هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رغم أن التصريحات من قبل الأطراف الليبية المجتمعة في المغرب أو في جنيف تشير إلى توافق وتقارب وجهات نظر وقرب الوصول إلى رؤية لحل سياسي شامل للأزمة الليبية، إلا أن دولة "روسيا" تعلن عن بدء مفاوضات ومشاورات مع فرنسا من أجل تسوية سياسية في ليبيا، ما أثار تساؤلات وتكهنات حول الخطوة.
وأكدت الخارجية الروسية أن "مشاورات مع دولة فرنسا بشأن ليبيا ستعقد في موسكو يوم غد 11 أيلول/ سبتمبر الجاري لبحث تسوية سياسية للأزمة الليبية على أساس قرارات مؤتمر برلين الأخيرة وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2510".
"مواقف متناقضة"
وتأتي هذه الخطوة وسط مشاورات لا زالت تعقد بين "موسكو وأنقرة" بخصوص ليبيا خاصة ملف "سرت-الجفرة"، وكذلك تأييد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وبين حالة "تلاسن" واحتقان بين فرنسا وتركيا بخصوص ليبيا والمتوسط".
خطوة تقارب وتشاور بين "موسكو وباريس" الآن تثير عدة تساؤلات حول أهداف الخطوة وتوقيتها وتأثيرها على لقاءات "جنيف والمغرب"، وهل تهدف للتشويش على أي حلول سياسية أم تضغط على تركيا؟
"ضغط على تركيا"
من جهته، رأى وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر أن "هذه المشاورات الآن تأتي في إطار الصراع على تقاسم "الكيكة" الليبية علاوة على تقاسم النفوذ في المنطقة، ففرنسا تجاهد لحماية مستعمراتها وإبعاد تركيا متنامية النفوذ عنها وروسيا تعمل على إيجاد موطيء قدم في ليبيا".
اقرأ أيضا: لافروف ينفي نقل مرتزقة وأسلحة من "حميميم" إلى ليبيا
وأكد في تصريحه لـ"عربي21" أن "روسيا تستغل هذه المشاورات والتقارب مع فرنسا في الضغط على تركيا لتقديم تنازلات في ليبيا لصالحها، وهذا لا يعني أن ما تقوم به "أنقرة" في ليبيا هو عمل خيري لكن قد يصب في مصلحة جميع الأطراف تحقيق الوصول إلى حل سياسي يجنبهم المواجهات العسكرية المكلفة"، كما رأى.
"عرقلة وتشتيت"
في حين أكد أستاذ القانون الدولي والأكاديمي المصري، السيد أبو الخير أن "هذه الخطوة من قبل موسكو هدفها الأول محاولة التشويش وعرقلة ما يحدث من تقارب في "جنيف والمغرب" وعرقلة أي محاولات قادمة لوضع تسوية سلمية وذلك بهدف دفع الأمور لصدام عسكرى لمنع استقرار ليبيا والضغط على أنقرة".
وحول أهداف المشاورات في هذه التوقيت، قال لـ"عربي21": "الأمر له علاقة بموقف "تركيا" خاصة بعد حالة العداء بين أنقرة وباريس وحالة الشد والجذب بين موسكو وأنقرة، فروسيا لن تقف أبدا مع تركيا ضد أوروبا، لذا فجلوسها مع الفرنسيين الآن هدفه إفشال أية تسوية سياسية خاصة أن موسكو عمليا لا تزال تدعم "حفتر""، حسب تصوره.
"خطوة بعيدة عن المغرب وجنيف"
لكن الأمينة العامة لحزب الجبهة الوطنية الليبي، فيروز النعاس رأت أن "مشاورات موسكو وباريس ليس لها أي علاقة أو صلة بالحوارات في المغرب وجنيف، وقد يكون الموضوع بهدف عقد تحالف لمواجهة تركيا خاصة بعدما كثر الحديث عن "سرت والجفرة" مناطق منزوعة السلاح وهذه المناطق يتواجد بها مرتزقة "الفاغنر" ويسيطرون عليها".
اقرأ أيضا: انتهاء الحوار الليبي بالمغرب.. واتفاق على المناصب السيادية
وأوضحت: "بمعنى أنه سيتم التنسيق بين روسيا وفرنسا وتوحيد الجهود لمواجهة تركيا والضغط الدولي لإخراج القوات الروسية من سرت والجفرة وهنا نذكر أن تدخل روسيا بهذه القوة على الأرض أضعف موقف فرنسا في ليبيا وجعلها في مواجهة مع الناتو وقد تحاول فرنسا استعادة موقفها عن طريق التنسيق والتحالف مع روسيا"، كما قالت لـ"عربي21".
"إعادة حفتر للمشهد"
الباحث السياسي المختص بالملف الليبي، عباس محمد صالح أشار إلى أنه "من مصلحة موسكو تشتيت جهود الحل في ليبيا وإرباك الحسابات أمام الجميع، كما فعلت في سوريا، ما دامت هي منخرطة مع أحد أطراف النزاع، وتجمع موسكو وباريس مصلحة مشتركة هي حرمان تركيا من قطف ثمار دعمهم لحكومة الوفاق، وبالتالي العمل على إشراك فاعلين ليبيين آخرين خاصة الذين يعارضون تركيا".
وفي تصريحات لـ"عربي21" أضاف: "هذه المشاورات ليست بهدف إيجاد حلول للأزمة الليبية لكنها جاءت لتحقيق مصالح خاصة بفرنسا وروسيا، لذا ربما تكون الخطوة هدفها إعادة "حفتر" للمشهد الليبي أو فرض أي طرف ليبي يحقق مصالحهما هناك"، وفق تقديره.