كتبت الصحافية
الإسرائيلية ميرا بار هيليل في صحيفة "إندبندنت" البريطانية، قائلة إن الجيش الإسرائيلي يواجه مقاومة على الإنترنت أكثر من تلك التي يواجهها على الأرض، وهو غير قادر على التعامل معها. وقالت في عصر الإنترنت و"
تويتر"، فإن كل ما تريده هو كاميرا وحساب على وسائل التواصل الاجتماعي، وعندها فإنك تسهم بصناعة التاريخ.
وتصف الكاتبة الكيفية التي غيرت فيها التكنولوجيا وضع العالم وكيفية تغطية الأحداث والحروب. فما تواجهه إسرائيل من مقاومة على ميديا التواصل الاجتماعي يتناقض مع حملتها لمنع الحقيقة من الخروج للعالم.
وكتبت هيليل تقول: "يقال إن الكذبة كانت تدور مرتين في العالم قبل أن تكتشف الحقيقة، ولم يعد هذا هو الحال اليوم.. وصلت لإسرائيل عشية عيد الميلاد عام 2008، وهو اليوم الذي اختارته إسرائيل كي تشن حملة الرصاص المسكوب، العملية التي كانت ستنهي كل الهجمات على
غزة".
وأضافت: "تقدمت الدبابات لغزة وقتلت 1300 شخص معظمهم من النساء والأطفال وسوت بيوتا ومدارس ومستشفيات بالتراب، وكل ما سمعته من الإعلام هو أن بعض الإسرائيليين خائفون جدا من بضعة صواريخ بدائية كانت تنطلق من غزة نحو إسرائيل".
وتروي أنه في تلك الحرب "لم يسمح للصحافيين بالدخول لغزة ومنع الجنود من استخدام الهواتف النقالة لأسباب أمنية. ولهذا فمجازر عام 2008-2009، والتي استخدم في بعضها الفسفور الأبيض الممنوع دوليا مرت بدون شهود أو تقارير صحافية عنها، وفشلت العملية بشكل ذريع حيث نجت حماس، وكراهية السكان ضد مضطهدهم اشتعلت مثل النار المضيئة التي أحرقت بيوتهم، أما بالنسبة لـ "المجتمع الدولي" فقد كانت "بعيدة عن العين بعيدة عن العقل" الذي واصل حياته كالعادة".
وهنا تتساءل عن الفرق الذي تحدثه التكنولوجيا وتقدمها على مدى بضعة أعوام؛ "فالمذابح الغزية الآن يتم نقلها بناء على شهود عيان، سواء كانوا مراسلين محترفين يمثلون وسائل الإعلام الكبيرة أم المصورين الهواة من السكان المحليين ممن يعيشون تحت القصف، لأن كل ما تريده هو هاتف نقال وحساب على تويتر".
وتضيف: "هذه الأدوات التي جلبت إلينا صورا تقطع نياط القلب، بعضها مروع لدرجة لا يمكن عرضها على شاشات التلفاز- لأطفال قطعت أطرافهم أو طارت رؤوسهم عن أجسادهم، وأطفال غطتهم شظايا يصرخون على جثث آبائهم القتلى، أو آباء ناجون يبكون على جثث أبنائهم..
صور جعلت المراسلة الصحافية التي لا تنقصها التجربة، ليس دوسيت، مراسلة "بي بي سي" لتجهش بالبكاء وهي تقوم بتقديم تقرير على الهواء مباشرة".
وكل هذه الصور موجودة على "تويتر".. "فهل يجب علينا أن نهتم أيضا، هذا هو شكل الحرب التي ستأتي. وهنا تقول: "أي شيء أقل من حرب نووية إبادية ستقوم من الآن بتسجيل الضحايا وكذا المنتصرين كل حسب نسخته. تخيل لو كانت هذه الحالة في البوسنة ودارفور ورواندا والمذابح الأولى. وسيكون لدى المؤرخين نسخة كل طرف من القصة".
وأكثر من هذا فإن المعتدين سيعيشون نتائج أعمالهم ولن يكونوا قادرين على الاختفاء خلف خطابهم الفارغ. ولأن الإسرائيليين ليس لديهم ما يوازنون فيه الصور الدموية والجثث من غزة، فإنهم سيواصلون ضرب غزة في تحد لمجلس الأمن الدولي والمطالب المؤدبة من جون كيري للتوقف عن الحرب.