسويسرا تمتلكان نظاما مصرفيا يعدّ الأكثر استقرارا في العالم، حيث لم يتعرّض لأي هزة منذ حوالي 200 سنة.
وأشار الموقع إلى أن سويسرا التي احتلّت المرتبة الأولى ضمن مؤشّر السرية المالية، حسب تصنيف شبكة العدالة الضريبية سنة 2015، تعدّ من أكثر الدول استقطابا للاستثمار ضمن شركات الأوفشور، كما أنها لطالما وفّرت للمستثمرين ملاذا آمنا لتخزين أصولهم. وهذا ما ينطبق على الذهب، حيث تُعرف سويسرا، أكثر من أي بلد آخر تقريبا، بكثرة حيازتها للذهب المخزّن.
وأفاد الموقع أنه على الرغم من أن العديد من الأطراف اعتبرت أن تخزين الذهب في الولايات المتحدة الأمريكية قد يكون محفوفا بالمخاطر، إلا أن البعض الآخر وصفها بالملاذ الآمن للمستثمرين. لكن الوقائع تفيد بأنه خلال فترة حكم الرئيس الحالي، باراك أوباما، هاجمت أمريكا، في المعدّل، دولة واحدة في السنة وقوّضت عددا من الحريات.
وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة الأمريكية لطالما تخلّفت عن التزاماتها الدولية عند مجابهة بعض التحديات، وهذا يشمل تراجعها عن دعم الدولار بالذهب سنة 1971. كما عمدت في وقت سابق، تحديدا خلال فترة الكساد الكبير، إلى مصادرة الممتلكات الخاصة، وهو ما ظلّ يثير قلق المستثمرين حول تخزين الذهب.
ونقل الموقع أن الذهب وباقي المعادن الثمينة تُخزّن بهدف استخدامها عندما تمرّ البلدان بأزمة معيّنة، حيث سيكون باستطاعة المستثمرين التصرّف فيها عند الحاجة. لكن، في ظلّ الظروف الاقتصادية الراهنة، لا أحد يمكنه توقّع ما ستؤول إليه الأمور خلال السنوات أو حتى العقود القادمة.
وبيّن الموقع أنه وفقا للأمريكيين، فإن التنويع حسب فئة الأصول والبلاد يعدّ أفضل استراتيجية للحفاظ على الثروة. كما يعتقد العديد من الخبراء أن حيازة بعض المعادن الثمينة خارج النظام المصرفي وخارج البلاد هو رهان جيد.
في المقابل، بيّنت الوثائق، استنادا إلى أداء الدولار الأمريكي خلال الأوقات الحرجة، أن المستثمرين الأجانب يعتبرون أن أمريكا، التي احتلت المرتبة الثالثة ضمن مؤشّر السرية المالية حسب تصنيف شبكة العدالة الضريبية سنة 2015، هي بمثابة ملاذ آمن بالنسبة لهم.
وذكر الموقع، وفقا لتقرير "سبروت"، أن كلا من سنغافورة وألمانيا وجزر كايمان كذلك تعدّ مناطق تخزين مناسبة في الوقت الراهن.
كما أقرّ هذا التقرير أيضا بأن دبي وأستراليا وهونغ كونغ تمثّل هي الأخرى ملاذا آمنا للمستثمرين، إلا أن ذلك يبقى منوطا بالتغيّرات الجيوسياسية التي من الممكن أن تطرأ على هذه الدول.
وبيّن الموقع أن جزر كايمان تعدّ الوجهة الأمثل بالنسبة للأمريكيين لتخزين المعادن الثمينة، نظرا لأنها تعدّ وجهة سياحية هامة من شأنها أن تستقطب سكان الولايات المتحدة، فضلا عن اعتمادها اللغة الإنجليزية كلغة رسمية.