صحافة دولية

كيف تفاعلت صحف العالم مع رسوم "شارلي إيبدو"؟

ردود الصحافة العالمية تفاوتت بين مؤيد ومعارض لرسوم شارلي إيبدو - أ ف ب
ردود الصحافة العالمية تفاوتت بين مؤيد ومعارض لرسوم شارلي إيبدو - أ ف ب
نشرت صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية عددا خاصا اليوم مع رسم كاريكاتوري للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، أثار ردود الصحف العالمية. 

وفي تقرير لـ(فرانس24) رصدت به تفاعل الصحافة، نقلت القناة عن موقع هسبرس المغربي اعتباره غلاف العدد الجديد لشارلي إيبدو تحديا لمشاعر المسلمين في كل أصقاع العالم، معتبرا أن الصحيفة رفعت السقف عاليا بقرارها تخصيص هذا العدد لرسوم ساخرة تتناول الذات الإلهية، ومذكرا الموقع بالتحذيرات التي وجهها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من "تكرار نشر الرسوم المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام ومن مغبة التمادي في الإساءة وازدراء الإسلام بحجة القيم والحرية".

من جانبها، كتبت صحيفة ليبراسيون الفرنسية "أنا في الأكشاك"، إذ يرى رئيس تحريرها لوران جوفغان في افتتاحيته أن غلاف شارلي إيبدو هو نموذج للذكاء السياسي، ليس فيه استفزاز ولا يمثل تراجعا، يحضر فيه النبي محمد عليه الصلاة والسلام لكن بدور إيجابي، منتقدة بعض الصحف الناطقة بالإنجليزية لتعمدها فرض المراقبة على غلاف شارلي إيبدو، ومعتبرة أن هؤلاء يتنكرون لروح الصحيفة وروح الرسامين الذين قتلوا، ولم يفهموا المعنى الحقيقي لحرية التعبير.

في رأي اليوم قدم صابر عارف انتقادات لاذعة لصحيفة شارلي إيبدو قائلا إنها "صحيفة وقحة ومغالية في حرية تعبيرها"، كما ينتقد ما سماه حملات النفاق والمزايدات خاصة العربية التي تحث على التضامن مع الشعب الفرنسي وقيمه التاريخية النبيلة وليس مع السياسيين والسياسة الفرنسية.

ونقل تقرير القناة استنكار الكاتب في مقاله مشاركة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في المسيرة التي شهدتها باريس الأحد الماضي جنبا إلى جنب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متسائلا كيف لعباس المعروف بعدم ميله للمهرجانات الجماهيرية وعدم مشاركته في المظاهرات طيلة حياته أن يشارك في مسيرة باريس، ليختم الكاتب أن حضور الزعماء العرب مظاهرة باريس أمر يستحق التوقف عنده ويضع علامة استفهام كبيرة على حقيقة ما يعد له في الشرق الأوسط والعالم.

نبرة مخالفة نجدها في الصحف الفرنسية التي عادت على مراسم تكريم الشرطيين الثلاثة الذين قتلوا تحت رصاص المسلحين، إذ عنونت صحيفة أوجوردوي أون فرانس بـ"التكريم والفخر" يوضح، حسب الصحيفة، أن روح الحادي عشر من كانون الثاني/ يناير لم تنطفئ.

وتعدّ الصحيفة أن لحظات التكريم هذه هي بمثابة الرد الصائب على الوحشية التي ضربت فرنسا الأسبوع الماضي، وتعكس قدرة المجتمع الفرنسي على تضميد جراحه وعلى التآزر بين كل أفراده، قائلة إنها "أفضل طريقة لتكريم أرواح الضحايا الاثنتي عشرة"، وتختتم الصحيفة بالقول إن "الإرهابيين لم يكونوا يدركون أن هذه المأساة ستتحول إلى موجة كبيرة من الأمل".

ونقل تقرير (فرانس24) أن هذه "موجة أمل كانت فرنسا بحاجة إليها، ولعل تصفيقات النواب يوم أمس داخل الجمعية الوطنية كانت الترجمة الأكثر رمزية لحاجة فرنسا إلى الوحدة والدفاع عن الحرية"، بحسب ما قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية التي تعود على تصريحات كل من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء مانويل فالس ليوم الثلاثاء، وتقول إنهما وجدا الكلمات المناسبة لتشخيص الواقع الذي تمر به فرنسا .. "ففرنسا تخوض حربا ضد الإرهاب والإسلام المتشدد"، حسب ما جاء في تصريحات فالس، التي تعيد لوفيغارو نقلها، قبل أن تختتم بالتساؤل "هل يمكننا اتخاذ إجراءات استثنائية لمواجهة تحدي الإرهاب في وقت تعاني فيه فرنسا من أزمة اقتصادية؟".

وعن صحيفة الحياة، نقل التقرير أن "تشديد الإجراءات الأمنية وتحسين أداء الاستخبارات وملاحقة الشبكات الجهادية ليست الحل الوحيد لخطر الإرهاب الذي تواجهه فرنسا"، بحسب ما كتبت رندة تقي الدين، داعية المسؤولين الفرنسيين إلى معالجة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها سكان الضواحي الفرنسية، مذكرة أن "المسلمين في فرنسا مواطنون فرنسيون يمثلون طبقة وسطى فرنسية مندمجة، لا علاقة لها بأمثال الأخوين كواشي أو أحمدي كوليبالي، لكن الطبقة السياسية الفرنسية أخفقت منذ عقود في معالجة المشكلات الاجتماعية المتفاقمة في الضواحي، مشكلات تزايدت حدتها بتفاقم الأزمة الاقتصادية"، وطالبة من الفرنسيين المسلمين إلى إسماع صوتهم والتخلص من وصاية الدول العربية كالجزائر والمغرب.

الشرق الأوسط عنونت أحد مقالاتها بـ"دول الغرب تناضل لوقف تدفق مواطنيها على مناطق الحروب"، نقلا عن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، وقالت فيه إن "الهجمات التي تعرضت لها باريس الأسبوع الماضي ذكّرت الجميع بأن إجراءات المراقبة والتعقب التي تفرضها الدول الغربية على مواطنيها المشتبه بهم بالتعاطف مع الجماعات المتشددة لم تحقق سوى القليل نسبيا لتقليص حجم خطر الإرهاب على هذه الدول التي باتت تواجه تزايدا مستمرا في أعداد مواطنيها الذين يسافرون إلى الخارج لأجل القتال، ما يعرض هذه الدول لهجمات إرهابية قد ينفذها مواطنوها العائدون .. مثلما حدث في باريس الأسبوع المنصرم"، بحسب الصحيفة. 

وختمت (فرانس24) التقرير بتساؤل الإندبندنت البريطانية: "هل كان هجوم باريس نتيجة أول تعاون بين القاعدة و تنظيم الدولة الإسلامية ؟" طارحة أسئلة تحاول من خلالها الوصول إلى استنتاج حول حقيقة ما جرى في باريس، ومن بين الأسئلة: هل يوضح الهجوم أن القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية يعملان معا؟ و هل تمت إدارة هجوم باريس من مكان ما في الشرق الأوسط؟ و هل هناك خطر آخر لازال يلوح في الأفق من قبل جهاديين في فرنسا؟، مشيرة إلى تصريحات للشرطة الفرنسية حول إمكانية تورط ستة أشخاص في الهجوم الإرهابي على باريس كلهم من خلية واحدة. 
 
التعليقات (0)

خبر عاجل