يسعى "
تنظيم الدولة" إلى تحسين صورته، مع تزايد المساعي الأميركية نحو تشكيل تحالف دولي ضده، حيث أفرج "تنظيم الدولة"، الاثنين، عن نحو 45 معتقلاً لديه من ريف دير الزور (شرق
سوريا)، كان قد اعتقلهم في وقت سابق، حسب ما نقلته منظمة حقوقية، وذلك بعد مبايعتهم للتنظيم.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له، أن "التنظيم أخلى سبيل المعتقلين ممن قاتلوا "تنظيم الدولة"، وثم بايعوها، حيث أخضع التنظيم هؤلاء إلى دورات شرعية في أحد معسكراته"، دون تحديده.
وتأتي هذه الخطوة من قبل التنظيم، عقب خطوات سابقة أقدم عليها قبل أيام، بهدف التقرب أكثر من الحاضنة الشعبية، في مسعى منه إلى تحسين صورته، في ظل تصاعد الأنباء عن قيام تحالف دولي سيتشكل من 40 دولة، بهدف شن هجمات ضده في كل من
العراق وسوريا.
واستهدفت الخطوة السابقة للتنظيم، "منع تصوير ونشر مشاهد الذبح، التي يقوم بها جنود الدولة الإسلامية، أثناء الغزوات أو خارجها، سواء في القنوات الإعلامية الرسمية للولايات، أو غير الرسمية، أو الحسابات الشخصية على مواقع الإنترنت".
جاء ذلك في بيان صدر عن اللجنة العامة للتنظيم، حمل الرقم 7، حدد "نشر هذه المقاطع بإذن خاص منها"، مهدداً "بمتابعة أي مخالف بصورة جدية ومحاسبته".
من جانب آخر، دافع الناطق باسم "تنظيم الدولة"، أبو محمد العدناني، في تسجيل صوتي نشر في "يوتيوب"، قبل أيام، عن تنظيمه بالقول إنه "لا يستحل دم مسلم بغير حق، بل إنه لا يقتل أو يستهدف إلا الكفار المحاربين"، معتبرا أنه "يُفترى عليهم وتُلصق بهم التهم في وسائل الإعلام".
وأوضح العدناني في كلمته بأنه "لو أراد التنظيم استهداف العوائل أو المدنيين، فإن الشوارع مزدحمة، والأسواق مكتظة، فمن أراد أن يكف التنظيم يده عنه، فليكف عن نصرة الصليبيين والصفويين، وأن يكف عن التنظيم سوء يديه ولسانه"، على حد تعبيره.
وشدد العدناني في كلمته بأن "من كف عن التنظيم سوء يديه ولسانه كفوا عنه، فلا يسمع ويرى إلا خيراً، أما أن يبسطوا إليهم أيديهم وألسنتهم بالسوء، ويقفون في خندق العدو، فماذا ينتظرون من التنظيم؟".
كما اعتبر العدناني أن "حرب المجاهدين هي حرب هداية ما أمكن ذلك"، كاشفا أن "المشركين الأفراد الذين لا يجمعهم تجمع معاد للإسلام ومحارب له، يكفل الإسلام لهم الأمن في دار الإسلام، كما قال الله تعالى، لأن الإسلام حريص على كل قلب بشري بأن يهتدي وأن يتوب"، مبينا أن "تنظيم الدولة" يقتل "الكافر الميؤوس من هدايته".
هذا ويقوم، الثلاثاء، وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بزيارة إلى كل من الأردن والمملكة العربية السعودية، بهدف العمل على تشكيل التحالف الدولي للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، وتتزامن الزيارة مع وصول وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إلى الأردن أيضا في نفس الإطار.
وأُعلن الاثنين في العراق عن تشكيل الحكومة الجديدة، بعد مداولات استمرت أشهرا طويلة، بقيادة حيدر العبادي، الذي تلقى بدوره تهنئة من الرئيس الأميريكي باراك أوباما، وتشير أغلب التوقعات إلى أن تشكيل الحكومة العراقية، هي خطوة في طريق تشكيل التحالف الدولي، لقتال تنظيم الدولة.
وتعاني كل من سوريا، والعراق من تمدد "تنظيم الدولة"، الذي أعلن زعيمه الخلافة الإسلامية، الأمر الذي ترفضه مختلف الأوساط، فيما تقوم طائرات أميركية منذ عدة أسابيع، بغارات على مواقع للتنظيم داخل العراق. وهناك أنباء غير مؤكدة عن قصف مواقع في محافظة الرقة في سوريا قبل بضعة أسابيع.
ومنذ منتصف آذار/ مارس (2011)، تطالب
المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة. غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (191) ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.