اتهم الكاتب الصحفي
المصري ذو التوجه العلماني، خالد منتصر، المملكة العربية
السعودية، بأنها تسببت بخطئها في إعلان يوم وقفة عرفات على أنه الأربعاء 23 أيلول/ سبتمبر 2015، بدلا من يوم الثلاثاء، في وقوع حادثة تدافع الحجاج بمشعر منى، ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات من الحجاج.
جاء ذلك في مقال صادم كتبه منتصر، بجريدة "المصري اليوم"، الخميس، تحت عنوان: "دهس الجمرات وخطأ توقيت عرفات"، ما أثار غضب ناشطين اتهموه بأنه "يهرف بما لا يعرف"، وأنه يخوض في مسائل دينية لا يصح له أن يخوض فيها، دون علم، أو رجوع إلى أهل الفتوى، والذكر، والفقه.
وأبدى منتصر دهشته مما اعتبره "إصرار المملكة السعودية"، على رؤية الهلال بالعين المجردة، ورفضها الاعتماد على الحسابات الفلكية"، واصفا إياه بأنه "موقف عجيب، ومدهش، وغريب، ويتسبب في إرباك الأمة الإسلامية كلها".
وأضاف قائلا: "نحن في رمضان، وغيره من الشهور، من الممكن أن نختلف مع رؤية السعودية، وميعاد بداية الشهر لديها، بدون حرج، لكننا في شهر ذي الحجة نضطر، ويضطر معنا العالم الإسلامي كله للخضوع للرؤية السعودية للهلال، التي تعتمد على الرؤية الوهابية المُصرة على أن هناك من يملكون نظرا حادا في الصحراء يتفوق على كل تليسكوبات العالم".
وبلهجة ساخرة، تابع منتصر حديثه: "يذهب هذا البدوي صارخا: "وجدتها"، فيصدقه المسؤولون، ويمنحونه صرة المال".
وأردف: "هذا العام دفع الحجاج جميعا ثمن هذه الطريقة المتحفية القديمة التي تصلح لزمن السفر بالإبل، لا لزمن السفر بسفن الفضاء، المفاجأة أن وقفة عرفات، وعيد الأضحى، وما ترتب عليهما كان في التوقيت الخطأ".
واستطرد أن علماء الفلك أكدوا أن غرة شهر ذي الحجة الصحيحة هي 14 أيلول/ سبتمبر، وليست 15 أيلول/ سبتمبر، كما حددتها السعودية، وبناء عليه فإن وقفة عرفات وعيد الأضحى 22 و23 أيلول/ سبتمبر، وليست 23 و24 أيلول/ سبتمبر.
وواصل هجومه على علماء السعودية قائلا: "كلام علماء الفلك لا يهتم به شيوخ الوهابية المتشددون هناك، والذين يتسبب تمسكهم الحرفي بالنص في كوارث مثل كارثة الدهس، والتدافع عند رمي الجمرات، نتيجة الإصرار على رميها في وقت الزوال".
وأضاف: "يا سادة.. علم الفلك الآن من الممكن أن يحدد لك مراحل القمر لـ20 سنة قادمة، وجدول تلك المراحل موجود في "ناسا" بالملليمتر، وهذا هو الرابط لو حضراتكم غير عارفين:
https://eclipse.gsfc.nasa.gov/SKYCAL/SKYCAL.html?cal=2015#skycal
وأردف - بعامية مصرية -: "ادخلوا وشوفوا (شاهدوا) وكالة ناسا مبرمجة المسائل والتوقيتات بدقة متناهية إزاي (كيف).. الناس طلعت المريخ، وستخرج من المجرة، ونحن ما زلنا نعتمد على خيال شخص جالس في الصحراء يريد أن يحرز السبق، ويحوز المكافأة، وليذهب العلم إلى الجحيم".
وتابع: "يا جماعة: السفن الفضائية صارت تسير في الفضاء ملايين الأميال، وتهبط على هدفها بالثانية زمنيا، وبالسنتيمتر مكانيا، بمجرد الحسابات الرياضية الدقيقة.. هناك كواكب ومجرات وتوابع تم اكتشافها ومعرفتها، أولا بالحسابات الرياضية الفلكية قبل رؤيتها بالتليسكوب".
وأضاف: "هناك مراصد عملاقة تستكشف الكون، وأقمار صناعية جبارة تسجل الهمسة والسكنة في فضاء هذا العالم.. كل هذا لا يكفينا نحن المسلمين لكي نقتنع بأن الحسابات الرياضية والأجهزة الفلكية تتفوق دقتها على رؤية العين التي تخدع أحيانا، وترى السراب حقيقة".
