أكد الدكتور أيمن نور، مؤسس حزب
غد الثورة، أن الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى كان يحكم
مصر لمدَّة عام بلا أجهزة أو مؤسسات، وكان وحيدًا فى مهب الريح، وأن الدولة العميقة فتحت ثغرات، هبّت منها رياح عاتية عصفت به، ولم تمكِّنه من آليات الرئيس، برغم وجوده فى قصر الرئاسة لمدَّة عام كامل، على حد تعبيره.
واتهم نور أجهزة الأمن بأداء دور كبير في إفشال
مرسي. وقال: "دليلى تصريحات بعض المسؤولين عن الأمن وغيرهم بعد 3 تموز/ يوليو 2013، التى كشفت دورهم، ودور أجهزتهم فى مواجهة مرسى، وآخرها ما قاله اللواء سامح سيف اليزل، رئيس مركز دراسات الجمهورية، المقرَّب من الجيش: إنّ الجيش قدَّم دعمًا ماليًّاً لبعض الأحزاب فى الانتخابات البرلمانية لمواجهة حزب "الحرية والعدالة".
وقال نور -في حوار مع صحيفة "المصري اليوم" الصادرة الخميس- إن الإعلام يحتلّ المركز الأول فيما وصلت إليه الأوضاع بمصر، من انشطار وعنف وعداء وكراهية. وخاطب الإعلاميين الذين يكرهون الإخوان أو الإسلاميين أو الليبراليين، فقال: "لا تجعلوا كرهكم لهذا التيار أو ذاك أكبر من حبِّكم لمصر، لأنها ممزَّقة فى البيوت، والشوارع، وكل المواقع؛ بفعل صناعة الكراهية، التي لوثت وجه مصر بدماء، لم يعد وقفها خيارًا ظرفيًّا، أو نزهة اختيارية، بل لابد من أن نذهب فورًا لإزالة آثار هذه الحرب الإعلامية من قلوبنا وعقولنا، ونعود شعبا واحدا".
وشدد على أن الإسلام السياسى رقم ضمن المعادلة السياسية لا يمكن تجاهله. وعن رأيه في قائد الانقلاب المشير عبدالفتاح
السيسي وزير الدفاع قال إنه كانت لديه فرصة حقيقية، أن يكون هو حل الأزمة، لكنه اختار أن يكون هو الأزمة، وهو ما كنا لا نتمناه منه.
30 يونيو.. والاختيار الأسوأ
واعتبر نور أن أحداث 30حزبران/يونيو 2013 نتاج حالة غضب شعبى، لأسباب واقعية وحقيقية فى معظمها، وبعضها كان بفعل شحن سياسى وإعلامى، استمر قرابة العام، وأنتج انطباعاً عاماً بالفشل، والغضب من أداء، وأخطاء، وغياب رؤية واضحة، ورغبة فى شراكة وطنية واسعة.
وأضاف: أما 3 تموز/ يوليو 2013 فهو الاختيار الأسوأ، والأخطر، من بين خيارات منطقية، وكان جميعها يقودنا للعودة إلى الصندوق؛ سواء فى صورة الدعوة لاستفتاء الشعب على رحيل أو بقاء مرسى، أو بالدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، والذى استطاع فرض مسار 3/7، كان يستطيع فرض الاستفتاء، خاصة أن الاحتكام للصندوق هو المطلب الشعبى لجماهير 30/6؛ فلم يطلب أحد المسار الانقلابى، الذى ضرب عرض الحائط، بالديمقراطية، والإنسانية، بل انقلب على ما أعلنه من أهداف فى وثيقة 3/7.
وتابع: "هذا كله ليس فقط انقضاضاً على نضال الشعب، من أجل الحرية والكرامة، الذى تجلى فى ثورة 25 يناير 2011، بل عودة بمصر 60 سنة الى الوراء".
لقاءات مع مرسي والشاطر وموسى
وعن علاقته بالإخوان قال: "رفضت تكليفى بأكثر من موقع تنفيذى، وعضوية مجلس الشورى، واعتذرت رسميًّا بخطاب سلّمته لنائب رئيس الجمهورية، المستشار محمود مكّى، وأعلنت هذا على حسابى عبر تويتر فى تغريدة".
