هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
جدد المرشح الديمقراطي، جو بايدن، هجومه على تركيا، في الوقت الذي تحتدم فيه المنافسة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية المقبلة.
وفي تصريحات له أول أمس، قال بايدن، الذي هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق ما أثار غضب أنقرة، إنه سعيد بانخفاض التوتر بين أثينا واليونان في شرق المتوسط، داعيا لإبقاء أنقرة خارج الحرب بين أرمينيا وأذربيجان.
وأضاف المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية أنه يجب إعادة "آيا صوفيا" إلى متحف مرة أخرى.
تصريحات بايدن، التي أثارت غضب أنقرة مجددا، لم تكن بسبب الحرب بين أذربيجان وأرمينيا، فقد سبق له أن دعا لإبعاد تركيا عن تلك المنطقة عبر حسابه في "تويتر"، بل كان متعلقا بما قاله عن "آيا صوفيا"، بحسب ما قالته صحيفة "خبر ترك" وترجمته "عربي21".
وقالت صحيفة "خبر ترك"، إن المرحلة التي تتم فيها مناقشة السياسة الخارجية في الانتخابات الأمريكية لم تطرح بعد، وما زالت القضايا الداخلية هي السائدة حاليا في الولايات المتحدة، بما فيها صحة الرئيس الأمريكي بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد.
ورأت أن تصريحات بايدن بشأن تركيا الأخيرة لها أهداف انتخابية، ولا تتعلق بالسياسة الخارجية له.
اقرأ أيضا: أنقرة تنتقد تصريحات لبايدن حول قره باغ وتركيا
الأصوات اليونانية والأرمينية
وذكرت الصحيفة، أن تصريحات جو بايدن الأخيرة حول الصراع التركي-اليوناني كانت في "ناشيونال هيرالد"، وهي صحيفة أسبوعية تنشر في الولايات المتحدة منذ 105 سنوات، وغالبية قرائها من الجالية اليونانية.
وأضافت أن تلك التصريحات كان هدفها استقطاب الأصوات من الجالية اليونانية في الولايات المتحدة لصالحه في الانتخابات.
وأشارت إلى أن ولايات ميتشيغان وويسكونسن وفلوريدا، التي يجب أن يفوز فيها بايدن حتى يصبح رئيسا، لديها أيضا عدد كبير من السكان اليونانيين.
ولفتت إلى أن صوتا واحدا في تلك الولايات له قيمة كبيرة، موضحة أن ترامب نجح في هزيمة هيلاري كلينتون فيها، ووصل إلى البيت الأبيض، على الرغم من حصوله على أصوات أقل بملايين عدة، مضيفة أنه لذلك السبب يسعى بايدن لاستقطاب أصوات أي مغترب فيها.
وأوضحت أن بايدن يحاول استعطاف السكان الأرثوذكس، الذين استاؤوا من إعادة اعتبار "آيا صوفيا" مسجدا، وكانوا ينتظرون موقفا حازما بشأن هذه المسألة من ترامب ووزارة الخارجية.
وأضافت أن بايدن يوجه رسالة إلى هذه الفئة من الناخبين، بأنه سيحمي مصالحهم بشكل أفضل على الساحة الدولية.
وبشأن تصريحاته حول الحرب بين أذربيجان وأرمينيا، أوضحت الصحيفة أن الهدف منها استقطاب السكان الأرمن في الولايات المتحدة، كما يفعل جميع المرشحين للرئاسة.
ولفتت إلى أنه بالنسبة لبايدن، فإن فئة الأرمن مهمة جدا له، بسبب الكثافة السكانية لهم في كاليفورنيا، الولاية التي تم فيها اختيار مرشحته لنائب الرئيس كامالا هاريس سيناتورا في مجلس الشيوخ.
اقرأ أيضا: أردوغان عن بايدن: عقلية مريضة تحكم ساسة أمريكيين
وأكدت أن السياسيين في الولايات المتحدة يسعون دائما لاستقطاب الأرمن، الذين يشكلون كتلة مهمة في البلاد حتى من الناحية الاقتصادية، لذلك يتسابقون بتقديم الوعود بالاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن.
ورجحت الصحيفة أن تصريحات بايدن بشأن تركيا ليس لها علاقة بالسياسة المتغيرة للبيت الأبيض مستقبلا، بل خطوة استراتيجية تستهدف الناخبين في البلاد.
الموقف التركي
ونوهت إلى أنه ليس من الصواب أن تتخذ تركيا موقفا معينا بسبب الكلمات التي يتفوه بها مرشحو الرئاسة الأمريكية لأغراض انتخابية.
واستدركت بأنه إذا فاز بايدن في الانتخابات الرئاسية، فإن الخطوة الأولى له تكمن في بدء العلاقة مع تركيا من الصفر.
وتوقعت أن بايدن الذي عمل في عهد أوباما، يدرك جيدا أنه بخصوص تركيا والمنطقة لن تحدث تغيرات كبيرة جدا في سياسة الولايات المتحدة الخارجية، لأنه عند النظر إلى المصالح الأمريكية فلا يتوقف الأمر بشأن من هو الرئيس.
لا مراهنة على العلاقات الشخصية مع ترامب
وأشارت إلى أنه لطالما اعتقدت أنقرة أن انتخاب دونالد ترامب لولاية ثانية يمكن أن يكون أفضل لمصالحها، بسبب العلاقات الشخصية بينه وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي تتجاوز مؤسسات البلدين.
اقرأ أيضا: سياسيون أتراك ينتقدون تصريحات لـ"بايدن" هاجم فيها أردوغان
وأوضحت أن الرئيس التركي كان يسعى دائما لتجاوز الخلافات بين البلدين؛ من خلال التواصل الشخصي مع ترامب، وقد كان ذلك ميزة كبيرة، ولكن في أزمة شرق المتوسط كان تدخل الرئيس الأمريكي محدودا نوعا ما.
وفي إشارة للزيارة التي أجراها وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إلى اليونان دون تركيا، رأت الصحيفة أنه ليس من الجيد الرهان على العلاقات الشخصية مع ترامب، الذي قد يخلق أزمة في أي وقت.
أين التكتل التركي في الولايات المتحدة؟
وشددت الصحيفة على أن القضية الرئيسة التي يجب أن تركز عليها تركيا، هي: "لماذا لا يمكن تشكيل تكتل قوي في الولايات المتحدة التي يعيش فيها حوالي 300 ألف تركي؟".
ولفتت إلى أن عدد اليونانيين المقيمين في الولايات المتحدة يبلغ 1.4 مليون نسمة، وهو أكبر من عدد الأتراك.
وأوردت أن التأثير الثقافي للكتلة الأرمينية في الولايات المتحدة كبير، فلا يمكن احتقارها، مشيرة على سبيل المثال إلى تأثير صاحبة النفوذ "عائلة كارداشيان"، التي تدر جزءا من أموالها لزيادة الوعي بشأن الإبادة الجماعية للأرمن.
وتابعت بأن كيم كارداشيان حاليا تتمتع بميزة التواصل المباشر مع الرئيس الأمريكي، والعمل معه على إطلاق سراح السجناء والإصلاح القضائي.
وأضافت الصحيفة أن بايدن والآخرين سيواصلون الإدلاء بتصريحات ترضي السكان اليونانيين والأرمن في الولايات المتحدة.
وختمت الصحيفة بأنه عندما تنشئ تركيا تكتلا قويا لها في الولايات المتحدة، وذلك يعد أمرا مستحيلا دون دعم السلطات، فإن المرشحين للرئاسة الأمريكية سيأخذون الأتراك الأمريكيين على محمل الجد.