هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ملف التعويضات عن خسائر الحرب والفترة الاستعمارية يعود إلى الواجهة من جديد بمطالبة الحكومة البولندية من ألمانيا في الأول من أيلول/ سبتمبر 2022، بالتفاوض من أجل دفع تعويضات عن الخسائر التي تكبدتها وارسو جراء الاحتلال الألماني لها في الحرب العالمية الثانية، والمتمثلة في مقتل 5.2 ملايين من مواطنيها، ودمار هائل بالممتلكات والبنية التحتية.
وقدرت الحكومة البولندية خسائرها بـ1.3 تريليون يورو، فيما رفضت ألمانيا هذا الطلب، وتعتبر أن مسألة التعويضات باتت قضية معلقة.
فما هو ملف التعويضات؟ وما نصيب العرب منه؟
مطالب حثيثة
شهدت السنوات الأخيرة تزايدا كبيرا للحركات الحقوقية والسياسية المنادية باعتراف الدول الغربية بجرائمها في مستعمراتها السابقة، والاعتذار عنها، وتقديم تعويضات للدول المتضررة.
وأطلقت عدة دول -على غرار بولندا- نداءات لإقناع مستعمريها السابقين بالمُضي في هذا المسار، حيث تطالب دولة بوروندي بجبر ضرر بـ43 مليار دولار من ألمانيا وبلجيكا، وقدّمت جامايكا مشروعا للحصول على 10 مليارات دولار من بريطانيا، فيما تتّحد الدول الكاريبية في مجموعة واحدة للمطالبة بتعويضات قدّرتها بـ50 مليار دولار كنقطة بداية.
أما ناميبيا، فقد توصلت إلى اتفاق مع ألمانيا، التي اعترفت بالإبادة الجماعية، وقبلت دفع 1.3 مليار دولار على مدى 30 سنة.
وباستثناء الجزائر التي توترت علاقاتها بفرنسا بسبب هذا الملف، فإن بقية الدول العربية لم تكلف نفسها عناء المطالبة بالتعويضات اللازمة، والاعتذار عن جرائم المحتلّين، ففي تونس، أسقط البرلمان في حزيران/ يونيو 2020 مذكّرة تطالب فرنسا بتقديم اعتذار رسمي عن مرحلة الاستعمار وتعويض المتضرّرين.
تعنّت استعماري
يرى المختصون في التاريخ الاستعماري أن الدول الأوروبية استفادت كثيرا من الثروات المنهوبة من المستعمرات السابقة، وأنها مدينة لهذه المستعمرات بتريليونات الدولارات.
هذه التقديرات الضخمة تُقلق قادة أوروبا، وتدفعهم إلى تجاهل مطالب الاعتذار والتعويض، فعلى سبيل المثال، شدّد مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في كانون الثاني/ يناير 2021، على أن فرنسا لن تعتذر أو تلتمس الصفح عن الانتهاكات التي ارتكبت في الجزائر خلال احتلالها، وإنما ستقتصر على القيام بخطوات رمزية لتعزيز المصالحة.
ورفضت ألمانيا طلبات التعويض التي تقدمت بها اليونان، والأمر ذاته ينطبق على عدة دول أخرى، بما فيها بلجيكا وبريطانيا.
كيف كانت غزة ملاذا أمنا للعائلات المصرية؟ (شاهد)
بروتوكول "هنيبعل".. الاحتلال يقتل جنوده!