وعن تكليفه من قبل مرسي برئاسة الوزراء، قال: "فى شهر إبريل 2013، تلقّيت دعوة لمقابلة الرئيس فى قصر القبّة، وفهمت من اتّصال تليفونى من الدكتورة باكينام الشرقاوى أنّ اللقاء سيكون فردياً، واستمرّ اللقاء مع الرئيس قرابة ساعتين، استمع خلالها لرؤيتى بشأن إنقاذ الوضع السياسى والاقتصادى، وكان من بين مقترحاتى إقالة حكومة قنديل، ووقتها تحدَّث الرئيس عن البدائل المطروحة، ووجَّه لى سؤالاً واضحاً عمن يقبل، ويصلح لهذه المسؤولية؛ فقدمت أسماء مطروحة، إلاّ أنّه عاد، وسألنى: هل أقبل شخصيًّا بهذه المهمَّة حال تنحية قنديل؟ وأبديت له مخاوف محدَّدة؛ منها ضيق الوقت، وموقف الزملاء من القوى الليبرالية والمدنية، من إمكان المشاركة بالحكومة فى ظل انتخابات برلمانية وشيكة، وقبل إصدار الحكم فى قضية حزب غد الثورة، بتأجيل الانتخابات".
وأضاف: "اعتبرت أنّ إجابتى عن سؤال مرسى اعتذار، إلاّ أننى خرجت من اللقاء لأجد الإعلام يتحدّث عن تكليفى بتشكيل الحكومة، ونفيت الخبر، وطلبت من الرئاسة إصدار نفى للخبر، وفى اليوم التالى للقاء، ذهبت لزيارة السيد عمرو موسى فى اجتماع استمرّ ساعتين، وعرضت عليه ما دار فى اجتماعى مع مرسى، والتقيت قيادات من جبهة الإنقاذ فى اليوم نفسه، وللغرض نفسه".
وعن لقائه بـخيرت الشاطر فى منزله بحضور عمرو موسى، قال: "كان اللقاء الأول والأخير بيننا، ولم أكن أعرفه، برغم أنّنا سُجنّا سنوات معاً، لكنّه لم يكن مسموحاً للإخوان بأن يلتقوا بى في السجن، ولو بالصدفة، وبالتالى لم ألتق الشاطر، قبل أو بعد هذا اللقاء، الذى استهدف وقف بحور الدم، التى توقّعناها، وهو ما لم ينجح فيه اللقاء، بسبب الهجمة الإعلامية، التى حاولت أن تُصوِّرَ أنّ اللقاء مؤامرة، وخيانة"
وتابع: "كان لدىّ شكوك واحتمالات، قبل ما حدث فى 3/7، وبعد اللقاء. والآن أستطيع أن أقطع يقيناً، وقولاً واحداً، أنّ الذى سرَّب اللقاء أثناء انعقاده، بهدف إفشاله، هو أجهزة الدولة الأمنية، التى حدَّدت ملامح المشهد، ولا تريد تعديل مسار المخطَّط. "
ابتعاد وتشويه وتكذيب
وأوضح نور -في حواره مع "المصري اليوم"- أن ابتعاده عن مصر هو لأسباب صحية، وأنه لم ينقطع عن الساحة السياسية. ونفى تنازله عن جنسيته، أو طلبه اللجوء إلى أمريكا، وأبدى رضاه عن اتساق مواقفه مع قناعته الليبرالية.
وانتقد حملة التشويه ضده. وقال: "مورست ضدّى حملة التشويه منذ زمن مبارك، وقرابة 10 سنوات تحمّلتها، وتجاوزتها، وكذلك ما يحدث الآن من اختلاق وأكاذيب، وجنون، واغتيال معنوى، وللأسف، هذه المرّة، الحملة واسعة؛ فكل من ليس معى فهو ضدّى، وأحسب أنّ كل رموز ثورة يناير نالهم جانب من هذه الحملة الشرسة، التى تشعل النيران فى الجميع، ولا تدرك أنّ الذى يُشعل النار فى ملابسه يحرق نفسه، وبلده".
وكان نور، قال في تغريدة له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الخميس -تعليقا على هذا الحوار-: "حواري بالمصري اليوم تعرضت فيه بعض إجاباتي، ?ختزال مخل.. وعناوينه بطريقه "?تقربوا الصلاه". وأضاف: "لم أقل إنني في ضيافة أحد بلبنان، وأرسلت تصحيحا للجريده".
وكانت الجريدة زعمت في مقدمتها للحوار أن أيمن نور يعيش فى حماية القيادى اللبنانى سعد الحريرى رئيس وزراء لبنان الأسبق، وتيار المستقبل بـلبنان.