قال رئيس وزراء إقليم شمال العراق نجيرفان بارزاني، الأربعاء، إن المسألة الكردية ومسيرة السلام الداخلي شأن داخلي لتركيا، ويجب إيجاد حلول لها داخل تركيا.
جاء ذلك في كلمة له أمام مؤتمر "مستقبل الشرق الأوسط" الذي نظمه معهد أبحاث الشرق الأوسط، في عاصمة الإقليم، أربيل.
وأشار بارزاني إلى أن هدف الإقليم هو بناء علاقات جيدة مع جميع دول الجوار وتحديدا تركيا، مضيفا بقوله: "ننظر إلى تركيا باهتمام بالغ بسبب العلاقات التاريخية التي تربطنا بها"، لافتا إلى أن تركيا احتضنت الأكراد الذين فروا من شمال العراق إبان حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، مؤكدا أن الأكراد لن ينسوا ذلك.
وأشاد بارزاني بالعلاقات الجيدة بين الإقليم وتركيا، خاصة في عهد حكومات "العدالة والتنمية"، مشيرا إلى أنها وصلت إلى مستوى "التعاون الاستراتيجي".
وجدد بارزاني تأكيده على دعم تركيا لهم خلال حربهم ضد تنظيم الدولة، مؤكدا أنه لولا دعمها لما استطاعوا الصمود أمام داعش.
وشكر بارزاني تركيا على "فتحها الباب الاقتصادي" لهم، مشددا على أهمية التسهيلات الاقتصادية التي قدمتها تركيا في تخفيف الأزمة الاقتصادية للإقليم.
وتطرق بارزاني إلى عملية السلام الداخلي في تركيا، قائلا: "يجب علينا أن نعترف بأن وضع الأكراد تحسن كثيرا في ظل حكومات العدالة والتنمية، مقارنة مع الأعوام التي سبقت وصولهم إلى الحكم".
وأردف قائلا: "حقق حزب الشعوب الديمقراطي (غالبية أعضائه من الأكراد) فوزا مهما في الانتخابات التركية التي جرت في 7 حزيران/ يونيو، لكنهم أعلنوا في أول تصريح لهم أنهم لن يشكلوا حكومة ائتلافية مع حزب العدالة والتنمية، برأيي كان ذلك خطأ استراتيجيا؛ لأن القرارات يجب أن تكون واقعية".
وفيما يتعلق بتصريحات وزير الخارجية التركي، فريدون سينيرلي أوغلو، الذي قال فيها إن "مسيرة السلام الداخلي لم تنتهِ، ولكنها توقفت"، أشار بارزاني إلى أنها مسألة داخلية لتركيا، معربا عن تمنيه استئناف المسيرة من جديد.
وقال وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو، "إن كانت السياسة الديمقراطية تحظى بأهمية، فإنه ينبغي إلقاء الأسلحة، حيث لا يمكن تصور وجود مسلحين لحزب العمال الكردستاني خلال العملية الديمقراطية، ولا يمكن القبول بوجود منظمة إرهابية في ظل مسيرة السلام الداخلي".
وتطرق سينيرلي أوغلو، في كلمة له خلال المؤتمر، الأربعاء، إلى العمليات العسكرية ضد منظمة "بي كا كا" الإرهابية، ومسيرة السلام الداخلي، ومحاربة تنظيم الدولة.
وأضاف "أن الهدف من مسيرة السلام الداخلي في
تركيا، هي إحلال السياسة الديمقراطية مكان الإرهاب، غير أن منظمة بي كا كا لم تفي بوعودها"، موضحا أن مسيرة السلام الداخلي لم تنته، لكنها توقفت، مضيفا بقوله: "إن المسيرة حظيت على أهمية في مرحلتها الأولى، غير أن مسلحي المنظمة وضع حدا للحوار عقب مباشرتهم للاعتداءات، حيث أرادوا خلق فوضى في تركيا، في الوقت الذي كانت الحكومة تدعم الوسائل السلمية والديمقراطية".
ولفت سينيرلي أوغلو إلى أن "تنظيم الدولة يشكل تهديدا على الأمن القومي لتركيا، وأن بلاده ستواصل دعمها لبغداد وأربيل في حربهما ضد التنظيم"، واستطرد قائلا: "لدينا خطة للتحرك العسكري ضدهم (داعش) في الأيام المقبلة، وينبغي علينا جميعا الوقوف بوجه هذا الخطر".