ومضى في حديثه: "يا إخوتنا في المملكة.. أنتم في مواقيت صلواتكم تعتمدون على الحسابات الرياضية والفلكية، فلم نعد نرى، مثلا، شخصا عندكم يعتمد في صلاة العصر على أن يرى مصير ظل كل شيء مثله، أو يراقب مغيب الشفق الأحمر حتى يصلي المغرب".
وشدد على أن "كل مسلم الآن يحدد وقت الصلاة بالساعة أو بالهاتف المحمول أو بمشاهدة نتيجة الحائط".
واختتم خالد منتصر، وهو طبيب أمراض جلدية وتناسلية، مقاله المثير للجدل قائلا: "يا إخوتنا الأعزاء في السعودية، لا يمكن أن نعتمد على فتوى الفقيه ابن باز بسكون الأرض، وعدم دورانها حول الشمس، ونترك كلام جاليليو لمجرد أن الأول يحمل كتاب ابن عبدالوهاب، والثاني يحمل تليسكوبا"، وفق تعبيره.
ناشطون يسخرون
من جهتهم، أعرب ناشطون عن غضبهم الشديد من المقال، بسبب ما اعتبروه "جهلا ينطوي عليه".
وقال أحمد عبدالنعيم: "المفروض القانون المصري يتضمن عقوبة لمن يفتي بدون علم أو بدون تصريح.. كما فعل الكاتب".
وأضاف: "الأخ يتهم السعودية بأنها وهابية، وأحدثت إرباكا في الدول الإسلامية.. طبعا الأخ نسي أن السعودية الوهابية هي التي أيدت السلطة المصرية في إجراءاتها ضد جماعة الإخوان (الوهابية)، ورئيسها.. الأخ أيضا نسي أنه في أحيان كثيرة يحدث في مصر ألا تأخذ دار الإفتاء برأي الفلك في تحديد بدايات الشهور العربية ونهاياتها، وتصر على التحقق من رؤية الهلال".
ناشط ثان تساءل: "ما دخل تأخير ميعاد وقفة عرفات بحادث الدهس.. مثلا لو كان الميعاد تقدم يوما ما كان الحادث ليحدث .. فأين إرادة ربنا فيما حدث؟
وعلق بدر عبدالعزيز مخاطبا الكاتب: "سبحان الله.. ما أكذبك.. تخلط الأشياء حسب مصلحتك.. مرة تقول: لماذا لا يعتمدون الحساب، مع أن هذا ضد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة".. علما بأن علم الحساب الفلكي موجود منذ أيام الإغريق، ولم يأمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالأخذ به".
وتابع بدر: "أما الأخذ بالنظر.. فمن أين أتيت بكذبتك أن السعودية لا تعتمد النظر للهلال بالتلسكوب، أو المناظير المقربة.. السعودية تعتد بهذه الآلآت المقربة، وتأخذ بها، وتعدها "نظرا بالعين المجردة".. ولإثبات كذب هذا المنهزم ما عليك عزيزي القارئ سوى أن تكتب في "جوجل" صور رؤية هلال رمضان بالسعودية، وانظر للصور".
وقال أحمد إسماعيل: "كالعادة.. طبيب الجلدية ينفس عن حقده على الشعائر الإسلامية.. ماعلاقة حادث الجمرات بالهلال؟
وتساءل: "ما علاقة هذا المقال عن رؤية الهلال بحادث شعيرة منى.. وخلال السنوات الماضية يؤدي الحجيج شعيرة رمي الجمرات في منى بسلام وأمان، دون أي شيء يعكر الصفو".
وتابع: "خالد منتصر عبقري في طب الأمراض الجلدية والتناسلية، وله كتب مبسطة ورائعة في الثقافة الجنسية، ومقدم برامج تلفزيونية طبية بارع لايدانيه أحد، ولكنه كثيرا ما يقحم نفسه في قضايا دينية بعيدة كل البعد عن تخصصه، والهاجس الذي يشغله منذ الكتابة في الصحافة هو إثبات بعد الإسلام عن مجال العلم، لذا ينتهز كل فرصة مواتية للترويج لهذه القضية بتعسف، وسطحية، وبطريقة أقرب إلى الدعاية منها إلى المنطق، والتفكير العلمي".