قال نائب رئيس حزب "النور"، ياسر
برهامي، المؤيد لانقلاب 3 تموز/ يوليو الماضي على حكم أول رئيس منتخب لمصر الدكتور محمد مرسي، إن شرعية الرئيس المستمدة مِن الصندوق مرتبطة بالقيام بمصالح البلاد، ثم هي يسقطها الصندوق أيضا.
جاء ذلك في فتوي له على موقع "أنا السلفي" حول "نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة" التي جرت بمصر.
وتُعد هذه الإجابة مناقضة لفتوى سابقة أدلى بها برهامي نفسه أيام الرئيس محمد مرسي، قال فيها إن شرعية الرئيس الآتية عبر الصندوق تسقط في حالة خروج نسبة أكبر ممن أعطوه أصواتهم إلى الشوارع احتجاجا عليه، ورفضا لاستمراره.
وبحسب جريدة الفتح التي تصدر عن الدعوة السلفية في عددها الأخير فإن السؤال في موقع: "أنا السلفي" كان كالتالي: "ما نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية؟ وأين الملايين المُحبة "للسيسي" التي خرجت على الرئيس الشرعي "الرئيس مرسي" في 30 يونيو؟ وهل ما زلتم ترون أن "
السيسي" هو الذي سينهض بالوطن والبلاد، ويحقن الدماء، ويقلل المفاسد؟
وأتبع السائل سؤاله السابق بسؤال آخر كالتالي: ذكرتم أنه لا يهم أن يحكمنا العسكر، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة كانوا من العسكر، مع أن المقصود بالعسكر الذي لا نريده عندنا جميعا هم مَن تخصصوا في المجال العسكري دون غيرهم، أما الصحابة فتفوقوا في كل المجالات، ومَن كان منهم عسكريا فقط لم يتولَ الحكم، فتبين من هذا أن الأمة لم يحكمها عسكري -على الأقل في بدايات الإسلام.. أليس كذلك؟
إجابات برهامي
برهامي أجاب عن السؤال الأول بقوله، بحسب "الفتح": "انتظر إلى نتائج الانتخابات وسنرى.. ثم إن شرعية الرئيس المستمدة مِن الصندوق مرتبطة بالقيام بمصالح البلاد، ثم هي يسقطها الصندوق أيضا.. ثم هل كان الدكتور "مرسي" قادرا على قيادة البلاد وتحقيق مصالحها، ومصالح المواطنين؟!".
وأضاف: "أما "حقن الدماء"؛ فلا شك أن الاستقرار أعظم تحقيقا لحقن الدماء مِن "الفوضى"، وتأمل ما وصلت إليه سوريا، وليبيا، والصومال.. هل تريد أن تصل
مصر إلى ذلك؟ أدعو الله ألا يعمي التعصب أتباعه عن رؤية الواقع، وحسن تقديره"، على حد تعبيره.
وأتبع برهامي إجابته السابقة بإجابة عن السؤال الثاني بقوله -بحسب "الفتح" أيضا: "مسألة حكم العسكريين التي قلنا فيها.. أنه لا يَمنع مِن حكم رجل نرى أنه الأقدر على قيادة البلاد، وتعاون مؤسسات الدولة معه للمرور من الأزمة الحالية.. أنه ذو خلفية عسكرية؛ وإلا فالدستور ينص على أن الدولة حكومتها مدنية، ولم نقل يلزم أن يحكمها عسكري، كما يوهم سؤالك، بل قلنا: إذا كان هو الأنسب للبلاد فلا مانع، ولن نجد أحدا مثل الصحابة".
نفى ما نشرته "المصري اليوم"
وكانت جريدة "المصري اليوم" الصادرة الجمعة نسبت إلى ياسر برهامي قوله إن "شرعية المشير عبدالفتاح السيسي، مستمدة من الصناديق، ولا يجوز شرعا الخروج عليه وإسقاطه إلا بالصناديق.. وإن السيسي قادر على إعادة الأمن والاستقرار داخل البلاد، بعكس الرئيس المعزول محمد مرسي.. وإن وضع المشير مختلف تماما عن (مرسي) لأن الأخير لم يكن رئيس كل المصريين، وتسبب في انقسام الدولة"، بحسب تعبيره.
