وجهت الناشطة
اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام توكل
كرمان،
رسالة مفتوحة إلى عبد الملك
الحوثي، تحت عنوان "إلى الأخ عبدالملك الحوثي شريك الثورة وقاتل الدولة..!!"، دعته فيها إلى الالتزام بسيادة الدولة اليمنية، ونزع سلاح "ميليشيات الحوثي".
وقالت كرمان: "الدولة وحدها من يحق لها أن تمارس السيادة نيابة عن الشعب، وهي وحدها من يحق لها امتلاك السلاح واستخدامه، وعليه فإن أي امتلاك للسلاح خارج الدولة من قبل المليشيات المسلحة، اعتداء على حق أصيل للدولة لا سبيل لقيام الدول أو بقائها بدونه!!".
وأضافت كرمان في رسالتها التي نشرتها على صفحتها على "فيسبوك"، إن "أي استخدام للسلاح خارج الدولة من قبل المليشيات لبسط نفوذها وسيطرتها على مناطق داخل الدولة، هو اعتداء على حق الشعب في السيادة، الذي تحتكر الدولة حصرياً حق تمثيله ومزاولته. من واجب الدولة، إذاً التصدي لأي ميليشيا مسلحة تسعى لبسط سيطرتها بالقوة على مناطق داخل حدودها".
وتابعت كرمان خطابها لعبد الملك الحوثي بالقول: "إن هناك إجراءا واضحا من واجب الدولة اتخاذه في هذا الشأن، وهو نزع أسلحة الميليشيا مع انتشار قوات الجيش والأمن محل مواقع تمركزها بصورة فورية ودون تردد، هذا في الحالة الطبيعية، ولأننا في عملية انتقالية فإن على الدولة أن تسعى للدفاع عن سيادتها وبسط سيطرتها ومزاولة حقها الحصري في امتلاك السلاح بمختلف الوسائل، ومنها القوة المسلحة إذا تعذرت الوسائل الأخرى".
وأشارت كرمان إلى أن من واجب الدولة أن تقف أمام أي توسع بالقوة لنفوذ المليشيات.
وخاطبت كرمان الحوثي متهمة: "تتخذ من صعدة قاعدة انطلاق لتوسيع نفوذك وبسط سيطرتك بالقوة على محافظات ومناطق واسعة خارجها!!"، وتابعت: "أنت تتهرب عن تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار بخصوص قضية صعدة المنكوبة بمليشياتك ووممارساتك العنصرية، حسب توصيف مخرجات فريق صعدة التي وضعت حلاً لقضية صعدة تبدأ بسحب أسلحة المليشيات، وإحلال نفوذ الدولة محل نفوذها، مرورا بمعالجة جراحات وآلام صعدة، التي كنت وجماعتك ولا تزالون أحد أسبابها!!".
وقالت كرمان: "أنت لا تتنصل عن تنفيذ تلك المخرجات الملزمة، التي وقع عليها ممثلو جماعتك في مؤتمر الحوار فحسب، بل تسعى لتقويض سيطرة الدولة وتعمل على منازعتها السيادة على مساحات واسعة خارج صعدة بالقوة، من الجوف حتى حجة وعمران وصنعاء!!".
وطالبت كرمان عبد الملك الحوثي بأن لا يتذرع بمقاومة تلك الجماعات القبلية لاستمرار "عدوانه وتوسعه وتنصله عن تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار، وتقويضه للعملية الانتقالية برمتها"، مشيرة إلى أن "ما يحدث من اقتتال مع بعض المجموعات القبلية هنا أو هناك مع جماعتك المسلحة في تلك المناطق، يأتي نتيجة لاجتياح مليشياتك لمناطقهم وقبائلهم، هو رد فعل ونتيجة لا أكثر، رد فعل لا نحببه ولا نتمناه، ما نتمناه ونطالب به أن الدولة هي من تتولى التصدي لتوسع مليشياتك، وإيقاف تمدد نفوذها بالقوة، باعتبارها تزاول عدواناً على سيادة الدولة وتنازعها حقها الحصري في بسط النفوذ والسيطرة، وامتلاك السلاح واستخدامه!!".
وأوضحت كرمان: "ومع ذلك سنمضي بالتزامن مع مطالبتنا بنزع أسلحتك، بالمطالبة كذلك بنزع أسلحة تلك المجموعات والجماعات القبلية، التي وجدت نفسها مضطرة للدفاع عن نفسها أمام اجتياح مليشياتك، وهم يشاهدونها ترتكب جرائم تفجير منازلهم ومدارسهم وتهجيرهم من ديارهم، تلك الجماعات القبلية لم تذهب إلى صعدة لقتالك، أنت من أتيت إلى ديارها، واضطرت لمقاومتك حين غابت أو تأخرت الدولة التي غدرت بها بتحولك من طرف في العملية السياسية إلى مقوض لها!!".
ومضت كرمان في رسالتها تقول: "صفوة القول، أنت تشترك مع تلك الجماعات القبلية في امتلاك السلاح، مع الفارق الكبير بين ترسانتك المسلحة الهائلة وتسليحهم الأقل عدة وتمويلاً وإمكانات، في حين تتفرد وحدك بممارسة التوسع وبسط نفوذك بالقوة حتى وصلت إلى أرحب والجوف وهمدان وجراف صنعاء، وهو ما يستدعي ميدانياً تدخل الدولة لإيقافك عند تخوم صعدة حتى يتم سحب أسلحتك منها، وإحلال نفوذ الدولة محل نفوذك فيها، وفق مخرجات مؤتمر الحوار؛ وسياسيا، بإعلانك جماعة إرهابية تستخدم القوة المسلحة لتحقيق أهداف سياسية توسعية غير مشروعة، في حال إصرارك على التوسع بالقوة!!".
وأضافت كرمان في رسالتها للحوثي: "لن نضيع الوقت بالحديث عن القشيبي ومعسكره، هل هو جيش أو مليشيا أم مابينهما؟، ففي كل الحالات هو الطرف المعتدى عليه من قبل مليشياتك القادمة من كهف الإمامة التاريخي بصعدة، تسبقها خطاباتك التي تبشر أن الإمامة لا يطوى لها علمُ!!، ويحل معها التهجير القسري للسكان وتفجير المنازل والمدارس ودور العبادة التي لا تشاركك الإيمان بحقك بالولاية، مع تعيين عمالك ومساعديك كمسؤولين على المناطق والإدارات العامة، الذين بالقوة يفرضون على الناس طاعتك وادعاءك في امتلاك الحق الحصري المتوارث عن سلالتك التي اصطفاها الرب على جميع خلقه، وأوكل إليها حسب زعمك تدبير شؤونهم حتى قيام الساعة!!".
وتابعت الناشطة توكل كرمان: "أليس هذا ما يحدث في صعدة والمناطق التي تضمها إلى ولايتك على أقل تقدير!! أليس هذا وصف متواضع للغاية لما ترتكبه أنت ومليشياتك العنصرية من حماقات في كل شبر تبسطون نفوذكم عليه!!، أنت تقوض الدولة وتنسف الجمهورية والوحدة والثورة وكل شيء!!".
واختتمت كرمان رسالتها للحوثي بالتأكيد أن هذه الرسالة ليست من باب الكراهية، "ولا أكتبها بدافع طائفي، أحمد الله أنني تخلصت من هذه الآفة منذ عرفت نفسي، يمكنك اعتبارها تمجيداً للعيش المشترك ودعوة له، أعشق العيش المشترك بقدر ما أمقت العنصرية".