أفاد ناشطون أن
حزب الله" اللبناني نصب فخاً للميليشيات التي تقاتل إلى جانبه من قوات النظام السوري في الريف الشمالي لدمشق، متعمداً دفع عناصر ميليشيا "
الدفاع الوطني" لملاقاة حتفهم، عوضاً عن عناصر الحزب المتمركزين في سلسلة الجبال الغربي من
القلمون، وذلك تفادياً لخسائر جديدة كان الحزب على يقين بحصولها، وخصوصاً بعد الضربة الإسرائيلية في القنيطرة، التي أودت بحياة قيادات بارزة في الحزب.
يقول مدير المكتب الإعلامي في القلمون "الحر القلموني" في حديث لـ"عربي21": "تفادياً لمواجهة كتائب المعارضة السورية المسلحة، سحب حزب الله عناصره وعتاده إلى الصف الثاني، إبان محاولة استعادة حاجز "المزابل" القريب من مدينة
الزبداني في الجبال الغربية من القلمون من كتائب المعارضة، ووضع عناصر "الدفاع الوطني" والحرس الجمهوري في الخطوط الأمامية، بناء على طلب قيادة الحزب، وفعلاً قوبل طلب الحزب بالموافقة، وتمت عملية الاستبدال بشكل كامل".
ودامت الاشتباكات لساعات طويلة، وتكبدت ميلشيا "درع القلمون" التابعة للنظام السوري خسائر فادحة كان أولها مصرع قائدها المعروف بـ"ضرار مدخنة"، إضافة إلى ما يزيد عن 15 عنصراً من عناصر الميليشيا والحرس الجمهوري، فيما فشلت القوات المهاجمة من تحقيق مآربها في استعادة الحاجز، ليبقى الحزب في الخطوط الخلفية دونما مشاركة في القتال.
وبيّن القلموني أن قوات النظام السوري وحزب الله سحبوا جثامين قتلاهم ممن استطاعوا الوصول إليهم، ونقلوهم إلى محاذاة المنطقة الحدودية مع لبنان، وذلك بحضور قيادات عسكرية من ميلشيات "الدفاع الوطني" في يبرود، التي ساهمت بإخفاء مكان مصرع القيادي والعناصر، وأعلنوا في اليوم التالي عن أسمائهم (باعتبار) أنهم قضوا في جبهات القتال في حي برزة الدمشقي، وليس في الاشتباكات مع كتائب المعارضة في الزبداني".
وأشار القلموني إلى أن حزب الله والنظام السوري تعمدوا إخفاء هذه الخسائر خوفاً من ردود أفعال الموالين لهم، وتجنباً لضجة إعلامية قد لا تكون أحسن حالاً مما شهده ريف القنيطرة جنوب البلاد. ولكن الخطة لم تتكلل بالنجاح، بعد نجاح كتائب الثوار في أسر عدد من مقاتلي ميليشيا "الدفاع الوطني"، بالإضافة إلى وجود أربعة آخرين مفقودين.
وأجرت مجموعات من "الدفاع الوطني"، على أثر الحادثة، سلسلة اتصالات مع كتائب الثوار في المنطقة عبر العديد من الطرق، بهدف توقيع مصالحة معهم، وتهدئة الأعمال القتالية، بعد كشف حيثيات ما جرى، ومدى الضعف العسكري الحاصل لقوات حزب الله وقوات النظام السوري في القلمون، بحسب المصدر.
كما سربت بعض المعلومات من داخل مدينة يبرود الخاضعة لسلطة حزب الله وميليشيات "الدفاع الوطني"، تفيد بمساع إلى التوصل لمكان وجود المفقودين والأسرى، والعمل على إرجاعهم عبر المفاوضات مع كتائب المعارضة، مقابل الأموال.
وفي سياق متصل، نجحت كتائب الثوار السوريين في الزبداني بريف دمشق، من استعادة السيطرة حاجزين عسكريين في المدينة، وهما حاجزا "ضهور الوردة" و"السرية"، اللذان يخضعان لسيطرة الحرس الجمهوري، أحد أقوى التشكيلات العسكرية لقوات النظام. كما تمكن الثوار من السيطرة على عدد من الدبابات المتطورة، وأسلحة وذخائر متنوعة.