سمحت قوات الحماية الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، بعودة عشرات العائلات إلى منازلهم في بلدة
الهول، بالريف الشرقي لمحافظة
الحسكة، لكنها منعت عائلات أخرى من العودة.
وهذه هي المرة الأولى التي يُسمح لأهالي المنطقة بالعودة إليها، منذ سيطرة القوات الكردية على البلدة بعد انسحاب
تنظيم الدولة منها منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر لعام 2015.
وتظاهر السكان عدة مرات على مداخل البلدة في الأشهر الماضية، وواجهتهم القوة الكردية بالقوة. وأظهر تسجيل فيديو الشهر الماضي، مطاردة الأهالي المحتجين على منهم من العودة لبيوتهم، بالرصاص والجرافات.
وفي تصريح خاص لـ"عربي21" قال الناشط الإعلامي خالد خليفة، الذي ما زال موجودا في ريف الحسكة، إن عشرات العائلات من سكان بلدة الهول بدأوا بالعودة إلى منازلهم بعد أشهر طويلة من النزوح، والتشرد في مخيمات النزوح في البلدات المجاورة.
وأضاف أن قرار عودة الأهالي إلى البلدة جاء ضمن شروط وضعتها القيادة العسكرية للإدارة الذاتية الكردية بمحافظة الحسكة، بالتنسيق مع وجهاء عشائر في المنطقة، على أن يُسمح للأهالي بالعودة بعد تقديم أسمائهم إلى اللجنة المكلفة ودراستها.
وبحسب خليفة أن
الوحدات الكردية منعت سكانا آخرين من العودة بذريعة ولائهم لتنظيم الدولة، وكذلك عائلات أخرى بحجة انتماء أبنائهم إلى الجيش الحر.
وأشار خليفة، في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن الوحدات الكردية تتهم غالبية سكان البلدة بالولاء للتنظيم، ما يعني عدم السماح لغالبية السكان بالعودة.
وأكد خليفة أن الغالبية الذين منعوا من العودة إلى منازلهم لا ينتمون ولا تربطهم علاقة بأي فصيل عسكري، وتحديدا تنظيم الدولة، معتبرا أن "ما تفعله هذه القوات معاقبة الأهالي الذين انضموا للثورة بداية الحراك الثوري في
سوريا، بينما ترتبط مليشيات صالح مسلم بعلاقات وطيدة مع النظام السوري"، وفق كلامه.
وفي لقاء مع "عربي21"، تحدث حسين السالم، وهو من أبناء بلدة الهول، عن منعه من العودة إلى منزله الذي تسيطر عليه الوحدات الكردية، بسبب زيارته ابنته بمناطق تنظيم الدولة، مبررا ذلك بأن "ذهابي لتلك المناطق هو ولاء للتنظيم" بحسب تصنيف الوحدات الكردية.
وقال السالم: "عند وصولي إلى البلدة تم توقيفي مطولا من قبل حاجز تابع للقوات الكردية الموجودة على بعد أمتار قليلة من منزلي"، مضيفا: أن عناصر الحاجز حذروه بأن لا عودة إلى المنزل، وأنهم لن يسمحوا له بالوصول مرة أخرى إلى البلدة مهما كانت الأسباب.