لاقت
مبادرة "إحنا الحل" التي أطلقها عدد من القيادات الثورية الشبابية الجمعة الماضي للخروج من الأزمة
المصرية؛ رفضاً وسخريةً وتحفظاً من قبل معظم قوى المعارضة وبعض النشطاء، ليصبح مصيرها المحتمل "الفشل الذريع" كغيرها من المبادرات السياسية التي طُرحت سابقاً.
وانتقد زعيم حزب "غد الثورة" د. أيمن نور، توقيت المبادرة الذي جاء مع اقتراب الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.
وأضاف لـ"عربي21" أن توقيت المبادرة ينبغي أن يكون بعد حدوث التغيير وليس قبله، مبيناً أن "بعض الأسماء التي طُرحت في المبادرة كان من الواجب التشاور مع أصحابها قبل الإعلان عنها".
وتضمنت المبادرة التي أُعلن عنها الجمعة الماضي في العاصمة الألمانية برلين، خارطة طريق بآليات واضحة للتحرك بعد الانقلاب، تشمل تشكيل حكومة وزراء ومحافظين ومجلس لحقوق الإنسان.
واستدرك نور بالقول: "أنا شخصياً أقدر البواعث الطيبة لدى هؤلاء الشباب الذين أطلقوا المبادرة من منطلق رغبتهم في تقديم بدائل لتطمين الرأي العام".
وأكد أن المبادرة في حد ذاتها "جيدة ومقدرة"، و"تبقى جهداً طيباً من الشباب، لكنها بحاجة إلى مراجعة التفاصيل والتوقيت"، مشيراً إلى أن "فكرة المحاصصة تضع مطلقي المبادرة في حالة تصادم مع القيم الديمقراطية".
مرفوضة ومستفزة
من جانبه؛ قال أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة،
محمد سودان، إن "التوقيت غير مناسب تماماً لهذه المبادرات، وخاصة قبيل الزخم الثوري القادم في ذكرى الثورة".
وأضاف لـ"عربي21" أن "ذكر العديد من الأسماء، مثل محمد البرادعي وعمرو حمزاوي ووائل غنيم، مستفز للثوار على الأرض، وأهالي الشهداء والمعتقلين والجرحى"، متوقعاً أن تُحْدث المبادرة "شرخاً بين فرقاء النضال ضد الانقلاب".
وسخر القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، د. جمال حشمت، من المبادرة بتدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قال فيها: "مبادرة تعلَن دون توافق، اختلط فيها الصالح بالسيئ.. أعادت الرئيس بلا صلاحيات، وحرمت أصحاب الأغلبية من حقهم، وكافأت المتورطين، ولم تنس الفلول! يا للهول".
ووصف عضو الهيئة العليا لحزب الوسط، المهندس عمرو عادل، المبادرة بأنها "منفصلة عن الواقع؛ لأنها تتعامل مع المؤسسة العسكرية على أساس أنها أخطأت التقدير".
وأضاف لـ"عربي21" أن العسكر "يعتبرون أنفسهم الأحق بالحكم، وأن الشعب مجرد رعايا عليهم الطاعة"، مؤكداً أن ما طرحته المبادرة حول مؤسسة الجيش "لا يتوافق مع طبيعة الصراع".
وأكد المتحدث باسم حزب الأصالة، حاتم أبو زيد، أن حزبه "غير معني بمقترحات تعبر عن حالة فراغ"، مضيفاً: "أظن أن باقي المكونات الثورية تشاركنا الأمر بصورة أو بأخرى".
وقال مصدر مطلع لـ"عربي21" إن المجلس الثوري المصري يرفض ضمنياً مبادرة "إحنا الحل"، مشيراً إلى أنه لن يعلن موقفه بشكل رسمي.
أما عضو المكتب السياسي لحركة "6 أبريل" حمدي قشطة؛ فأكد لـ"عربي21" أن المبادرة تحت الدراسة، "ولم يُتخذ حتى الآن موقف منها، سواء بالقبول أو الرفض".
ردود فعل "إيجابية"
في المقابل؛ وصف
عمرو عبد الهادي، المتحدث الإعلامي باسم جبهة الضمير وأحد مطلقي المبادرة، ردود الفعل تجاه المبادرة بأنها "إيجابية جداً" بغض النظر عن قبولها أو ردها.
وأضاف لـ"عربي 21" أن "إحنا الحل" كانت سبباً في ما كان يخافه الجميع، وهو "المصارحة"، مؤكداً أن المبادرة "طرحت ما يقال في الغرف المغلقة على الملأ".
وتابع: "الأطراف الثورية تسعى إلى التوافق ولكنها لا تعرف ملاذاً لمصارحة أنصارها، ولقد ألقينا صخرة في هذا الماء الراكد".
يشار إلى أن المبادرة طالبت بالعودة إلى دستور 2012، وتفويض رئيس الجمهورية "محمد مرسي" صلاحياته طبقاً للمادة 143 من دستور 2012، وتشكيل حكومة توافقية برئاسة أيمن نور.