حذّر المجلس الثوري
المصري الشعب من ما وصفه بمحاولات استيعاب
ثورة يناير وتبريدها والالتفاف عليها، مجددا تعهده بأنه لن يتخلى عن مسؤولياته وواجبه في التصدي لهذه المحاولات، "مهما كان الثمن ومهما بلغت التضحيات"، على حد قوله.
وذكر في بيان له اليوم حصلت "
عربي21" على نسخة منه، أنه أخذ على عاتقه أن يكون ضميرا حيا للثورة، يرفع رايتها ويتحدث باسمها، ويهاجم أي خطر يعترض طريقها، ويحذر من أي خطر قادم ضدها، وقد نجح في تجنيب الثورة العديد من المخاطر (لم يذكرها)، مضيفا بأن الأخطار التي تتعرض لها الثورة لم تتوقف.
وقال: "لن نمل من التأكيد أن أي محاولة لتفريغ الثورة من مضمونها وإشاعة اليأس في نفوس الثوار عبر محاولات يطلق عليها جهود الاصطفاف الثوري، التي لا تتضمن الالتزام بمكتسبات ثورة يناير وتحقيق الإرادة الحرة للمصريين".
وتابع قائلا: "نقف الآن على بعد أيام قليلة تفصلنا عن ذكرى ثورة يناير العظيمة، وهي الفترة التي تحشد فيها الثورة قوتها وترص صفوفها وتعد عدتها استعدادا لموجة الغضب القادمة في وجه
الانقلاب العسكري الغاشم".
وأضاف في بيانه الذي قال إنه بمناسبة الذكرى الخامسة لإحياء ثورة يناير: "مرت ثورة 25 يناير، خلال خمس سنوات كاملة، بمنعطفات خطيرة جرفتها عن مسارها لتقع في قبضة انقلاب عسكري بشع في 3 تموز/ يوليو 2013 يريد محو هذه الثورة من الوجود تماما".
وأكد المجلس الثوري لجموع المصريين أنه على تواصل مستمر مع العديد من قوى الحراك الثوري على الأرض، يتشاور معهم ويسترشد برؤيتهم، ويسمع لهم ويسمعون منه، ويخطط معهم للمسار الثوري في هذه الأيام المهمة والصعبة في تاريخ ثورتهم.
وقال: "نتمسك بخمسة استحقاقات شرعية علي رأسها انتخاب الرئيس محمد مرسي وحقه في استكمال مدته الرئاسية كاملة، وحق أولياء الدم في القصاص للشهداء"، رافضا بشدة المحاولات التي تتجنب القول بصراحة ووضوح أن 3 تموز/ يوليو 2013 كان انقلابا عسكريا.
وأضاف أن تلك المحاولات "لن تجد قبولا من الشعب المصري، وبالتالي لن يساندها أو يدعمها المجلس الثوري، بل سيتصدى لها بكشف وفضح مخاطرها على مصر وثورة شعبها، التي لن تكتمل سوى بخروج العسكر من منظومة الحكم، وإعادة بناء الدولة بعيدا عن سيطرة قوى الثورة المضادة".
وشدّد المجلس الثوري على أنه لن يدخل في أية تحالفات مع حركات أسست لانقلاب 3 تموز/ يوليو 2013، مختتما بالقول: "وإلى نصر قريب إن شاء الله".
من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم المجلس الثوري، أحمد حسن الشرقاوي، إن "منظومة التبعية الغربية ومراكز الهيمنة والسيطرة الدولية باتت تدرك يقينا أن النظام الانقلابي الذي صنعته في مصر سوف يسقط سقوطا مدويا تحت أقدام الشعب الثائر، ولذلك فإنها تعمل على أن يكون النظام الذي سيحل محله نظاما لا يخرج عن تلك المنظومة".
وأضاف في تصريح خاص لـ
"عربي 21": "عملت منظومة التبعية الغربية على استيعاب وتبريد ثورة 25 يناير، حتى سقطت قوى الثورة الواحدة تلو الأخرى، ثم انقضت الثورة المضادة بقيادة عصابة من العسكر على ما تبقى منها في السلطة".
وأكد "الشرقاوي" أن عمليات الالتفاف على الثورة المصرية ضد العسكر لم تتوقف أبدا، لكن وتيرتها زادت في الفترة الأخيرة من خلال محاولات في ظاهرها الرغبة في الاصطفاف الثوري، وفي باطنها تحقيق هدف منظومة التبعية الدولية والقوى الدولية المهيمنة في استمرار تبعية أي نظام جديد في مصر لتلك المنظومة، بحسب قوله.
وأضاف "كشفنا في السابق بعض تلك المحاولات والاتصالات الدولية التي ضغطت على المجلس الثوري باتجاه تليين مواقفه السياسية من قضية الشرعية، وقلنا لهم إن موقفنا ثابت من مكتسبات الثورة، وعلى رأسها شرعية انتخاب الرئيس مرسي، ولا مجال للحديث معنا في هذا الموضوع، نحن لا نقبل أي تفاوض أو مساومة على مكتسبات الثورة، وربما يكون غيرنا مستعدا للحديث عنها، أما نحن لا وألف لا".