توصلت
السعودية وفرنسا في أول اجتماع لـ"اللجنة المشتركة الفرنسية السعودية" إلى اتفاقات عدة أهمها عقد لبيع الرياض مروحيات إيرباص وبدء دراسة جدوى حول بناء
مفاعلين نويين في المملكة، ما يلقي الضوء على تقدم العلاقات بين الدولتين.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، في باريس الأربعاء، أن الدولتين تبحثان 20 مشروعا "بعشرات مليارات اليورو".
وقال فابيوس بخصوص
الطاقة النووية أن اتفاقا وقع "لبدء دراسة جدوى لبناء مفاعلين نووين تندرج في إطار برنامج الطاقة السعودي الطموح".
وتتناول المباحثات الجارية أيضا قطاعات الطاقة الشمسية، والصحة والطيران المدني والنقل.
وأوضح فابيوس خلال مؤتمر صحافي أنه تم توقيع اتفاق حول دورات تدريب على السلامة النووية، وآخر حول معالجة النفايات النووية، بالإضافة إلى اتفاقات أخرى في قطاعات الصحة، والأبحاث والتعاون في المجال الصناعي.
وكانت رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة هاشم يماني مع رئيس المؤسسة الحكومية للطاقة الذرية بروسيا سيرجي كير بيناكو قد وقعا اتفاقية بين حكومة المملكة العربية السعودية، وحكومة روسيا الاتحادية للتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، في إطار زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى روسيا.
وتهدف الاتفاقية إلى تطوير وتقوية العلاقات التي تعود بالفائدة على الطرفين اقتصاديا وتقنيا، كما تعد الاتفاقية استمرارا للتعاون المثمر بين المملكة وروسيا في المجالات الاقتصادية، والتقنية والعلمية حيث ينتمي البلدان إلى مجموعة الدول العشرين الكبرى اقتصاديا.
ولم يتم الإعلان الأربعاء سوى عن عقد واحد يتمثل بشراء وزارة الداخلية السعودية 23 مروحية من طراز إيرباص إتش 145 بسعر 500 مليون يورو.
وعقد الاجتماع الأول لـ"اللجنة المشتركة الفرنسية السعودية" برئاسة فابيوس ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان في أعقاب زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى الخليج في بداية أيار/مايو.
وذكر فابيوس بالعقد الذي أعلن عنه في 15 حزيران/ يونيو لبيع 30 طائرة إيرباص أ320 و20 إيرباص 33 لشركة الخطوط الجوية السعودية خلال معرض لوبورجيه للطيران، بقيمة إجمالية قدرها ثمانية مليارات دولار (7,1 مليار يورو).
وأعلن فابيوس أيضا عن "تعهد" السعودية بشراء 30 سفينة دورية سريعة لبحريتها "لتحسين قدرات خفر السواحل السعودي الذي يواجه اليوم تهديدات متنامية".
ومن شأن ذلك برأي فابيوس أن "يساهم في إيجاد وظائف ومبالغ مالية بمئات ملايين اليورو"، إلا أنه لم يضف أي تفاصيل.
وكانت الرياض وباريس توصلتا العام الماضي، وبعد أشهر من المباحثات إلى عقد بيع أسلحة فرنسية إلى الجيش اللبناني بتمويل سعودي قيمته ثلاثة مليارات دولار.
وتتخذ باريس موقفا صارما في المفاوضات الجارية بين إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، بريطانيا،
فرنسا، روسيا، الصين وألمانيا)، وهذا ما تحبذه السعودية التي تخشى من زيادة نفوذ الجمهورية الإسلامية.
وتولي فرنسا هذه "الشراكة الاستراتيجية" مع دول الخليج وخصوصا السعودية اهتماما خاصا، بالرغم من الانتقادات التي تلاحق الرياض على خلفية احترام حقوق الإنسان.