أوضح قيادي في فصيل "ثوار الرقة" أن "48 من مقاتلي تنظيم الدولة لقوا مصرعهم"، في الاشتباكات الدائرة بين التنظيم ومجموعات كردية مدعومة من قبل "ثوار الرقة"، في مدينة
عين العرب (
كوباني) بمحافظة حلب السورية.
وذكر القائد الميداني لـ"ثوار الرقة" في عين العرب (كوباني) فارس أبو أحمد، أنهم يساندون بعض المجموعات الكردية في التصدي لتنظيم الدولة، لافتا إلى تدمير سيارتين مفخختين في المدينة.
ولفت أبو أحمد إلى مواصلة التحالف -الذي تقوده الولايات المتحدة- قصفه الجوي ضد مواقع "تنظيم الدولة" في مدينة عين العرب (كوباني) ومحيطها.
ومن جهتها، حثت القوات الكردية المدافعة عن كوباني التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على تكثيف الهجمات الجوية على مقاتلي "تنظيم الدولة" الذين شددوا قبضتهم على هذه المدينة السورية على الحدود مع
تركيا السبت.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الكردية تواجه هزيمة حتمية في كوباني إذا لم تفتح تركيا حدودها للسماح بدخول السلاح إلى المدينة، وهو ما يبدو حتى الآن أن أنقرة ترفضه.
وصعد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الضربات الجوية على "تنظيم الدولة" في كوباني وحولها قبل أربعة أيام.
وقالت الجماعة المسلحة الكردية الرئيسية -وهي وحدات حماية الشعب- في بيان إن الغارات الجوية كبدت "تنظيم الدولة" خسائر فادحة، لكن فعاليتها قلت في اليومين الماضيين.
وقال ضابط عسكري كردي من كوباني إن "تنظيم الدولة" جلب مزيدا من الدبابات والمدفعية الثقيلة إلى الخطوط الأمامية، وإن المعارك التي تدور من شارع إلى شارع تجعل من الصعب على الطائرات الحربية استهداف مواقع "تنظيم الدولة".
وقال رئيس مجلس الدفاع عن كوباني، عصمت الشيخ: "لدينا مشكلة وهي الحرب التي تدور بين المنازل".
وأضاف: "الضربات الجوية تفيدنا، ولكن تنظيم الدولة يستقدم دبابات وقطع مدفعية من الشرق. لم نكن نرى معهم دبابات، ولكن شهدنا أمس دبابات تي-57".
واستطاع "تنظيم الدولة" تعزيز مقاتليه أما الأكراد فلم يستطيعوا. فمقاتلو "تنظيم الدولة" يحاصرون المدينة من الشرق والجنوب والغرب، وهو ما يعني أن طريق الإمداد الممكن الوحيد للأكراد هو الحدود التركية إلى الشمال.
ودعا مبعوث الأمم المتحدة إلى
سوريا تركيا، الجمعة، إلى المساعدة في الحيلولة دون وقوع مذبحة في كوباني، وطلب السماح "للمتطوعين" بعبور الحدود حتى يمكنهم تعزيز القوات الكردية التي تدافع عن المدينة التي تقع على مرمى البصر من الأراضي التركية.
ولم ترد الحكومة التركية بعد على تصريحات المبعوث ستيفان دي ميستورا الذي قال إنه يخشى وقوع مذبحة في مدينة كوباني على أيدي مقاتلي "تنظيم الدولة" وتكرار مذبحة سربرنيتشا التي قتل فيها الآلاف في البوسنة عام 1995.
وكان الزعماء الأكراد في سوريا حثوا أنقرة على إقامة ممر داخل تركيا لتيسير وصول المساعدات والإمدادات العسكرية إلى كوباني.
وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من كوباني، السبت، وكانت أصوات التراشقات بالنيران شبه متواصلة مع احتدام المعارك في فترة بعد الظهر.
وقالت مسؤولة عسكرية كردية في مدينة القامشلي السورية -وهي منطقة أخرى تحت سيطرة الأكراد- إن آلاف المقاتلين مستعدون للذهاب إلى كوباني إذا فتحت تركيا ممرا إلى المدينة.
غير أن المسؤولة غالية نعمت، قالت إن الاحتياج الأساسي للمقاتلين في كوباني هو الحصول على تسليح أفضل.
وقالت: "ما ينقصهم هو الأسلحة المتوسطة المدى".
وأضافت: "وفقا للأنباء والمعلومات في كوباني لا يوجد نقص في أعداد المقاتلين إنما النقص في الذخائر".
وتتمثل الأهمية الرمزية لفشل الضربات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة في منع اجتياح مقاتلي "تنظيم الدولة" لكوباني في أنها قد تكون نكسة مبكرة لحملة القصف الجوية للرئيس باراك أوباما التي مضى عليها ثلاثة أسابيع.
وإذا استطاع "تنظيم الدولة" تحقيق السيطرة الكاملة على المدينة -وهو ما اعترف مسؤولون أمريكيون أنه قد يحدث في الأيام القادمة- فإنه سيكون بمقدوره التفاخر بأنه تصدى للقوة الجوية الأمريكية.
ونفذ تحالف تقوده الولايات المتحدة 50 غارة جوية على مواقع المقاتلين حول المدينة معظمها في الأيام الأربعة الماضية.
وقال مبعوث الأمم المتحدة، دي ميستورا، أنه بينما فر معظم سكان كوباني بالفعل، لكن مازال هناك ما بين 500 و700 شخص معظمهم من كبار السن في المدينة إضافة إلى ما بين 10 الاف و13 ألف شخص في منطقة قريبة على الحدود بين سوريا وتركيا.
وحذّر دي ميستورا من أنهم يواجهون "مذبحة".