أعلنت وزارة الداخلية
الإيرانية نتائج المرحلة الثانية من
الانتخابات البرلمانية، الأحد، كاشفة أسماء المرشحين الفائزين والنتائج والمحصلة النهائية لهذه الانتخابات، مما أعطى لمحة عن الخارطة السياسية للبرلمان الإيراني الجديد.
ويتكون البرلمان الإيراني أو ما يسمى بـ"مجلس الشورى الإسلامي في إيران" من 290 مقعدا، ورغم رفض الترشيحات المتعلقة بالتيار الإصلاحي وإقصاء العديد من رموزه من المشاركة في الانتخابات البرلمانية الإيرانية حقق
الإصلاحيون تقدما ملحوظا في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية في إيران.
وتشير النتائج النهائية للانتخابات من المرحلة الثانية (المرحلة الأخيرة من انتخابات البرلمان) إلى فوز الإصلاحيين والمستقلين بشكل ساحق وهزيمة المحافظين.
وحاز الإصلاحيون في الانتخابات البرلمانية للمجلس العاشر على 123 مقعدا والمستقلين سيطروا على ثلث البرلمان تقريبا بـ 84 مقعدا، بينما حصل
المحافظون على 80 مقعدا والأقليات الدينية كاليهود والأرامنة والزرزاتشيين على 3 مقاعد.
وتؤكد الملامح السياسية للبرلمان الإيراني المقبل على أنه سيكون برلمانا إصلاحيا أو مؤيدا لسياسة الحكومة الإيرانية الحالية بعد ما أقرت الصحف الرسمية التابعة للتيار المحافظ بهزيمتهم في الانتخابات البرلمانية أمام الإصلاحيين في البلاد.
واتهمت وسائل إعلام إيرانية مقربة من المحافظين حكومة روحاني بالتلاعب في نتائج الانتخابات البرلمانية لصالح قوائم الإصلاحيين في العديد من المدن الإيرانية، غير أن وزارة الداخلية الإيرانية نفت هذه الاتهامات بشكل قاطع واعتبرتها غير دقيقة ولا أساس لها.
ومن ملامح هزيمة المحافظين أمام الإصلاحيين في الانتخابات البرلمانية الإيرانية فوز 17 امرأة جميعهن من التيار الإصلاحي الإيراني، في حين فقط المحافظون جميع مرشحاته من النساء عكس المرحلة السابقة التي كانت فيها النساء جميعهن من التيار المحافظ بإيران.
وبدأت الاسطفافات والاستقطابات البرلمانية بين المحافظين والإصلاحيين لكسب المستقلين في اللجان البرلمانية بعد إعلان النتائج الرسمية للانتخابات البرلمانية في إيران، ويبدو بأن فرصة نجاح الإصلاحيين في كسب المستقلين بجانبهم أوفر من المحافظين بسبب المزاج العام الرافض لمواقف المحافظين السياسية المتشددة، وفشل سياستهم الاقتصادية التي كبدت إيران خسائر فادحة خلال السنوات الماضية.
ويرى المراقبون للشأن الإيراني بأن نتائج الانتخابات الإيرانية سوف تثير مخاوف المرشد والحرس الثوري الإيراني من هيمنة الإصلاحيين على البرلمان الإيراني، ومن الممكن أن يستخدم المحافظون نفوذهم وسلطتهم الأمنية لمواجهة الإصلاحيين بإيران.
فوز الإصلاحيين في الانتخابات البرلمانية ودخول رفسنجاني وروحاني في مجلس خبراء القيادة جميعا مؤشرات تدل على أن المرحلة السياسية القادمة في إيران سوف تكون مرحلة صدام حقيقي بين المحافظين والإصلاحيين في إيران، ومرض المرشد يعزز من صحة هذه النظرية، حيث بدأت الآن الدوائر المغلقة في إيران تتحدث عن من سيخلف المرشد في حال وفاته، وهل يكون مرشدا معتدلا أو شخصية مقربة من المحافظين والحرس الثوري ليكمل مسيرة
خامنئي مشروعه في إيران والمنطقة.