هاجم محسن بير هادي، عضو مجلس إدارة بلدية العاصمة
الإيرانية طهران، منتقدي تدخل
الحرس الثوري المشارك في المعارك بسوريا بعد ارتفاع عدد قتلاه.
ووصف بير هادي، في مقال نشر على موقع "بارس نيوز" بعنوان "من دمشق حتى كربلاء وطهران"، قوات الحرس المشاركة بحرب
سوريا، بالقول: "إنني أرى بأنكم لم تكونوا عسكرا فقط بل كُنتم مجاهدين تنطبق عليكم آية (ولا يخافون لومة لائم)، ولهذا لم تعيروا أي اهتمام لمن ينتقدكم ويهاجمكم حول ذهابكم إلى سوريا".
وأضاف بير هادي، المقرب من الحرس الثوري: "قبل أيام مررت على لوحات تحمل صورا لعناصر من الحرس قتلوا برصاص الأمريكان والسعوديين في سوريا، وفي اللحظة نفسها شعرت بالخوف والقلق في حال عدم وجودهم بيننا.. ماذا سيحدث لنا كإيرانيين؟".
وقال: "لو لم يكن الحرس الثوري موجودا بيننا اليوم، لكنا بحاجة إلى الحصول على تأشيرة للسفر إلى الأحواز وكردستان".
وأضاف بير هادي: "لو لم تكن تضحيات هؤلاء الذين رفعت صورهم على لوحات الشوارع لانحنت رقابنا اليوم أمام حكام السعودية وقطر".
وزعم بير هادي أن الحرس الثوري هو صمام الأمان للشعب الإيراني، قائلا: "لولا الحرس الثوري لانحنت رقابنا تحت بسطار صدام حسين ومسعود رجوي وأبي بكر البغدادي وعبد المالك ريغي، ولا نعلم أي رئيس إسرائيلي سوف يعين رئيس جمهورية إيران".
يذكر أن عبد المالك ريغي هو زعيم حركة جند الله البلوشية، وقد أعدمته إيران في 22 حزيران/ يونيو عام 2010، حيث كان يترأس أقوى حركة مسلحة سنية في إقليم بلوشستان، ومسعود رجوي هو زعيم منظمة "مجاهدي خلق إيران" الذي تحالف مع صدام حسين في الحرب العراقية-الإيرانية.
وطالب محسن بير هادي منتقدي الحرس الثوري الإيراني بإنصافه والنظر لأهمية مشاركة الحرس في سوريا، متسائلا: "لو ألقينا نظرة عامة على المشهد بدون الحرس الثوري الإيراني، فأين كنا سنقف الآن؟".
انتقادات متصاعدة
ورصدت "
عربي21" مبررات قيادة الحرس الثوري وتيار المحافظين حول المشاركة عسكريا في الأزمة السورية، حيث بدأ المستشارون العسكريون الإيرانيون بادعاء أن دورهم سوف يقتصر على الحفاظ على مقام السيدة زينب من هجمات المعارضة في سوريا.
وفي بداية تدخل الحرس الثوري بسوريا، تجاوب الشارع الإيراني نوعا ما مع رواية الحرس الثوري، بسبب وصول مظاهرات الثورة السورية إلى أغلب مناطق ريف دمشق ومنطقة السيدة زينب، لكن سقوط الأعداد المتزايدة لجنرالات وضباط الحرس الثوري ولواء "فاطميون" الأفغاني في حلب وإدلب ودرعا، أحرج قادة الحرس الثوري أمام الشارع الإيراني والإعلام التابع للمحافظين الذي يرصد باهتمام مشاركة الحرس العسكرية في سوريا، ما دفعهم لتبرير دورهم العسكري في سوريا للرأي العام الإيراني.
وتحول شعار "حماة السيدة زينب" أو "المدافعين عن الحرم" كما يسميهم الإعلام الإيراني، إلى الدفاع عن الأمن القومي الإيراني، مشيرا إلى أن دورهم في سوريا ليس من أجل مقام السيدة زينب هناك، بل من أجل مصالح وأمن إيران الذي دفع الحرس إلى الذهاب هناك والمشاركة بالحرب ضد الثورة بسوريا.
وفجرت هزيمة الحرس في خان طومان أزمة جديدة في إيران، ووضعت الحرس الثوري الإيراني أمام موقف محرج، غير قادر على تجاوزه بسبب حجم الانتقادات التي وجهت إليه بالشكل الذي لم يواجهه الحرس منذ تدخله بسوريا.
ويحاول الإعلام المقرب من الحرس الثوري، إيجاد مخرج من الأزمة التي يمر بها إعلاميا الآن بعد هزيمته في خان طومان، وبدأ بحملة إعلامية تروج أن مشاركة السعودية وقطر بصورة مباشرة في معركة خان طومان أدت إلى مقتل قوات الحرس هناك.
وبعد هزيمة خان طومان وارتفاع عدد القتلى الإيرانيين بسوريا، أصبح الرأي العام الإيراني لأول مرة ينتقد الحرس الثوري بقوة، بسبب ما يسمونه "إرسال أبنائهم ليقتلوا على أيدي العرب بسوريا".