ملفات وتقارير

رفوف فارغة.. أزمة في توفير المواد الغذائية تعصف بتونس (شاهد)

التونسيون يقفون في طابور طويل أمام محال تجارية للحصول على مواد غذائية مفقودة- عربي21
التونسيون يقفون في طابور طويل أمام محال تجارية للحصول على مواد غذائية مفقودة- عربي21

تعاني الأسواق التونسية والمتاجر الكبرى، نقصا كبيرا في المواد الغذائية الأساسية منذ أشهر طويلة ولكنها تفاقمت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة.

وسجلت الأسواق نقصا ملحوظا، يصل في غالب الأحيان إلى فقدان تام في مواد أساسية مثل الحليب والسكر  والخبز  والقهوة، والأرز والسميد .

وبمجرد توفر كمية ضئيلة من تلك المواد، ضمن محال أو فضاء تجاري، تحل فوضى بشرية أرجاء ذاك المكان، تتطور أحيانا إلى تشابك بالأيدي بين المواطنين، رغبة في حصول كل منهم على السلعة قبل نفادها. 

ويقف المواطنون في طوابير طويلة على المخابز، لعدة ساعات، حتى إن أصحاب المخابز باتوا يشترطون على الحريف شراء كمية محدودة من أجل الحصول على أكثر ما يمكن من المواطنين على الخبز، نظرا للنقص الكبير في التزود بالفارينة والسميد لصنعه. 

اظهار أخبار متعلقة


السيدة فاطمة بائعة بمخبز، قالت إنهم لا يتزودون "بالكمية الكافية والعادية حتى نضمن توفر الخبز كالمعتاد لكل المواطنين".

وأوضحت في تصريح لـ"عربي21"، أنهم يوفرون "كمية محدودة" ويعملون عليها  لساعات، مضيفة أنه "تقريبا منذ توقيت العصر، لا يمكن للمواطن أن يحصل على الخبز "، مختتمة حديثها بالقول: "صدقا نعيش معاناة حقيقية". 

اظهار أخبار متعلقة


كذلك، المواطن التونسي "صالح"، ذكر لـ "عربي21"، أنه يقف في الصف البشري يوميا للحصول على الحليب والخبز والقهوة وغيرها من المواد، مستدركا بأنه "يعود فارغ اليدين في غالب الأحيان".

 


Image1_12202314102712151573283.jpg
Image2_12202314102712151573283.jpg
Image3_12202314102712151573283.jpg
Image4_12202314102712151573283.jpg


وتابع: "أنا في عمر السبعين، ولم يسبق أن حصل معي هذا على الإطلاق، نعاني كل يوم من ذات الحال، ولا نجد ما يملأ القفة"، وفق المسن الذي أبدى خوفه من استمرار الوضع على ما عليه لأجل غير مسمى.

ورغم إقرار السلطات بنقص المواد في الأسواق، إلا أنها دائما توجه التهم لمن تعتبرهم لوبيات يحتكرون المواد لأجل بث الفوضى.

 

اظهار أخبار متعلقة


بدوره، دعا الرئيس التونسي، قيس سعيد،  إلى تتبع  من يعبثون بقوت التونسيين ومحاسبتهم.

وأعلنت وزارة التجارة عن تجميدها لأسعار العديد من المواد الاستهلاكية وخاصة التي شهدت ارتفاعا كبيرا، كما أنها حددت أسعار بيع بعض المواد الأخرى والتي تعتبر ذروة في الاستهلاك خلال هذه المدة، أبرزها البيض واللحوم البيضاء. 

وقال رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك لطفي الرياحي: "رصدنا فقدانا للعديد من المواد الأساسية، وهذه مشكلة متواصلة منذ أشهر"، مؤكدا أن الأمر بات "يرهق المواطنين بشكل كبير".

ورأى خلال حديثه لـ "عربي21"، أنه "لن يعود النسق الطبيعي للتزود بهذه المواد إلا بمراجعة وتأطير الدعم الموجه للصناعيين". 

وأضاف أن "الدعم يرهق الدولة بشكل كبير، لذا فلا بد من أن يتوجه الدعم لمستحقيه وأن يتم توفير منتوج خاص للصناعيين ليس مدعما". 

اظهار أخبار متعلقة


وللإشارة فإن تزود تونس بالمواد من الخارج تأثر بشكل كبير في السنة الأخيرة نظرا للأزمة المالية التي تشهدها البلاد، إضافة لعدم حصولها لأكثر من سنتين على اتفاق مع صندوق النقد الدولي، إلى جانب تأثير الحرب الروسية الأوكرانية. 

وتأثرت تونس بشكل كبير جدا بسنوات الجفاف المتتالية وتضررت المحاصيل بحيث أن محصول الحبوب في السنة الأخيرة لم يتجاوز الـ2.7 مليون قنطار أي بتراجع بأكثر من 60 في المئة.

وسجل إنتاج مادة الحليب منذ الشهر الماضي، الذي يعرف ذروة في الاستهلاك مع حلول فصل الشتاء،  تراجعا في كميات الإنتاج مقابل ارتفاع كميات الاستهلاك.

ووفق اتحاد الفلاحين فإن إنتاج الحليب في تونس تدنى إلى مستوى مليون و200 ألف لتر في اليوم الواحد، بينما يناهز الاستهلاك اليومي المليون والـ700 ألف لتر .

 

التعليقات (0)