نفى مسؤول الملف السياسي بمكتب جماعة الإخوان المسلمين
المصريين في الخارج، الدكتور
عمرو دراج، بشكل قاطع ما ردده البعض وما تم تداوله في وسائل الإعلام المصرية حول وجود مصالحة خلال الفترة المقبلة بين سلطة الانقلاب العسكري وجماعة الإخوان المسلمين، واصفا هذه الأنباء بأنها وهم لن يحدث.
وأشار في تصريح خاص لـ"
عربي21" إلى أن "الهدف من إحياء الأحاديث من قبل البعض بشأن تلك المصالحة المزعومة من وقت لآخر هو محاولة لإجهاض الحراك الثوري، خاصة أن هذه الأقاويل تنشط قبل الموجات الثورية الكبيرة، أو لزيادة بث الفرقة بين القوى الثورية المختلفة، أو لتجاوز أزمات معينة تعيشها سلطة الانقلاب".
وشدّد على أن فكرة المصالحة بين الإخوان ونظام عبد الفتاح
السيسي مرفوضة جملة وتفصيلا، لافتا إلى أن المصالحة الحقيقة والمطلوبة ستكون مع الشعب بمختلف أطيافه ومكوناته وكافة القوى الثورية، لإسقاط الحكم العسكري الذي وصفه بالمستبد والفاشي.
وأوضح "دراج" أن تعريف المصالحة بالنسبة للانقلاب هو إخراج أعداد كبيرة من المعتقلين مع فرض مراجعات معينة على القوى الثورية دون الوصول للحد الأدنى لأهداف ومطالب الثورة، مضيفا أنه "حتى هذا التصور لم يتم طرحه بشكل حقيقي من الأساس، لأن سلطة الانقلاب تتوهم أنها بالقهر والقمع والقوة ستسيطر على الأوضاع، وبالتالي فكل هذه الأمور لا معنى لها على الإطلاق وغير مقبولة من حيث المبدأ".
وأشار إلى أن "موضوع ما يسمى بالمصالحة وفق هذه الشروط تم الحديث عنه عشرات المرات خلال الأعوام الثلاث الماضية، وغرضها الرئيس تثبيط الثوار وإعطاء الإيحاء بأن النظام قام بما عليه، وللزعم بأن الثوار هم من يتعنتون ويرفضون التوصل لحل سياسي للأزمة التي تسببت بها سلطة الانقلاب".
وأضاف "دراج"، الذي شغل منصب وزير التخطيط والتعاون الدولي في حكومة الرئيس مرسي: "في واقع الأمر، هذه ليست مصالحة حقيقية بأي شكل من الأشكال، لكنها بمثابة شروط إذعان لن يقبل بها أحد من القوى الثورية المختلفة".
واستطرد قائلا :" لا توجد أي قوى وطنية وثورية حقيقة ستقبل بهذا الأمر حاليا، خاصة بعد التضحيات العظيمة والهائلة التي قدمها الشعب من أجل تحقيق أهداف الثورة، ولا اعتقد أن هناك أي جهة من الجهات قدمت ثمة تنازلات من أجل المصالحة مع الانقلاب، خاصة أنه لا يوجد أي شيء تم تقديمه لا من طرف النظام أو من أي طرف آخر".
وتساءل: "مع من يحدث التصالح؟ مع مرتكبي المذابح وسجاني الرئيس المنتخب وعشرات الآلاف من المعتقلين؟ ثم من له حق التفريط في أصوات 13 مليون مصري انتخبوا الرئيس الشرعي محمد مرسي؟ وهل سيتسامح أولياء الدم مع من قتلوا أبناءهم؟".
وفي تغريدة له في حسابه على موقع "تويتر" بمناسبة الذكرى الثالثة للانقلاب العسكري، قال "دراج": "ذكرى الخيانة 3 تموز/ يوليو تأتي ومعها إفاقة الكثيرين من المخدوعين بعد أن انحدرت مصر إلى قاع سحيق، سيستعيد المصريون بلادهم في يوم أراه قريبا"، مضيفا أنه "مهما مر من الوقت فسيظل الدكتور مرسي هو الرئيس الشرعي لمصر حتى يعود ليمارس مهامه".