تقول صحيفة "الغارديان" البريطانية إن تقريرا مشتركا لمركز الحقوق الدستورية في أمريكا ومركز الحقوق
الفلسطيني، ذكر أن الجماعات الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة تقوم باستهداف الجماعات الموالية لفلسطين.
وجاء في
التقرير أن هناك 300 حادث حاولت فيها الجماعات المؤيدة لإسرائيل تكميم الأصوات المؤيدة لفلسطين، حدثت كلها على مدار الأشهر الـ18 الماضية.
ونقلت الصحيفة عن مديرة مركز الحقوق الفلسطينية ديما خالدي، قولها: "هذه الأرقام لا تقول القصة بشكل كامل، بل هي طرف كرة الجليد، حيث لا يتم الإبلاغ عن حوادث أخرى".
ويجد التقرير أن معظم هذه الحالات حدثت في حرم الجامعات، التي أصبحت مركزا لحركة المقاطعة لإسرائيل المعروفة باسم "المقاطعة لتحقيق العدالة لفلسطين". وتحث الحركة المنظمات والمؤسسات على الابتعاد عن
إسرائيل ومقاطعتها حتى يتم الاعتراف "بالحقوق الأساسية للعرب الفلسطينيين في إسرائيل".
وتذكر الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية وعددا من الجماعات المؤيدة لإسرائيل تعد حركة المقاطعة معادية للسامية. مشيرة إلى أن الملياردير المؤيد لإسرائيل وصاحب مملكة من الكازينوهات شيلدون إديلسون، قد عقد اجتماعا في حزيران/ يونيو، حضره عدد من أصحاب المال المؤيدين لإسرائيل، وتباحثوا في طرق لمواجهة حركة المقاطعة.
ويقول التقرير إن ربط حركة المقاطعة بمعاداة
السامية هو إحدى الطرق التي تستخدمها الجماعات الموالية لإسرائيل لإسكات الصوت الناقد لها والتضييق على نشاطاتها.
وتبين الصحيفة أن الحوادث التي أوردها التقرير تضم: تحقيقات جنائية وتعليق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين. وفي حادث من الحوادث قام 175 أستاذا من 16 قسما في كليات جامعية في نيويورك بكتابة رسالة مفتوحة، وذلك في أيلول/ سبتمبر 2014، وقالوا فيها إنه تتم معاملة المنظمات الطلابية المؤيدة لفلسطين بطريقة غير عادلة مقارنة بالجماعات الطلابية الأخرى.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى حادث وقع في أيار/ مايو، عندما قامت جماعة غير معروفة بالإعلان عن موقع على الإنترنت، قدم معلومات عن الجماعات الطلابية المؤيدة لفلسطين، وذلك في محاولة لإقناع الشركات والمؤسسات التي قد تفكر بتوظيفهم بعدم الإقدام على ذلك. وحذر الموقع، واسمه "كاناري ويب سايت"، قائلا: "من واجبكم التأكد بأن راديكاليي اليوم ليسوا موظفي الغد".
وتفيد الصحيفة بأن 12 حادثا من بين 152 تعامل معها مركز الحقوق الفلسطيني في عام 2014، لا علاقة لها بالجامعات. وفي هذا العام تعامل المركز مع 140 حادثا، منها 28 لم تقع في داخل الجامعات. وتقول الخالدي: "لا نتعامل مع عدد قليل من الحوادث، وهذه في الحقيقة مشكلة عامة، وتمس مئات الناس في أنحاء البلاد كلها".
ويورد التقرير أن عشرات من الجماعات المؤيدة لإسرائيل متحدة في محاولتها لتكميم حرية التعبير، ومنها المنظمة الصهيونية في أمريكا، ومبادرة "إي أم سي أتش إي" و"قف معنا".
وتنوه الصحيفة إلى أن مديرة الجماعة المؤيدة لإسرائيل "قف معنا" روز روبنشتاين، قد انتقدت التقرير. وقالت إن الناشطين المؤيدين للفلسطينيين في الولايات المتحدة غاضبون؛ لأنهم يريدون مواصلة النشاطات المعادية للسامية وإسرائيل. وأضافت: "الجناة يصرخون كأنهم ضحايا".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن تقرير الحقوق الفلسطيني ومركز الحقوق الدستورية دعا الجامعات إلى التعاون والرد بإيجابية على الناشطين، الذين يقومون بقمع جماعات الحقوق والحرية المؤيدين لفلسطين. ودعا المنظمات الحكومة الأمريكية لأن تفرق بين ما هو معاد للسامية وما هو ناقد لإسرائيل.