فتحت صورة تبادلها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، لزوجة عبدال له شحاتة، مستشار وزير المالية بحكومة الرئيس محمد
مرسي، وقد غلبها النوم بجوار سور سجن "العقرب"، في انتظار زيارة زوجها المعتقل بالسجن، ملف معاناة أسر المعتقلين في عهد رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، لدى زيارة ذويهم.
الصورة نشرها الصحفي محمد شحاتة، لزوجة شقيقه عبد الله شحاتة، وهي تبيت في العراء أمام سجن "العقرب"، انتظارا لزيارة زوجها.
وكتب شحاتة تحت الصورة قائلا: "زوجة أخي عبد الله شحاتة، وهي نائمة أمام
سجن العقرب فجر السبت.. في انتظار الزيارة التي كانت خمس دقائق فقط يوم السبت، ومن وراء حامل زجاجي.. اللهم انتقم ممن اعتقل إخوتي.. حسبنا الله ونعم الوكيل".
وعبد الله شحاتة خبير اقتصادي، وهو مساعد وزير المالية في حكومة هشام قنديل، وأستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، ورئيس اللجنة الاقتصادية بحزب "الحرية والعدالة"، وقد اعتقلته السلطات يوم 28 كانون الأول/ ديسمبر عام 2014، بأسلوب غير آدمي، وأخفت نبأ اعتقاله، ثم لفقت له قائمة اتهامات بالتحريض على العنف، والانتماء إلى جماعة إرهابية، فيما طالبت الأمم المتحدة بالتحقيق في وقائع تعذيبه.
واعتبر نشطاء صورة زوجته، وهي تبيت في العراء، بلاغا للأحرار والشرفاء والمنظمات الحقوقية في العالم، قائلين إنها تدمي القلب، وتظهر تجاوزات الانقلاب العسكري بحق أسر المعتقلين، خاصة المحبوسين في سجن "العقرب"، إذ يتعرضون لمعاملة غير آدمية، ويضطر أهاليهم في كثير من الأحيان للمبيت أمام السجن ليلة كاملة؛ كي يتمكنوا من رؤية ذويهم دقائق عدة في الصباح.
وعلق أحد النشطاء قائلا: "هكذا تنام الشريفات الطيبات زوجات الشرفاء العلماء.. زوجة عبد الله شحاتة، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، تنام على الطريق في الشارع أمام "العقرب"، لعلها تستطيع أن ترى زوجها من خلال الزجاج فقط، فإنها حتى لا تستطيع مصافحته.. أو لمسه.. أو أن تسر إليه حديثا".
وأضاف: "ذنبه أنه شريف.. لم يبع نفسه للخونة الذين يسرقون الوطن، أبدلكِ الله أختي مع زوجك أعلى الجنان.. وهون عليك الفراق.. وفرج عن زوجك، وأبدل الظالمين نارا في الدنيا قبل الآخرة".
وخلال الأيام الماضية، نظم العديد من أسر المعتقلين بسجن "العقرب"، الملقب بالمقبرة، وقفات احتجاجية ضد ممارسات سلطات الانقلاب معهم، ومنعهم من الزيارات في كثير من الأوقات، فضلا عن المعاملة غير الإنسانية التي يلاقيها المعتقلون أنفسهم داخل السجن.
وكشفت آية علاء - زوجة الصحفي المعتقل حسن القباني - تعدي قوات الأمن على أهالي "معتقلي العقرب"، بعد احتجاجهم على سوء المعاملة، وعدم السماح لهم بالزيارة، برغم انتظارهم أمام بوابات السجن منذ الساعة 12 ليلا، حتى اليوم التالي".
وكتبت آية عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "كلمتين في زوري.. لأحبابنا أهالي "مقبرة العقرب".. لازم نحول قضيتنا لقضية مجتمع.. رأي عام.. زي ما الأطباء عملوا.. ليه نرضى بذل وقرف علشان الأخ حبيبنا المسجون يشوف أهله كام دقيقة وشوية أكل ميكفوش عيل".
وتابعت: "آه.. الزيارة حياة بالنسبة لنا، وبالنسبة لهم.. بس ولا حاجة مقارنة بالكرامة والإنسانية.. مهم على الأقل 100 أسرة على الأقل يقوموا بعمل ما "اعتصام مثلا" أمام مؤسسة سيادية ما "الدفاع.. الداخلية.. ماسبيرو.. التحرير"، وما دام بيستحملوا الإهانة علشان الزيارة قدام السجن يستحملوا الإهانة في مكان تاني.. وينضم ليهم ناس تانية.. حرروا مطالبكم.. خلوها مطلب شعبي".
وأضافت: "بجد لازم تصعيد.. لازم تحرك.. مش نافع اللي إحنا فيه ده".
ويذكر أن صعوبات زيارة أسر المعتقلين لذويهم تبدأ مع التصاريح، إذ تتعنت السلطات في منع الزيارات، وأحيانا تقوم بمنعها لمدة ثلاثة أشهر متواصلة، ما يجعل زوجات المعتقلين حائرات بين المحامين والنيابات.
كما أنهن يلاقين معاملة أمنية سيئة، خصوصا في لحظات انتظار دخول الزيارات، وفي أثناء التفتيش، وقد ينتظرن بالساعات في حرارة الشمس أو برد الشتاء من أجل دقائق معدودة للزيارة، قد لا يستطعن خلالها التحدث مع من يزرنه.
وتتباين تكاليف الزيارة الواحدة للمعتقل بحسب بعد مكان الاعتقال عن مكان إقامة الأسرة، ومدى تسهيل الإجراءات، إذ يضطر العديد من الأسر لدفع مبالغ مالية لأمناء الشرطة؛ كي يسهلوا لهم زيارات لا تستغرق ربما دقائق.
وبحسب بعض الأسر، لا يقل الحد الأدنى للزيارة عن 500 جنيه، بينما في كثير من الأحيان تزيد تكلفة الزيارة الواحدة عن ذلك.