كشفت أسرة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في
مصر،
محمد بديع،
الانتهاكات التي وصفتها بالبشعة، والتي وقعت بحقه منذ اعتقاله في 20 آب/ أغسطس 2013 وحتى الآن، مستنكرة تجاهل منظمات
حقوق الإنسان لهذه الانتهاكات، كما انتقدت الخلافات الداخلية لجماعة الإخوان -بشكل ضمني- والتي قالت إنها أصبحت تشغلهم عن حقوق الشهداء وأنات المعتقلين.
وقالت في بيان لها الخميس بعنوان "أيحسب أن لن يقدر عليه أحد": "منذ أن تم القبض على الدكتور بديع، وهو يتعرض لانتهاكات عديدة دون أي مراعاة لسنه ولا قيمته ومكانته العلمية والمجتمعية، بدءا بالاعتداء عليه بالسب والضرب من القوة التي قامت بإلقاء القبض عليه، وهو ما تم تسجيله في محاضر التحقيقات أمام النيابة ولم يتم التحقيق فيه حتى الآن".
وأضافت: "ثم حبسه في زنزانة انفرادية طيلة فترة الحبس التي تقترب من ثلاثة أعوام، مع منعه من التريض لفترات طويلة ومنع الملابس والأطعمة والزيارات لفترات أطول، حتى صار الأصل هو المنع والاستثناء هو حصوله على أبسط حقوقه التي يكفلها له القانون والدستور بل والإنسانية، مرورا بضعف الرعاية الصحية وتجريد زنزانته من أبسط مقومات الحياة عدة مرات".
وتابعت: "كان آخر تلك الانتهاكات منذ فترة قريبة، عندما حكا في المحكمة رؤيا رأى فيها أحد رفقاء السجن الرسول صلى الله عليه وسلم يبشره بقرب انفراج الكرب وانقشاع الظلمة، فما كان من شياطين الإنس – وهل تغضب رؤيا الرسول الحقّة إلا الشياطين؟!- إلا أن قاموا بتكديره جزاء له على روايته لهذه الرؤيا فسحبوا منه السرير الذي ينام عليه لما يقرب من أسبوع كامل وتركوه ينام على الأرض بلا مراعاة لسنه (73 عاما) أو لكونه في فترة نقاهة، بعد عملية جراحية تم عملها له في السجن يطول الحديث عن ما صاحبها من انتهاكات لأبسط القواعد الصحية والإنسانية".
واستطردت الأسرة قائلة: "ثم كانت الطامة الكبرى عندما تعدّى عليه أحد أفراد حراسة الترحيلة (ضابط شرطة برتبة عقيد أو عميد) عند عودته من المحكمة العسكرية بالهايكستب بتاريخ 19 أيلول/ سبتمبر 2015، حيث قام بسبه وضربه وركله، وهو مكبّل اليدين داخل سيارة الترحيلات وسبه بأبشع الألفاظ وأقذرها".
وأردفت: "ولقد تم في حينها التقدم ببلاغ للنائب العام وبشكوى رسمية لهيئة المحكمة وللنيابة العسكرية، وتم عمل شكوى لحقوق الإنسان ولم يتم اتخاذ أي إجراء لمحاسبة الضابط صاحب الإساءة، بل قامت وزارة الداخلية بالتستّر عليه وإنكار الواقعة رغم حدوثها أمام شهود من المحبوسين مع الدكتور محمد بديع في سيارة الترحيلات ومن جنود الحراسة".
وتابعت: "ثم عادت وزارة الداخلية "بصورة غير رسمية" ووعدت بعدم تكرار الأمر – في اعتراف صريح بكذب ادعائهم عدم حدوثه – وأن ذلك المجرم لن يقوم بتأمين الترحيلة مرة أخرى، ولكن حتى ذلك الوعد البسيط الذي يمثل أدنى درجات التعقل تم نكثه في خطوة غير مسبوقة من التبجح وفقدان العقل، حيث فوجئنا بالضابط الموتور نفسه يوم الاثنين الماضي يأتي لسيارة الترحيلة للمحكمة العسكرية في الهايكستب ويوجه للدكتور محمد بديع الإهانات ويسبه بأمه وبأبشع الألفاظ متفاخرا بأنه لم يعاقب على المرة الأولى ولا مانع أبدا من تكرار الإهانة مرات ومرات".
وتساءلت الأسرة: "إن كان هذا ما يحدث مع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بالعالم أجمع، وهو من هو بسنّه وعلمه وقيمته ومكانته العالمية، فماذا يحدث مع الشباب الصغير السن المجهول إعلاميا في وطننا المنكوب بالظلم والجور؟".
وحملت وزارة الداخلية ومصلحة السجون وقياداتهما المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة الدكتور محمد بديع، بل وحملتهم المسؤولية الجنائية عن أي أذى بدني أو نفسي أصابه أو سيصيبه طيلة فترة حبسه التي وصفوها بـ "الظالمة".
وقالت: "إننا بالرغم من ذلك لسنا نرجو صرفا أو عدلا ممّن كان الأمن مهمتهم، فصار الترويع ديدنهم، والبلطجة شعارهم، والبطش سمتهم، ولسنا ننتظر إنصافا ممّن كان العدل أمانتهم فضيّعوها وأصمّوا آذانهم عن أصوات ضمائرهم وما عادوا يستمعون إلا إلى صوت التعليمات التي تُملى عليهم، كما أننا لا نستجدي حراكا من دعاة حقوق الإنسان المزعومين الذين عميت أبصار بعضهم وبصائرهم عن كل من لا يوافق أهواءهم، فصاروا لا ينتفضون إلا حسب أمزجتهم الشخصية وأهوائهم الفكرية، وارتمى بعضهم الآخر في أحضان السلطة المستبدة فضاعت عندهم الحقوق، ومات بداخلهم الإنسان، ولا ننتظر انتفاضة ممن شغلتهم خلافاتهم على التوافه عن حقوق الشهداء وأنات المعتقلين".
وأضافت: "إننا ببياننا هذا لا نرجو إلا نشر الحقائق حتى لا يدّعي أحد عذرا بجهل، وإثبات الوقائع انتظارا ليوم قصاص قادم لا ريب فيه، أما أنت أيها المتجبّر بقوته الموهومة، المتكبّر بمكانته المزعومة، فلسنا نشكوك لمن أمنت عقوبتهم فأسأت الأدب، إنما نشكوك لقاصم المتجبرين ومُهلك المتكبرين، نشكوك لمن أقسم بعزته وجلاله لينصرن دعوة المظلوم ولو بعد حين، إليه وحده نرفع الشكوى، وعلى ثقتنا بعدله ونصره فحسب نحيا".
واختتمت الأسرة البيان بقولها: "اللهم إننا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس، يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربنا، إلى من تكلنا؟ إلى بعيد يتجهّمنا أم إلى عدو ملّكته أمرنا؟ إن لم يكن بك غضبٌ علينا فلا نُبالي، ولكن عافيتك أوسع لنا، نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات وصلُح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بنا غضبك أو يحلّ علينا سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلاّ بك يا رب العالمين".