لكن برهامي نفى ما نشرته "المصري اليوم"، مؤكدا أن الفتوى كانت حول نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية، وأنه ليس لها علاقة بالخروج على السيسي.
وأضاف برهامي -في تصريحات نقلتها جريدة "الفتح" لسان حال الدعوة السلفية الجمعة: "فوجئت بنشر "المصري اليوم" لهذا العنوان الذي لا يتناسق أبدا مع المضمون"، مؤكدا أن هذا كذب وتحريف متعمد من الصحيفة، التي لم تكن المرة الأولى التي تقوم فيها بتحريف كلامي.
وطالب برهامي، جميع الإعلاميين، بأن "يتقوا الله عز وجل في نقل الأخبار أو الفتاوى"، موضحا أن "كل إنسان سيُسأل أمام الله عز وجل فيما يقول"، بحسب تعبيره.
البلكيمي يدعو برهامي للتوبة
كان العضو السلفي بمجلس الشعب السابق، أنور البلكيمي، انتقد في تصريحات صحفية الخميس، الموقف السياسي الذي يمثله ياسر برهامي، مخاطبًا إياه بقوله: «سيأتي يوم تقول.. أكلت يوم أُكل الثور الأبيض»، داعيًا إياه للتوبة.
واعتبر «البلكيمي»، أن حزب "النور" لا يملك أي قواعد للحشد، مضيفا: «الحزب عبارة عن قيادات مفتونة مستفيدة تتاجر بالمبادئ»، لافتا إلى أن «الأفاضل» استقالوا منه.
وقال البلكيمي: «لاشك أن الدكتور ياسر وقع في مصيبة عظيمة، وأدعوه أن يتقي الله وأن يتذكر طريقه الدعوة وكفى ما حدث وكفى إيذاء للإسلام وللدعوة، أصبت الدعوة إصابات عظيمة. مهما كانت المبررات والضغوط عليك من السيسي وغيره أقول لك: الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل».
واعتبر البلكيمي ما حدث في مصر في 3 تموز/ يوليو الماضي، «مشهدا انقلابيا»، خاتما حديثه إلى «برهامي» بقوله: «أمامك فرصة عظيمة أن تتقي الله، وأن تعلنها توبة نصوحا، وأن تعترف بأنك أخطأت في حق الإسلام والمسلمين وفي حق ثورة يناير.. هذه مصيبة، وتخل عن المبادئ».
بكار: السيسي تعرض لخيانة
وزعم نادر بكار، القيادى بحزب "النور"، في تصريحات لصحيفة "المصري اليوم" الخميس- أن "المشير عبدالفتاح السيسي، تعرض للخيانة من رجال الأعمال ورموز الوطني والقوى السياسية، الذين تخلوا عن دعمه، وباعوه، عندما قال إنه لن يسدد فواتير لأحد حال فوزه في الانتخابات"، على حد قول بكار. وأضاف أن حزب "النور" شارك في التصويت على غير ما يتردد في وسائل الإعلام، وأن حزب
"النور" هو الكيان السياسي الوحيد الذي عمل في الشارع لدعم المشير، وأن حزبي الوطن والأصالة والجبهة السلفية لم تشارك في الانتخابات لأنها ضد الدولة وضد 30 يونيو، بحسب مزاعمه.
وشدد على أن من يراهن على عودة الإخوان خاسر، وأن الإخوان لا يعترفون بالحقيقة، وأن رهانهم على إفساد خارطة الطريق، وأن هناك من تعمد إحراج السيسي أمام الشعب والرأي العام العالمي، وشارك في ذلك بعض وسائل الإعلام، بحسب مزاعمه.