صحافة دولية

كيف اتحد الحزبان الجمهوري والديمقراطي على شيطنة دعاة وقف حرب غزة؟

معظم الطبقة السياسية قررت أن تتخذ نهج الصراخ وواحد من الوسائل الشعبية التي يستخدمونها هي معارضة كل أشكال الدعوة لوقف إطلاق النار- جيتي
معظم الطبقة السياسية قررت أن تتخذ نهج الصراخ وواحد من الوسائل الشعبية التي يستخدمونها هي معارضة كل أشكال الدعوة لوقف إطلاق النار- جيتي
نشر موقع "انترسيبت" مقالا للكاتب جون شوارتز تحدث فيه عن أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي اتحدا لتشويه وشيطنة كل الداعين لوقف إطلاق النار في غزة، باعتبارهم المؤيدين لحركة المقاومة الفلسطينية حماس.

وقال الكاتب إن الولايات المتحدة تواجه اليوم خيارا عميقا: إما تحليل نزاع الاحتلال الإسرائيلي باستخدام عقول كبيرة أو من خلال صراخ الغاضبين. 

وأشار إلى أن معظم الطبقة السياسية قررت أن تتخذ نهج الصراخ، وواحد من الوسائل الشعبية التي يستخدمونها هي معارضة كل أشكال الدعوة لوقف إطلاق النار، في وقت زادت فيه إسرائيل من هجماتها ضد قطاع غزة وارتفعت فيه أعداد الضحايا وبخاصة بين الأطفال.

ويقوم هذا النهج على وصف كل من يدعو لوقف إطلاق النار بأنه "مؤيد لحماس"، وهذا نهج شرس وخطير وسخيف.

وظهر هذا الصراخ الشبيه بالتصايح خلال المناظرة الثالثة يوم الأربعاء بين الذين يأملون بالحصول على ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية في 2024، حيث قال حاكم فلوريدا، رون دي سانتيس إن الطلاب في حرم الجامعات لديهم "قضية مشتركة مع حماس"، وقالت نيكي هيلي، سفيرة أمريكا السابقة في الأمم المتحدة "أي شخص يتظاهر في هذه الجامعات هو يفضل حماس"، وكان رجل الأعمال فيفك راماسوامي سخيا عندما أوضح أن الطلاب هم "حمقى" و"لا فكرة لديهم عما يتحدثون عنه عندما يقفون مع حماس ضد إسرائيل".

اظهار أخبار متعلقة


وفي الجانب الديمقراطي، صوت 22 نائبا على قرار يوبخ النائبة الديمقراطية رشيدة طليب لأنها فقط "دافعت عن هجوم حركة حماس المباغت في 7 تشرين الأول/أكتوبر". وربما قرأت في أماكن أخرى من العالم عن أناس يؤيدون حماس لأنهم يريدون توقف العمل العسكري الإسرائيلي الذي يقتل الأطفال والنساء وأن المتظاهرين هم في الغالب طلاب أجانب، وكليات وموظفون في غوغل ومن جنوب أفريقيا وباكستان وأندونيسيا ومصر والأردن وبوليفيا وكولومبيا وهندوراس، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش وبالطبع جو بايدن. 

وربما تذكرنا أن كل من عارض حرب العراق في 2003 كان مؤيدا لصدام حسين. وبالنظر للوراء، فمن الواضح أن المحتجين لم يكونوا مؤيدين لصدام، بل كانوا ضد "الجرائم التي لا معنى لها والتي أخذت أرواح 4.5 ملايين شخص". 

اظهار أخبار متعلقة


ومع ذلك، فإن نفس الفصائل السياسية التي استخدمت هذا الأسلوب قررت جلبه في لحظة حرجة استشهد فيها أكثر من 10.000 فلسطيني جراء القصف الجوي الإسرائيلي، مع المزيد منهم سيقتلون. 

لكن ما يجعل تهمة "تأييد حماس" سخيفة اليوم لأننا نعرف من كان يتعامل مع حماس في الغرب، وهؤلاء الأوغاد فيه لم يدعوا إلى وقف إطلاق النار ولا جادلوا بشأن ضرورة منع الكوفية، لكنهم سهلوا وصول المال إلى غزة، ونقصد بهذا الحكومة الإسرائيلية، وفق الصحيفة. 

ولعب الاحتلال الإسرائيلي دورا في صعود حماس كمعادل ومنافس لفتح، وفي الفترة الأخيرة قال نتنياهو لخاصته إنه سمح لقطر بإرسال المال للقطاع لأنه يعمل على فصله عن الضفة ويقضي على منظور ظهور الدولة الفلسطينية. 

وبالمثل، كان أكبر داعم لصدام حسين في حربه ضد إيران في ثمانينات القرن الماضي هي الولايات المتحدة. وقد شاهد الجميع صورة دونالد رمسفيلد وهو يصافح صدام. 

وعندما ضربت الطائرات العراقية سفينة تابعة للاتحاد السوفييتي عام 1987 وقتلت 37 بحارا لم تهتم إدارة رونالد ريغان. 

وفي نيسان/أبريل شارك السيناتور الجمهوري عن وايومينغ، الان سيمبسن بلقاء ودي مع صدام. وكان العراق قد أعدم مراسلا لصحيفة "الغارديان". 

وانتهز سيمبسن الفرصة للتخفيف عن صدام مما رآه هجوما من صحافة "متغطرسة ومدللة"، ومرة أخرى لم تكن مشكلة أمريكا، فهي مشكلة رئيسية "فأرقابنا الجينيون" لا يستطيعون تصور الزراعة والمضادات الحيوية والطائرات ولا إمكانية وجود أكثر من طرف في الصراع، ولم يسألوا أنفسهم إن كان قادة قبائلهم غريبين دائما ويعقدون تحالفات تكتيكية مع القبائل المعادية لهم لإجبار أفراد القبيلة على السير معهم.

وتابع: "مثل القرود في الغابة التي يتم معاقبتها عندما تتصرف وقت الحرب بخيانة، كما أظهر فيلم على إي بي سي إرث، فالنسخة الإنسانية من القرود هي حاسمة ومتوحشة في عقابها، وأعلنت أن قطاعا من الناس حول العالم الذين يطالبون بوقف إطلاق النار هم موالون لحماس، وبالتالي يوافقون على أساليبها، وهو ما يثير القلق".

وهذه النظرة تضر بحياة الناس وقد تؤدي لمقتل أشخاص، وهي تسخر من اعتقادنا المزعوم بحرية التعبير والتجمع. وهذا النوع من الصياح سيجعل من إمكانية حصول المنطقة المعذبة على السلام صعبة. 
التعليقات (0)