كشف باحثون بريطانيون النقاب عن توصلهم إلى
علاج ينقذ حياة المرضى بكوفيد-19، بعد نحو عام من اكتشاف فعالية عقار الستيرويد رخيص الثمن الذي يوفر حماية من خطر الوفاة الناتجة عن الإصابة بـ "
كورونا".
ويقوم هذا العلاج الجديد، وهو باهظ الثمن، وفق تقرير لـ "هيئة الإذاعة البريطانية" اليوم الخميس، على طريقة حقن أجسام مضادة في الوريد لتحييد الفيروس، بدلا من تثبيط استجابة الجسم له.
وتشير نتائج التجربة التي تعرف باسم "ريكفري" إلى أن العلاج الجديد قد يساعد واحدا من كل ثلاثة أشخاص يعانون من إصابة حادة بكوفيد ويتلقون الرعاية في المستشفى.
ويتعين على المرضى، الذين لا تستطيع أجسامهم بالفعل تكوين أي أجسام مضادة لمكافحة الفيروس، الحصول على العلاج، الذي تصل تكلفته إلى ما بين 1000 إلى 2000 جنيه إسترليني.
ونقل التقرير شهادات لمستفيدين من العلاج الجديد، ووصفوه بأنه "علاج رائد".
وأوضح التقرير أن العلاج بالأجسام المضادة أحادية النسيلة، الذي تنتجه شركة "ريغينورون"، يكبّل الفيروس ويمنعه من إصابة الخلايا والتكاثر.
وخلصت التجربة، التي شملت نحو 10 آلاف مريض في مستشفى بريطاني، إلى أن العلاج قلل بشكل كبير من: خطر الوفاة، وطول فترة البقاء في المستشفى، (أربعة أيام في المتوسط)، واحتمال اللجوء إلى التنفس الاصطناعي.
ونقل التقرير عن مارتن لاندراي، باحث بارز مشارك في التجربة قوله: "إعطاء المرضى هذا المزيج من اثنين من الأجسام المضادة عن طريق الحقن في الوريد يؤدي في الحقيقة إلى تقليل احتمال الوفاة بواقع الخمس".
وأضاف: "ما توصلنا إليه حتى الآن هو أنه بإمكاننا استخدام علاج مضاد للفيروسات، في هذه الحالة هي تلك الأجسام المضادة، مع مرضى يواجهون احتمال الوفاة دون علاج، بواقع حالة من كل ثلاث حالات، ويمكننا تقليل هذا الخطر لديهم".
وأعطى الباحثون العلاج لمرضى كوفيد المصابين إصابة شديدة، بالإضافة إلى عقار "ديكساميثازون" المضاد للالتهابات، الذي ينتمي إلى عائلة الستيرويدات، والذي يقلل خطر الوفاة بنسبة تصل إلى الثُلث.
وقال السير بيتر هوربي، كبير الباحثين وأحد الذين علقوا على هذه التجربة، إن هناك قدرا كبيرا من الشك في ما إذا كانت علاجات الأجسام المضادة تمثل النهج الصحيح، في ظل وجود بعض الدراسات الأخرى التي تتحدث عن عدم الفائدة منها.
وأشار إلى أن استخدام بلازما الدم من المرضى المتعافين - والتي تحتوي على أجسام مضادة يجب أن تتعرف على الفيروس وتكافحه – لم يُثبت فعاليته كعلاج لكوفيد.
بيد أن العلاج بالأجسام المضادة المستخدم في تجربة "ريكفري"، يحتوي على جرعات كبيرة من اثنين من الأجسام المضادة المحددة، المصنوعة في المختبر، والتي تعتبر جيدة في الالتصاق بالفيروس الوبائي.
وأضاف السير بيتر: "إنه لأمر رائع أن نعلم أنه حتى في حالة الإصابة بمرض كوفيد-19 في المراحل المتقدمة، فإن استهداف الفيروس يمكن أن يقلل وفاة المرضى الذين فشلوا في تكوين استجابة بالأجسام المضادة بصورة ذاتية".