قال رئيس
الانقلاب العسكري في
مصر، عبد الفتاح
السيسي، إن انتخاب مجلس النواب ينهي خارطة الطريق التي اتفق عليها "المصريون" عندما قرروا استرجاع الوطن من الفئة التي أرادت اختطافه لحساب أهدافها المنحرفة ومصالحها الضيقة، مشيدا بثورة 30 يونيو.
وفي كلمته أمام البرلمان المصري، قال السيسي إن مصر تواجه إرهابا غاشما يستهدف الدولة المصرية كاملة، ويريد أن ينشر الخراب والفوضى في الوطن، مؤكدا في الوقت ذاته أن الجيش والشرطة المصرية في الصف الأول للمواجهة، ويواصلان محاربة الإرهاب.
وإلى جانب محاربة الإرهاب، قال السيسي إنه يبني دولة مصرية ديمقراطية مدنية حديثة، لتلبي متطلبات الأبناء والأحفاد في المستقبل، مستعرضا عددا من المشاريع التي نفذت خلال السنة والنصف الأخيرة من طرق ومطارات وخدمات.
وذكر السيسي نوابه ببعض المشاريع التي دشنها، ومنها قناة السويس الجديدة ومشروع تنمية محور قناة السويس ومشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان، مؤكدا أنها وفرت وظائف لأكثر من مليون مواطن مصري وتعود بالفائدة على خمسة ملايين مواطن آخرين، لكنه شدد على أنها تحتاج إلى وقت كبير كي تؤتي ثمارها.
وأضاف السيسي، أنه ومن حرصه على الشباب فقد أصدر عفوا رئاسيا عن عدة مجموعات من الشباب الذين يريد أن تدمجهم مؤسسات الدولة في "المسيرة الوطنية".
وشدد على أن "الكادحين والبسطاء" على رأس أولوياته، وأن صندوق "تحيا مصر" الذي أنشئ بتوجيه منه يدعم العديد من المشاريع والمبادرات لأصحاب الدخل المحدود، ولعلاج المصابين بفايروس "سي" من غير القادرين على تحمل تكاليف العلاج.
وعن العلاقة مع الخارج، أكد السيسي أن مصر نجحت في إعادة تحسين العلاقات المتوترة مع الكثير من "الأصدقاء والأشقاء"، بفضل "الدبلوماسية العريقة" دون أن يسمي هؤلاء الأصدقاء والأشقاء، قائلا: "إننا نحصد ثمار سياستنا الخارجية من خلال الحصول على مقعدٍ غير دائم في مجلس الأمن في دورته الحالية، وترأسنا لجنة مكافحة الإرهاب به ونترأس القمة العربية، وجمعنا بين عضوية مجلس السلم والأمن الأفريقي ورئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية المعنية بتغير المناخ".
وأشار السيسي إلى أن مصر تلعب دورا، ولن تألو جهدا "في السعي نحو التوصل إلى تسوية سياسية للأزمات في سوريا وليبيا واليمن، وتحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية التي كانت وما زالت قضية شعب مصر".
وقال مادحا المجلس ونوابه: "لعل مجلسكم هذا خير دليل على إنجاز الأمة المصرية على طريق الديمقراطية، حيث نرى أكبر عدد من النواب في تاريخ مصر أكثرهم من الوجوه الجديدة سياسيا بما يضمن لنا ضخ دماء جديدة في شريان الحياة السياسية، فضلاً عن التمثيل غير المسبوق للشباب والمرأة والأقباط وذوي الاحتياجات الخاصة، كما أن هذا الكم الكبير من التمثيل الحزبي والمستقل داخل البرلمان يدلل ويبرهن على حالة من الحراك السياسي الحميد والصحي داخل المجتمع المصري".
وختم السيسي كلمته بمدح الجيش والشرطة مجددا، ومؤكدا على "شموخ القضاء المصري"، قائلا: "أرى الأمل في جسارة قواتكم المسلحة وأبنائها الأبطال الذين يضربون أروع الأمثلة في التضحية والفداء. أرى الأمل في عيون شرطتكم الساهرة على أمن واستقرار الوطن وحماية أبنائه. أرى الأمل في منصة قضائنا الشامخ الذي يعلي صوت الحق ويقيم العدل في أرجاء الوطن".