هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طالب حقوقي فلسطيني مختص بشؤون الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، المقاومة الفلسطينية وحركة حماس، بالعمل على تحريك ملف الأسرى، والضغط على الاحتلال من أجل إتمام صفقة تبادل جديدة.
وفي تعليقه على واقع الأسرى داخل سجون
الاحتلال عقب استشهاد الأسير داوود الخطيب (41 عاما) داخل سجن عوفر الإسرائيلي الأربعاء،
وكيفية تحريك صفقة تبادل للأسرى مع الاحتلال، أوضح عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الدراسات
والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أنه "في حال كانت إسرائيل غير معنية
بإتمام الصفقة وغير مستعدة لدفع استحقاقات التبادل، فنحن معنيون بإتمامها في أقرب وقت".
وشدد فروانة في تصريح وصل إلى "عربي21"
نسخة منه، على ضرورة أن "تلجأ المقاومة إلى أدوات للضغط على الاحتلال والمجتمع
الإسرائيلي، من أجل إجبار حكومة الاحتلال على تغيير نهجها، والتعاطي بجدية مع هذا الملف،
ودفع ثمن التبادل".
ونوه فروانة إلى أن "أدوات الضغط
متروكة للمقاومة ولحركة حماس التي تأسر الإسرائيليين، لاختيار ما يناسب المرحلة ويحقق
الهدف في تحريك المياه الراكدة، ومن هنا يجب البحث عن أدوات ضاغطة وأعتقد أنها كثيرة".
وعن تطور الأحداث داخل سجون الاحتلال،
طالب الجميع بـ"اتخاذ خطوات توجع الاحتلال، كما أوجعنا استشهاد الخطيب ومن قبله
المئات من الأسرى"، متابعا: "يجب أن يشعر الاحتلال، أنه سيدفع الثمن في ظل
تردي أوضاع الأسرى في سجونه".
اقرأ أيضا: تفاصيل الشهداء الأسرى بعد رحيل الغرابلي (إنفوغرافيك)
ومع استشهاد الأسير الخطيب، ارتفاع بحسب
المختص عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ العام 1967 إلى 225 شهيدا؛ 73 نتيجة التعذيب،
70 نتيجة الإهمال الطبي (بينهم 3 منذ بداية 2020)، 75 نتيجة القتل العمد بعد الاعتقال،
و7 بعد إصابتهم بالرصاص داخل السجن، إضافة إلى استشهاد مئات آخرين بعد خروجهم من السجن
متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون الإسرائيلية.
وفي السياق ذاته، تساءل فروانة:
"هل تثبت الأيام أن الشهيد الخطيب، كان أول ضحايا كورونا في سجون الاحتلال؟"، معتبرا أن هذا "سؤال مشروع
في ظل المعطيات التي شهدها سجن عوفر مؤخرا".
إجراءات الوقاية
ولم يستبعد أن "تكون هناك علاقة
ما بين استشهاد الأسير المريض الخطيب وفيروس كورونا، وربما كان هو أول ضحايا كورونا
داخل سجون الاحتلال، رغم زعم الاحتلال أن سبب الاستشهاد كان جلطة قلبية؛ دعونا ننتظر"،
لافتا إلى أهمية أن يعمل الأسرى داخل السجون إلى "توثيق الأحداث والأعراض التي
ظهرت عليه وسبقت الاستشهاد".
وربط رئيس وحدة الدراسات والتوثيق، بين
توقيت استشهاد الخطيب وما سبقه بوقت قليل، عن إعلان الاحتلال عن "إصابة عدد كبير
من الأسرى داخل سجن عوفر بكورونا، وتكتم الاحتلال على أسماء المصابين وأعدادهم الحقيقية"،
لافتا إلى وجود "شح في أدوات التعقيم، وتدني مستوى إجراءات السلامة، وغياب جهة
طبية محايدة تشرف على الفحوصات التي تجرى للأسرى، وتطلع على حقيقة النتائج، وتراقب اتخاذ
إجراءات الوقاية والسلامة".
وطالب بوجوب العمل على "كسر الحصار
عن السجون، وإرسال المؤسسات الدولية وفدا طبيا دوليا محايدا لزيارة السجون الإسرائيلية،
والعمل على الإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السن".
يذكر أن "كتائب القسام" الجناح
المسلح لحركة "حماس"، أعلنت في 20 تموز/ يوليو 2014، أنها أسرت الجندي الإسرائيلي
آرون شاؤول خلال الحرب، في حين كشف الاحتلال في مطلع آب/ أغسطس 2014، عن فقدانه الاتصال
بالضابط الإسرائيلي هدار غولدن في رفح، جنوب القطاع.
وفي تموز/ يوليو 2015 كشف الاحتلال عن
اختفاء الجندي أبراهام منغستو، بعد تسلله عبر السياج الأمني إلى شمال قطاع غزة، وهو
جندي في حرس الحدود من أصول إثيوبية، فر إلى غزة في السابع من أيلول/ سبتمبر 2014،
إضافة إلى جندي آخر من أصول بدوية يدعى هشام السيد، كان قد فقد على حدود غزة بداية
عام 2016.
اقرأ أيضا: استشهاد أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال.. وتنديد واسع
وترفض "كتائب القسام" الكشف
عن عدد أو مصير الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، وتشترط من أجل البدء في مفاوضات
غير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي لعقد صفقة تبادل جديدة للأسرى، إفراج الاحتلال عن الأسرى المحررين كافة في صفقة وفاء الأحرار (صفقة جلعاد شاليط) ممن أعاد الاحتلال اعتقالهم
مرة أخرى.
وعن القلق المتصاعد على مصير الأسرى داخل
سجون الاحتلال، قال فروانة وهو أسير محرر: "صحيح تحررنا من السجن، ولكن السجن
يرفض الرحيل، فما زلنا نعيش السجن بتفاصيله، ونعايش الأسرى ظروفهم الحياتية، ونتحسس
آلامهم ونلتصق بقضيتهم، وكلما ورد إلينا خبر من السجن نتخيل لو كنا هناك، ونسترجع ما
كنا نتعرض له، فنزداد ألما ووجعا، ونزداد أيضا التصاقا بهم".
ونوه إلى أن "معاناة المحررين كبيرة
ومؤلمة، مع تصاعد الهجمة على الأسرى القابعين هناك وراء الشمس، وما يزيد من قلقنا هو
الحالة المتصاعدة من القمع والاستهتار الإسرائيلي المتواصل بحياتهم وأوضاعهم الصحية".
وتابع: "ومما يقلقنا أكثر وأكثر
على الأسرى المرضى، أننا نخشى استقبال المزيد من الأسرى الشهداء في ظل استمرار المعطيات
الخاصة، وفي ظل تراجع دور الحركة الأسيرة في مواجهة السجان، وانشغال الخارج بهمومه
وتداعيات الانقسام".