أحد الاخوين اللذين قتلا 12 شخصا في صحيفة شارلي إبدو الفرنسية الساخرة هذا الاسبوع إنه تلقى تمويلا من القيادي بتنظيم
القاعدة في
اليمن أنور
العولقي.
وكان شريف كواشي الذي قتلته الشرطة مع أخيه الاكبر اليوم الجمعة بعد حصار مطبعة في شمال فرنسا في نهاية مطاردة استمرت ثلاثة ايام قد أدلى بهذا التصريح لتلفزيون بي.إف.إم. قبل مقتله اثناء تحصنه داخل المبنى.
وقال لقناة التلفزيون بالهاتف كما ورد في تسجيل بثته القناة بعد انتهاء الحصار "لقد أرسلني أنا شريف كواشي تنظيم القاعدة في اليمن. ذهبت الى هناك وأنور العولقي هو الذي قدم لي التمويل".
وكان العولقي من الشخصيات الرئيسية التي جندت عناصر للقاعدة وقتل في سبتمبر ايلول 2011 في هجوم بطائرة بدون طيار.
وأجرى محتجز رهائن آخر له صلة بكواشي هو أميدي كوليبالي الذي قتل بعد حصار الشرطة لمتجر أطعمة يهودي في
باريس اليوم الجمعة اتصالا منفصلا مع قناة تلفزيون بي.إف.إم. قال فيه إنه يريد أن يدافع عن الفلسطينيين وأن يستهدف اليهود. وقتل في هذا الحادث أربعة رهائن.
وكان مصدر كبير في المخابرات اليمنية قال اليوم الجمعة إن سعيد كواشي أحد الشقيقين المتهمين بتنفيذ الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية، قابل خلال فترة قضاها في اليمن عام 2011 القيادي البارز في القاعدة الراحل أنور العولقي.
كان العولقي المولود في الولايات المتحدة أحد أبرز الزعماء الروحيين والتنظيميين للقاعدة في جزيرة العرب، أنشط فروع التنظيم ونقل رسالة الجماعة إلى جمهور من الأوروبيين والمتحدثين بالإنجليزية.
وقتل العولقي في سبتمبر أيلول 2011 في ضربة شنتها طائرة دون طيار ينسبها كثيرون إلى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
وقالت مصادر أمريكية وأوروبية قريبة من التحقيقات في الهجوم على مقر شارلي إيبدو في باريس، إن سعيد كواشي أحد الشقيقين اللذين يشتبه بتورطهما في الهجوم، زار اليمن في 2011 للتدرب مع متشددين تابعين للقاعدة.
وقال المصدر اليمني أن كواشي (34 عاماً) كان من بين عدد من الأجانب جاؤوا إلى اليمن من أجل تلقي دراسة دينية.
وأضاف "ليس لدينا معلومات مؤكدة عن تلقيه تدريباً من القاعدة، لكن ما هو مؤكد أنه قابل العولقي في شبوة." وتابع أن من الممكن أن يكون تلقى تدريباً في واحدة من المناطق العديدة التي لا تخضع لسيطرة السلطات في اليمن منذ 2011.
ولا تخضع محافظة شبوة التي تقع في جنوب اليمن لسيطرة السلطات وتقع فيها اشتباكات بين قوات الأمن ومتشددي القاعدة منذ سنوات. وكانت المحافظة تحت سيطرة القاعدة عام 2011 خلال الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وقالت القاعدة في جزيرة العرب إنها وراء مؤامرة فاشلة لإرسال طردين بالجو، يحتويان على قنابل إلى الولايات المتحدة في أكتوبر تشرين الأول 2010.
وهناك ملاحقة واسعة لسعيد وشقيقه شريف (32 عاماً) في فرنسا بعد مقتل 12 شخصاً في الهجوم على مقر الصحيفة الأسبوعية الساخرة في باريس يوم الأربعاء.
والمشتبه بهما ولدا في فرنسا لأبوين ولدا في الجزائر. وكان الاثنان تحت مراقبة الشرطة، وقضى شريف في السجن 18 شهراً عن محاولة السفر إلى العراق قبل عشر سنوات للقتال مع خلية إسلامية.
وليس هناك إعلان مسؤولية عن هجوم الأربعاء إلى الآن. لكن صحيفة (عشرون دقيقة) اليومية نقلت عن شاهد قوله إن أحد المهاجمين صاح قبل أن يستقل السيارة: "قولوا للإعلام إنها القاعدة في اليمن".
وقالت مصادر المخابرات الغربية إنه بعد أن عاد سعيد كواشي إلى فرنسا من اليمن، بدا أن الشقيقين تجنبا أي أنشطة ربما تجتذب اهتمام أجهزة الأمن والمخابرات الفرنسية.
وأضافت المصادر أنه في الشهور السابقة على هجوم الأربعاء، لم تكن وكالات مكافحة الإرهاب الفرنسية تعتبر الرجلين هدفين لهما أولوية، رغم أن ألمانيا قالت في وقت لاحق إن الشقيقين كانا مدرجين على قائمة مراقبة أوروبية.
وقال وزير الداخلية الألماني توماس دو مازيير إن القائمة التي تضم اسميهما وضعتها الدول المشاركة في منطقة السفر، دون جوازات التي تعرف بشنجن وهي قائمة يستعملها حرس الحدود والشرطة ومسؤولون آخرون.
وأضاف الوزير في مقتطف مسبق من مقابلة ستذيعها الإذاعة الألمانية العامة (أيه.آر.دي) يوم الأحد "كانا مسجلين للمراقبة السرية."
وقالت مصادر حكومية أمريكية إن سعيد كواشي وشقيقه شريف وضعا في اثنتين من قواعد البيانات الأمنية الأمريكية هما قاعدة بيانات شديدة السرية لمكافحة الإرهاب، تحتوي على معلومات بشأن 1.2 مليون مشتبه به محتمل وقائمة أصغر كثيراً "لحظر الطيران" يحتفظ بها مركز مراقبة الإرهابيين.
وذكرت محطة تلفزيون (أيه.بي.سي نيوز) أن الشقيقين موضوعان في قوائم قاعدتي البيانات منذ "سنوات".
وقال ديف جولي المتحدث باسم مراكز مراقبة الإرهابيين إنه لا يمكن أن يؤكد أو ينفي أن الشقيقين وضعا في قوائم قواعد بيانات مكافحة الإرهاب.
ويعتقد محققون أن مقتل العولقي ربما أسهم في قرار الشقيقين الابتعاد عن الأنظار، لكن محققين آخرين يقولون إن من السابق لأوانه الوصول إلى مثل هذه النتيجة.
واعتبر العولقي الذي كان خبيراً بالإنترنت مؤثراً في مجال التجنيد الدولي للقاعدة.
وأحد من قتلوا يوم الأربعاء ستيفان شاربونييه رئيس تحرير شارلي إيبدو. وفي الربيع الماضي نشرت مجلة (إنسباير) التي تديرها القاعدة في جزيرة العرب على الإنترنت قائمة بمطلوبين أحياء أو موتى، بينهم شاربونييه باسمه وصورته، ولم يتأكد إلى الآن إن كان لهذه القائمة دور في التحريض على الهجوم.