تحتجز قوات الحماية الكردية، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي في مدينة رأس العين بمحافظة
الحسكة، شمال شرق
سوريا، مئات العائلات النازحة من أهالي
دير الزور، ممن خرجت من مناطق سيطرة تنظيم الدولة موخرا، حيث تعيش هذه العائلات ظروفا قاسية، إذ تحتجز داخل أحد المخيمات بعدما عجزت عن دخول الحسكة بسبب الإجراءات الأمنية التي تفرضها القوات الكردية.
وقال فهد السرحان، وهو أحد وجهاء العشائر في منطقة رأس العين، بتصريح خاص لـ"
عربي21"، إن مئات العائلات النازحة من محافظة دير الزور لا تزال محتجزة في بلدة مبروكة التابعة لناحية رأس العين، ضمن مخيم يشرف عليه الهلال الأحمر الكردي.
وأضاف أن
النازحين يعيشون أوضاعا مأساوية صعبة وهم بحاجة للغذاء والماء، وهو ما دفعهم لمحاولة الهرب، فيما اعتقلت القوات الكردية العشرات بحجة تأييدهم لتنظيم الدولة الذين فروا منه.
وأشار السرحان إلى أن وجهاء العشائر بصدد التفاوض مع قوات جهاز الأمن الكردي "الأسايش"، للحصول على الموافقات الأمنية للسماح للنازحين المحتجزين بالدخول إلى محافظة الحسكة، وقال إنهم سوف يطالبون المسؤولين الأكراد بالكف عن هذه التصرفات والسماح للمدنيين بالعبور بأمان إلى محافظة الحسكة، وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لهم وخاصة الأطفال والنساء.
من جانبه، قال الناشط الميداني تيسير العلي، وهو من أبناء دير الزور، إن
الوحدات الكردية أقدمت مساء يوم الثلاثاء على توقيف سبعة نازحين من أبناء دير الزور، حيث تم إنزالهم بالقوة من إحدى حافلات النقل في نقطة المبروكة، شمال محافظة الحسكة، عندما كانوا في طريقهم إلى حي غويران.
وأضاف أن أفراد الحاجز طلبوا من سائق الحافلة التوقف، ثم طلبوا البطاقات الشخصية بعدما تبين لهم أن بعض الركاب هم من أبناء محافظة دير الزور، مبينا أن عناصر الحاجز قاموا بإنزال النازحين من الحافلة بالقوة وبأسلوب "همجي" ثم احتجزوهم في أحد المخيمات.
وأشار العلي إلى أن القوات الكردية تسمح بالدخول للأشخاص من المولودين في الحسكة أو من لديهم كفيل داخل المحافظة بالدخول، حيث تأتي بين الفترة والأخرى لجنة للإشراف وتدقيق ملفات المحتجزين الذين رفضت معظم طلباتهم، وفق كلامه.
وكانت الإدارة الذاتية الكردية قد طلبت، في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، من النازحين العرب من مختلف المحافظات السورية مغادرة الحسكة أو التوجه إلى مخيمات خصصت لهم.