هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تعيش عائلة الكُرد الفلسطينية بحي الشيخ جراح في القدس المحتلة، حالة من الترقب، في أعقاب انقضاء مهلة حددتها محكمة الاحتلال للاستيلاء على عدد من المنازل، لصالح جمعيات استيطانية، حالها في ذلك، حال عدد من العائلات الفلسطينية المهددة بالتهجير.
وتمثل عائلة الكرد التي تسكن أحد منازل الحي، أيقونة في النضال ضد قرارات الاحتلال التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من منازلهم، وإخلاء مدينة القدس من طابعها العربي الفلسطيني.
وكانت الحاجه رفقة الكرد "أُم نبيل" ونجلها وحفيدتها منى في طليعة الصفوف التي تقاوم قرارات محاكم الاحتلال الرامية إلى تهجيرهم قسرا من منازلهم.
واستولى المستوطنون الإسرائيليون على جزء من منزل أم نبيل عام 2009، بعدما ادعوا في المحاكم الإسرائيلية أنهم يمتلكون المنطقة منذ عام 1885.
اقرأ أيضا: وفاة "رفقة الكرد" أيقونة مواجهة الاستيطان بالقدس.. هذه قصتها
واضطرت الكرد وأبناؤها وأحفادها الخمسة وعائلاتهم للعيش في جزء من المنزل، منفصلين عن المستوطنين بقطعة قماش معلقة في الفناء وجدار بني بين شطري المنزل.
وأقامت الكرد خيمة في ساحة منزلها أصبحت نقطة التقاء للنشطاء وأنصار حقوق الإنسان في الحي.
وأم نبيل من أوائل من سكنوا حي الشيخ جراح عام 1956، فقد بُني منزل عائلتها بين العامين 1954 و1955، مِن قِبَل الوكالة والإنشاء والتعمير الأُردُني، ولم تكُن حينَها المنطقة مأهولة بالسُكان، بل كانت منطقة أشجار وأحراش.
وفي بداية السبعينيات بدأ المستوطنون اليهود بِزِيارة المنطقة وشرعوا بالانتشار فيها والاستيلاء على المنازل وأراضي البلدة.
وبدأت معركة عائلة الكرد مع محاكم الاحتلال، حين أرسلت محكمة في شهر تموز/ حزيران 2011 إنذارا بأن المنزل الذي تسكُنُهُ ليس من حقها وليست مالكة له، بل إنه أنه ملك للجماعات الاستيطانية.
لم تستسلم عائلة أم نبيل لقرار المحكمة، حيث توجه محام منتدب من العائلة إلى المحكمة وقدم كل الأوراق والإثباتات القانونية التي تؤكد ملكيتها للمنزل، لكنها كانت تعلم جيدا أن هذا لن يفلح وأن محكمة الاحتلال منحازة، وأن ما يسعون إليه واضح جداً، وهو الاستيلاء على الحي بأكمله دون استثناء، فهُم يتمتعون بنفس طويل ويعملون بكُل جد من أجل تحقيق هدفهم تدريجياً.
ويحيط المستوطنون بمنزل أم نبيل الكرد وعائلتها من كل جانب، إذ نجح هؤلاء بمساعدة محاكم الاحتلال، في تجريد بعض الفلسطينيين من منازلهم، وتهجيرهم قسريا.. وفي سبيل دفع عائلة الكرد للرحيل، لا يتوقف هؤلاء عن ممارسة أساليب استفزازية "مقززة"، فتارة يشتمون أفراد العائلة بألفاظ نابية، وتارة يخلعون ملابسهم أمامهم، فضلا عن نظرات الحقد التي يوجهونها إلى كل ما هو فلسطيني بالمنطقة.
اقرأ أيضا: الاحتلال يعتدي على ناشطة بالشيخ جراح ويعتقل شقيقها (فيديو)
توفيت (أم نبيل) في حزيران/ يونيو العام الماضي عن عمر يناهز الـ103 أعوام، بعدما تصدرت لأكثر من عقد من الزمان لعمليات إخلاء المنازل في حي الشيخ جراح بالمدينة لصالح المستوطنين.
وعلى خطى أم نبيل، تقف حفيدتها منى على ذات الخط في مواجهة عصابات المستوطنين، ومن خلفهم من قوات الاحتلال وشرطته، ما جعلها هدفا للاعتداء والتنكيل.
وبرزت منى الكرد كأحد أبرز النشطاء في مواجهة مخططات الاحتلال الرامية إلى تهجير سكان حي الشيخ جراح، ولم تتأخر يوما على الاعتصامات والاحتجاجات التي نظمت في الحي لمواجهة مخططات الاحتلال.
وفي آخر فصول استهدافها، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، على الناشطة الكرد، وقامت باعتقال شقيقها داخل حي الشيخ جراح في القدس المحتلة.
وتترقب أربع عائلات في "الشيخ جراح" الخميس، صدور قرار من محكمة الاحتلال بشأن التماس قدمته 4 عائلات ضد قرارات طردها من منازلها.
وفي حال كان القرار سلبيا، فإن العائلات تقول إن صراعها عبر المحاكم الذي استمر سنوات يكون قد انتهى، وعليها إخلاء منازلها، في ما تخشى باقي العائلات، أن تلاقي ذات المصير.