قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن المسؤولين الأوروبيين على حق في قلقهم من الآثار الطويلة الأمد، التي يمثلها الجهاديون الذين حاربوا في سوريا على أمن بلادهم.
وتشير الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبي يقدر عدد
الجهاديين الأوروبيين في سوريا بنحو ألفين، فيما تقول تقديرات أخرى إن عددهم خمسة آلاف، ومعظهم من الشباب المسلم الذين وقعوا -كما تقول- "في مصيدة الناشطين المسؤولين عن التجنيد، وكانوا
ضحية لرؤية رومانتيكية في حرب ينظرون إليها كحرب مقدسة".
وتضيف الصحيفة أن وقف تدفق هؤلاء الشباب، ومنعهم من السفر إلى هناك، والتعامل مع مشاكلهم حين عودتهم ليس بالأمر السهل.
وتشير الصحيفة تحديدا إلى بريطانيا التي عانت من هجمات إرهابية نفذها ناشطون إسلاميون مرتبطون بالقاعدة عام 2005، وتعتبر كتحذير من مخاطر تعرض الشباب للتشدد.
وتلفت الصحيفة إلى مشاعر الصدمة التي اعترت البريطانيين عندما شاهدوا شريط فيديو وضع على "يوتيوب" الشهر الماضي، يظهر انتحاريا بريطانيا في سوريا.
ما دعا وزيرة الداخلية البريطانية تريزا مي إلى القول إن الشبان الذين يقاتلون في صفوف الجماعات الجهادية، يجب ان تسحب منهم الجنسية، فيما دعا وزير شؤون الهجرة والأمن جيمس بروكينشاير إلى تقديم أي مواطن متورط بأعمال لها علاقة بالإرهاب.
ووصف بنفس المقام وزير العدل مانويل فالز عودة المقاتلين في سوريا بـ"القنبلة الموقوتة". ويقدر عدد المقاتلين الشباب الفرنسيين في سوريا بنحو 700 شاب.
واتصلت شابة في عمر الـ15 عاما مع عائلتها من أفيغنون على الحدود السورية- التركية كي تخبرهم بسفرها للقتال إلى جانب السوريين.
وهناك العشرات من الشبان الأوروبيين من السويد، النرويج، ألمانيا وهولندا وغيرها يقاتلون في سوريا، وبعضهم ربما انجر إلى هناك من خلال الدعوة على الإنترنت، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر خطب بعض الأئمة، "ويظل الشعور بالهزلة والتهميش هو الدافع الأساسي للسفر إلى هناك" –وفق رأي الصحيفة-.
وتحدثت الصحيفة عن الجهود التي يبذلها الأوروبيون للتصدي لهذه المشكلة؛ ففي كانون الثاني/ يناير اجتمع 180 خبيرا في هيج في مؤتمر المدن حول المقاتلين الأجانب في سوريا. وناقش رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند طرق التعاون في مواجهة المشكلة.
وترى الصحيفة أن المؤسسات الأمنية والاستخباراتية لن تكون وحدها قادرة على مواجهة المشكلة.
ووفق تحذير شبكة التوعية من التشدد -وهي مظلة تابعة للاتحاد الأوروبي- فأي حل يحتاج إلى استراتيجية واسعة يقتضي التحاور مع العائلات والمجتمعات.
وتختم الصحيفة بالقول إن "الثقة ضرورية لأي جهد يحاول الوصول إلى الشبان، ويجب أن يقدم لهم بديلا عن العنف، وكما يعرف الأوروبيين، فقد ترك النزاع في سوريا ورعبه أثرا في جيل كامل".