علق الكاتب سايمون تيسدال على توتر العلاقات
السعودية الإيرانية، وأثر ذلك على الحرب الدائرة في
سوريا، قائلا إن السوريين هم الخاسر الأكبر.
ويقول تيسدال في تقرير نشرته صحيفة "الغارديان"، إن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي كان، كالعادة، محددا في شجبه للسعودية على إعدام رجل الدين الشيعي نمر
النمر، مشيرا إلى ما ورد في شجب خامنئي، الذي قال إن القتل سيترك آثارا واضحة وخطيرة على النظام السعودي وفي وقت قريب، ولكن خامنئي لم يذكر هذه المشكلات.
ويلفت الكاتب إلى التنافس الدائر بين السعودية وإيران في المنطقة، وفي عدد من المحاور، التي تتراوح بين اليمن وسوريا إلى لبنان، ويقوم كل منهما بدعم كتلة سياسية وعسكرية في كل بلد، وكلاهما يخاف من المخاطر الخارجية التي تؤثر على استقرارهما.
ويتساءل تيسدال في تقريره، الذي ترجمته "
عربي21"، عما يمكن للزعيم الروحي الإيراني عمله للتأثير على السعودية، ويرى أن النظام الإيراني سيزيد من هجمته الدعائية ضد السعودية، التي عادة ما توصف بأنها نظام غير شرعي، وبهذه الطريقة سيعزز من قاعدته الشعبية بين شيعة العراق وشيعة لبنان.
ويقول الكاتب إن الحملة الدعائية، إن قرنت بتهريب أسلحة للشيعة في المنطقة الشرقية وفي البحرين، فإنها ستؤدي إلى تظاهرات واضطرابات. وفي العراق قد تتطور الدعاية إلى عنف جديد ضد السنة.
ويرى تيسدال أن إيران ستحاول الظهور، وتأكيد أنها الطرف الذي يملك المعايير الأخلاقية لمحاسبة السعودية، ولهذا فإنها ستتهم الغرب الداعم للرياض بالمعايير المزدوجة، وقد تحاول اللعب على وتر الخلافات داخل العائلة السعودية.
ويفيد التقرير بأن إيران تخطط لزيادة الضغوط الاقتصادية على السعودية، التي تعاني من عجز في الميزانية؛ بسبب انخفاض أسعار النفط، وذلك عبر غمر الأسواق العالمية بالنفط الرخيص، مشيرا إلى أنها ستستخدم التخفيف في العقوبات عليها بعد توقيع الاتفاق النووي.
وتبين الصحيفة أن لدى إيران خيارات أخرى لتصعيد الحرب مع السعودية، من خلال زيادة الدعم العسكري للمتمردين الحوثيين في اليمن. مستدركة بأن ما يثير المخاوف هو الوضع في سوريا، فالتصعيد الإيراني بسبب إعدام النمر قد يؤدي إلى تخريب الجهود الدبلوماسية الدولية، التي قامت على تعزيز التعاون السعودي الإيراني في الملف السوري.
ويخلص الكاتب إلى أنه في حالة نجاح الجناح المتشدد في المؤسسة الإيرانية بتصوير إعدام النمر على أنه
تصعيد سعودي يجب الانتقام منه، فإن كل الآمال بتحقيق السلام في سوريا وإنهاء تنظيم الدولة ستنهار.