هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يشهد الملف الليبي حالة تسارع دولي ومحلي من أجل الوصول إلى تفاهمات واتفاقات لحسم المرحلة سلميا والوصول إلى حكومة موحدة ومجلس رئاسي جديد من شأنهما تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية في البلاد.
وعقدت ألمانيا اجتماعا دوليا موسعا حول الأزمة الليبية تحت مسمى قمة "برلين2" من أجل التأكيد على مخرجات برلين السابقة وحث الأطراف الليبية والدول الإقليمية على ضرورة الوصول إلى حلول سلمية للأزمة، وسط تأكيدات من قبل الخارجية الألمانية بأن تشكيل حكومة ليبية جديدة سيحسم خلال أسابيع قليلة.
"تفاهمات ومهلة السراج"
وفي المغرب، اتفقت لجنة الحوار الليبي من برلمان ومجلس الدولة على حسم ملف المناصب السيادية والتوقيع على مخرجات التفاهمات التي أجريت هناك، والاستعداد للعودة إلى ليبيا لطرح كل مجلس ما تم التوصل إليه للتصويت والانتقال إلى مرحلة تشكيل حكومة ورئاسي جديد.
اقرأ أيضا: جلسات حوار بشأن ليبيا بالمغرب ومؤتمر بألمانيا.. تفاؤل حذر
وتأتي هذه الخطوات وسط مهلة منحها رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج لطرفي الحوار من أجل تشكيل حكومة جديدة نهاية الشهر الجاري ليقوم هو بتقديم استقالته وتسليم المهام لرئيس حكومة جديد، ما طرح تساؤلات حول قدرة المجلسين على حسم الأمر؟ ومدى مساهمة مخرجات برلين 2 والمغرب في تحقيق ذلك؟ وإلى أين يتجه الملف الليبي بعد مشاورات المغرب وبرلين؟
"حروب حفتر"
وتوقع الضابط الليبي عقيد، سعيد الفارسي في حديثه لـ"عربي21" أن "مخرجات المغرب وبرلين 2 لن تطبق إلا بالحرب في ظل وجود مرتزقة روس في مناطق هامة واستراتيجية في ليبيا، أما بخصوص مشاورات البرلمان ومجلس الدولة فالأول غير شرعي لانقسامه وعدم اكتمال النصاب".
وأضاف: "في حين أن مجلس الدولة هو مجرد جسم استشاري وغير معني باتخاذ أي قرار لذا لا أتوقع إنجاز أي مهام بين المجلسين وحتى لو نجحا فسيتم إفشالها في ظل وجود حفتر الذي لا يرى غير الحروب للوصول إلى الحكم بقوة السلاح"، كما صرح.
"عراقيل ووقت أطول"
ورأت الأمين العام لحزب الجبهة الوطنية الليبي، فيروز النعاس أن "مخرجات المغرب لا معنى لها ولن تجد من يطبقها، ولا يمكن لمجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة حسم أي أمر ولن يقدموا أي حلول حقيقية حاليا كون الأمر يحتاج إلى جهود ووقت أطول".
وأكدت خلال حديثها مع "عربي21" أنه "بخصوص التصريحات الألمانية حول حسم أمر الحكومة الليبية الجديدة فالمقصود بها أن الأمر سيتم في جلسة الحوار المرتقبة والتي إلى الآن تواجهها العديد من العقبات سواء على مكان الانعقاد أو على تشكيلها ومعايير اختيار المشاركين، لذا فالأمر لا زال بعيدا ويحتاج الكثير من الوقت والجهد"، حسب تصريحاته.
"تسوية وحسم قريبا"
لكن الكاتب والباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد أشار إلى أن "التسوية السياسية في ليبيا دخلت مراحلها الأخيرة، وربما نرى ملامح أكثر وضوحاً لها في الأيام القادمة، وأعتقد أن السراج سيستمر إلى حين تولي سلطة جديدة".
اقرأ أيضا: لجنة الحوار الليبي بالمغرب: لا خلافات حول المناصب السيادية
وتابع: "هناك خلافات كبيرة حول التفاصيل بالطبع، لكن الجميع يدرك أن التسوية هي أكثر الحلول وإمكاناً، والكل يريد أن يكون طرفاً فاعلاً ضمن مخرجاتها، ومن المرجح أن أولى جولات الحوار القادمة ستؤكد عزم مختلف الأطراف على لعب دور هام فيها"، وفق تصوراته وتصريحه لـ"عربي21".
"مرحلة دائمة"
الأكاديمي الليبي، عماد الهصك رأى بدوره أنه "كون كل هذه المسارات جاءت بمباركة ودعم الأمم المتحدة فإن هذا يدل على رغبة جدية منها لإيجاد حل للأزمة الليبية، إذن الوضع يسير نحو حلحلة الأزمة، وذلك بتشكيل حكومة وحدة وطنية عمرها عام ونصف، هدفها توحيد مؤسسات الدولة وتهيئة الوضع السياسي؛ تأسيسًا لمرحلة دائمة، يُستفتى فيها على الدستور، وتُنتخب السلطات جميعها، بعد أن تفكك الأجسام السياسية الموجودة الآن في المشهد".
واستبعد خلال تصريحه لـ"عربي21" اندلاع أي حروب الآن، وأن كل التحشيدات العسكرية هي لفرض واقع على الأرض؛ تنبيهًا للمتحاورين، وإرسال رسالة مفادها: بأن "المشير" حفتر ما زال رقمًا مهمًا في المعادلة الليبية لا يمكن تجاهله في أي اتفاق سياسي مقبل، لأن المجتمع الدولي ليس لديه رغبة في الدخول في حرب مجهولة النهاية، المآلات"، كما قال.