سحبت المملكة
السعودية عشرات مليارات الدولارات من مديري
الأصول العالمية؛ لتخفيف العجز المالي المتزايد، وتقليص التعرض لتقلبات أسواق الأسهم مع تواصل
ركود أسعار
النفط، بحسب ما أوردته صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاحتياطي الأجنبي في مؤسسة النقد السعودي تراجع قرابة 73 مليار دولار منذ تراجع أسعار النفط السنة الماضية، مع مواصلة المملكة الإنفاق لدعم الاقتصاد وتمويل حملتها العسكرية في اليمن ضد جماعة الحوثي والقوات الموالية لعلي عبد الله صالح.
يشار إلى أن مؤسسة النقد السعودي "ساما" للبنوك المحلية لجأت إلى إصدار سندات بعدما أصدرت وزارة المالية خلال آب/ أغسطس الماضي سندات بقيمة 20 مليار ريال، وتم طرحها لعدد من المؤسسات العامة والبنوك التجارية المحلية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة إنسايت ديسكفوري، نايجل سيلوتي، إن مديري الصناديق يقدرون بأن "ساما" سحبت ما بين 50 و70 مليار دولار خلال ستة أشهر الماضية.
وأضاف أن السؤال الرئيس هو متى سيعودون؟ لأن المديرين يعتمدون اعتمادا كبيرا على "ساما" في أعمالهم التجارية، كما في السنوات الأخيرة.
وتفاجأ العديد من مديري الأصول بموجة سحب تلت جولة سحب شهدها مطلع العام، بحسب مصادر مطلعة نقلت عنها الصحيفة.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن أحد مديري الصناديق قوله إن جولة السحب كانت بمثابة يوم
الاثنين الأسود، في إشارة إلى عدد الأصول التي سحبتها السعودية الأسبوع الماضي.
ويتجه البنك المركزي أيضا نحو البنوك المحلية لتمويل برنامج سندات لتعويض التراجع السريع في الاحتياطيات.
واستفادت المؤسسات منذ سنوات من ارتفاع الأصول التي تديرها من دول الخليج الغنية بالبترول، ولكنها تمر الآن بضائقة مالية بعد انهيار أسعار البترول العام الماضي.
ومنذ الربع الثالث من عام 2014، تراجعت احتياطيات "ساما" من الأوراق المالية الأجنبية بنحو 71 مليار دولار، وهو ما يمثل ما يقرب من إجمالي الخفض البالغ 72.8 مليار دولار في جميع الأصول الأجنبية.
وتلقى مديرو الصناديق التي لديها روابط قوية بصناديق الثروة السيادية الخليجية، مثل "بلاك روك" و"فرانكلين تمبلتون" و"ليجال آند جينرال"، إشعارات باسترداد الأموال، وذلك وفقا لمتابعين.
وبحسب "فاينانشيال تايمز"، شهد بعض مديري الصناديق عمليات سحب لمليارات الدولارات أو ما يعادل ما بين خمس أو ربع أصولهم السعودية التي تحت الإدارة.
وقال مدير صندوق آخر: "إننا لم نتفاجأ، فمؤسسة النقد العربي السعودي كانت تتعرض لمخاطر كبيرة منذ فترة، وكنا مستعدين لذلك".
ورفض صندوق "بلاك روك" وغيره من الصناديق التعليق.