قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إن استقالة مدير
الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان، أثارت الكثير من التكهنات حول تغير في مسار العلاقات الأمريكية- السعودية فيما يتعلق بسوريا ومصير الأمير السياسي، مشيرة إلى أن الاستقالة لن تؤثر على العلاقات ولا على حظوظ الأمير السياسة.
ويرى معلقون وخبراء في السياسة أن رحيل بندر عن المشهد لن يؤثر على السياسة الخارجية السعودية وهناك إمكانية لعودته قويا أكثر مما كان عليه. ونقل عن فهد ناظر، المحلل السياسي السابق في السفارة السعودية بواشنطن قوله "آخر شخص أعفي من منصبه (في عام 2012) كرئيس للمخابرات السعودية كان الأمير مقرن والذي أصبح بعد كل هذا وليا للعهد"، وقال ناظر إن "أي حديث عن نهاية للأمير بندر متعجلة".
وأشار التقرير إلى البيان الملكي يوم الثلاثاء الماضي الذي بثته وكالة الأنباء السعودية والذي أعلن عن استقالة الأمير بندر من منصبه "بناء على طلبه" وتعيين نائبه يوسف بن علي الإدريسي مديرا للاستخبارات.
وكان الأمير بندر قد تسلم منصب مدير الاستخبارات في تموز/ يوليو 2012 وكان يدير الملف السوري ويدفع باتجاه دعم المقاتلين السوريين للتخلص من الرئيس بشار الأسد، وفي الفترة الأخيرة قضى فترة في الولايات المتحدة لتلقي العلاج، والمغرب للنقاهة، ومع ذلك لم يرد في بيان وكالة الأنباء السعودية أن بندر (65 عاما) قد استقال بسبب متاعبه الصحية، ولم يقل البيان أيضا أن الأمير سيواصل مهامه في منصبه الآخر -وهو مستشار الأمن القومي- أو يتولى منصبا آخر.
وينقل التقرير عن الصحافي السعودي رشيد أبو السمح قوله "بطريقة ما فلا يمكن استبدال الأمير بندر بسبب علاقاته الدولية"، مضيفا أن "معظم القادة السعوديين عادة ما يبتعدون عن الأضواء ولا يحبون الظهور في مؤتمرات صحافية ولا يحبون حديث الصحافة عنهم".
وعبّر باحث سعودي وهو علي الأحمد عن نفس الآراء، حيث قال إن هناك معركة من أجل العرش ويقوم "معسكر الملك بالتحرك وتجميع صفوفه، وعليه فقد يعينون بندر في منصب آخر".
وفي موقف آخر أشار التقرير إلى أثر رحيل بندر على العلاقات الأمريكية- السعودية، حيث قيل إن استقالة الأمير قد أدت إلى إصلاح الضرر في العلاقات بعد قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما التراجع عن توجيه ضربة للنظام السوري عقابا له على استخدامه الغاز السام قرب دمشق.
وأدى هذا الموقف بتصريحات من بندر الذي عمل سفيرا في واشنطن لأكثر من عشرين عاما بالحديث عن "تحول جذري" في العلاقات بين البلدين. ويقول أبو السمح إن "بندر كان على علاقة جيدة مع عائلة بوش"، مضيفا أن أوباما الذي زار الرياض الشهر الماضي "رجل ديمقراطي وعمل جاهدا على تغيير سياسة بلاده الخارجية الحاسمة، والتي شهدت أثناء إدارة جورج بوش غزو العراق وأفغانستان".
ولا يعرف إن كانت هذه القضايا قد لعبت دورا في رحيل بندر مشيرا إلى ان ديناميكية العائلة المالكة تظل غير واضحة للمتابع الخارجي. ويضيف أن الدولتين اللتين كانتا تعملان على إصلاح علاقاتهما قبل إزاحة بندر عن منصبه، خاصة أن مواقفهما تفترق في عدد من القضايا في إيران وسوريا مثلا.
ويقول أبو السمح إن السعوديين قدموا وبسرية تطمينات للأمريكيين بعدم حدوث أي تحول في العلاقات بين البلدين، مؤكدا أن الولايات المتحدة تظل القوة العظمى الوحيدة القادرة على الدفاع عن السعودية ودول الخليج الأخرى.
ويؤكد روبرت ليسي، الصحافي ومؤلف الكتاب الشهير عن تاريخ المملكة في الثمانينات وكتاب آخر عام 2009 "في داخل المملكة" أن العلاقات "لم تنقطع" بين البلدين كما تشير تقارير. ويعتقد ليسي أن الأمير بندر أعفي من مهامه "لأسباب صحية.. وعليه فلا أرى أي تغيير في السياسة السعودية" فيما يتعلق بسوريا.