أثار الهجوم الذي شنه رئيس البرلمان الليبي المنعقد في الشرق،
عقيلة صالح، على ما أسماه مسارات أخرى وتحريضه للبعثة ضد هذه التحركات مزيدا من التساؤلات حول أهداف صالح من هذه التحركات، التي جاءت مباشرة بعد اتفاق بين النواب على توحيد البرلمان.
وقال صالح؛ إن "المسارات الموازية تحاول إفشال الحوار الليبي الذي ترعاه بعثة
الأمم المتحدة وعلى هذه البعثة التنبه لذلك وأخذ اللازم، مشددا على ضرورة وقف التدخل الخارجي في
ليبيا، ومطالبا أعضاء ملتقى الحوار بتغليب المصلحة الوطنية على الشخصية"، وفق تصريحات تلفزيونية.
"تغيير رئاسة البرلمان"
من جهته، أكد عضو البرلمان الليبي الموجود في طنجة المغربية الآن، محمد راشد لـ"عربي21"، أن "أغلب الأعضاء الذين حضروا جلسات المغرب التشاورية، متفقون على ضرورة تغيير رئاسة مجلس النواب عبر الانتخابات".
وأشار في تصريحات خاصة من المغرب إلى أن "هذه الخطوة الخاصة باختيار رئاسة جديدة للبرلمان، من المتوقع أن تواجه عراقيل وصعوبة حال طرحها في الجلسة المقبلة في مدينة غدامس"، وفق توقعاته.
ومن الأسئلة التي طرحها هجوم عقيلة صالح على المسارات الأخرى غير الملتقى: هل يغازل صالح أعضاء الملتقى للقبول به رئيسا للرئاسة الجديدة؟ أم يحاول تصفية حساباته مع النواب الذين اجتمعوا في المغرب لتوحيد البرلمان ومن ثم تغييره؟.
"عرقلة التوافق"
في حين أشارت عضوة هيئة صياغة الدستور الليبي، نادية عمران إلى أن "عقيلة صالح ساهم منذ بداية عمل مجلس النواب في تشتيته وعدم تطبيق اللائحة الداخلية للمجلس، وأيضا عدم قيام مجلس النواب بتنفيذ استحقاقاته الدستورية والقانونية، ومن ثم هو مجلس "فاشل" بكل المقاييس"، حسب تعبيرها.
وأوضحت في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن "هجوم صالح الآن موجه للجهود المبذولة حاليا للم شمل مجلس النواب في جلسة رسمية، سيكون أول محاورها تغيير رئاسة المجلس؛ يعني تغيير عقيلة، لذلك سيسعى الأخير لعرقلة هذا الاجتماع وأي توافق".
وبخصوص قدرة ملتقى الحوار السياسي على حسم المناصب القيادية في البلاد ومنها رئاسة الحكومة والرئاسي الجديد قالت عمران: "من غير المتوقع على المدى القريب التوصل لاتفاق بهذا الخصوص لكثرة الخلافات وتعددها بين أعضاء الملتقى"، كما ذكرت.
"تناقضات وتخوفات"
في حين رأى الكاتب السياسي الليبي، فرج فركاش، أن "تصريحات صالح تحمل في طياتها بعض التناقضات، وتنم عن عدم معرفة أو تجاهل لما يدور حوله؛ كون البعثة الأممية نفسها باركت اجتماع طنجة. كما أنها تشير إلى تخوفات من قبله على منصبه كرئيس للبرلمان، وكذلك تلاشي فرص وصوله إلى رئاسة المجلس الرئاسي الجديد، خاصة مع توحيد البرلمان".
وأضاف لـ"عربي21": "المعضلة الآن ستكون في مدى قابلية مناصري عقيلة صالح في الشرق بخطوة توحيد البرلمان خاصة القيادة العامة (
حفتر)، التي يبدو أن مصيرها واستمرارها مرتبط باستمرار عقيلة في منصبه؛ لذا طالب الأخير اللجنة العسكرية (5+5) بتحديد المدينة التي سينعقد فيها البرلمان"، كما رأى.
وتابع: "ربما يكون طلب عقيلة بتحديد المدينة هدفه إعطاء حفتر الضوء الأخضر لتعطيل جلسة البرلمان المقبلة بحجة الظروف الأمنية، كما أن عقيلة يعدّ حتى الآن ممثلا سياسيا لبعض القوى الدولية، وعلى رأسها روسيا التي زارها مؤخرا".
"إرضاء حفتر وتقويته"
الباحث الليبي ورئيس مؤسسة الديمقراطية وحقوق الإنسان، التي مقرها "واشنطن"، عماد الدين المنتصر، رأى من جانبه أن "الحفاوة والتشجيع الذي أصبح يتلقاه عقيلة صالح من المجتمع الدولي، قد يدفع به لمحاولة الخروج ولو قليلا من قبضة حفتر الحديدية".
واستدرك: "لذا يحاول بعض النواب استغلال الاجتماعات المتكررة والتقلبات السياسية الحالية باستبدال عقيلة بشخصية أشد ولاء وطاعة لخليفة حفتر أو على الأقل تهديد عقيلة باحتمال تغييره إن فكر في حد أدنى من الاستقلالية، فهو تسابق من بعض النواب لإرضاء حفتر ولإحكام سيطرته على البرلمان، وضمان عدم انفلات بعض الشخصيات التي قد تحاول الخروج عن الدور المرسوم لها"، بحسب تصريحه لـ"عربي21".