هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيزافيسمايا" الروسية مقالا للكاتب إيغور سوبوتين تناول فيه اتفاقية مد إسرائيل خط أنابيب لنقل الغاز "ميد إيست" بالتعاون مع قبرص واليونان بما يضر المصالح الروسية والتركية.
ونوه إلى أن الحكومة الإسرائيلية صادقت على اتفاقية مع اليونان وقبرص لبناء
خط أنابيب غاز شرق المتوسط (ميد إيست)، الأحد الماضي، وهو مشروع منافس بشكل مباشر لمشروع
"السيل التركي".
وأوضح أن الإسرائيليين حذرون في التعليق على أهداف "ميد إيست"
حتى لا تتفاقم الخلافات مع تركيا.
وتقتصر تصريحات المسؤولين
الإسرائيليين على ذكر الفوائد الاقتصادية الهامة للمشروع، والحاجة إلى تعزيز الأمن في
المنطقة.
ويقول الكاتب إن تضارب المصالح مع أنقرة "أمر لا مفر منه"، ويوضح أن "خط أنابيب
الغاز يجب أن يمر عبر مناطق بحرية غير محددة ومحط نزاعات إقليمية".
اقرأ أيضا: الاحتلال يصادق على اتفاقية "ميد إيست" لنقل الغاز إلى أوروبا
وأشار إلى النزاع بين تركيا واليونان وقبرص على جزء من المنطقة
البحرية، إذ تعتبر أنقرة أن بعضها يتبع المنطقة البحرية الخاصة بها.
وبكل تأكيد فإن مشروع "ميد إيست" "يغلق الطريق أمام مشروع "السيل التركي" بين موسكو وأنقرة، وفقا للكاتب.
وأشار إلى أن خط أنابيب الغاز الإسرائيلي يحظى بدعم أمريكي، حيث أن لواشنطن مصلحة
في تقليل اعتماد العواصم الأوروبية على الغاز الروسي.
ولفت إلى أن الاعتراف بحق قبرص
في استغلال ثروة حقل "أفروديت" للغاز الطبيعي (يقع قبالة السواحل
القبرصية وتدعي تركيا أيضا الحق به)، بالإضافة إلى حقل "كاليبسو"، يمنح الأمريكيين
أداة جيدة للضغط السياسي على أنقرة، التي تستغل جودة علاقاتها مع روسيا لابتزاز النخبة
الأمريكية، على حد تعبيره.
ويقول: "درجة حساسية هذه المسألة للقيادة التركية، توضحها محاولات
أنقرة القيام بأعمال استكشاف جيولوجية في المناطق المتنازع عليها".
واعتبر أن مصادقة "إسرائيل" على "ميد إيست" أوضحت "الشائعات
حول إمكانية إنشاء خط أنابيب غاز تركي-إسرائيلي".
لكن، ووفقا للكاتب، فإن شكوكا تحيط بالمشروع، منها: أن خط الأنابيب
يبدأ رحلته من حوض النفط والغاز المشرقي على بعد حوالي 200 كيلومتر جنوب قبرص، ثم يذهب
إلى جزيرة كريت اليونانية، ثم يمتد على طول البر الرئيسي لليونان، وينتهي على ساحل
منطقة بوليا في شرق إيطاليا.
وعليه، يجب وضع 1300 كم من الأنابيب تحت الماء. في
حين يتجاوز عمق البحر في بعض المناطق التي يغطيها المشروع 3 كيلومترات.
وتعد تكلفة المشروع أحد التحديات القائمة أمامه، فمن
المتوقع أن تتجاوز تكلفة خط الأنابيب المبلغ المقدر بـ7 مليارات دولار، ووفقا لتقديرات
مستقلة يمكن أن تصل إلى ما بين 11 و 12 مليار دولار.
كما أن الفكرة سيكون لديها منافسين ليس فقط "السيل
التركي"، ولكن أيضا مشاريع أخرى، مثل محطة الغاز الطبيعي المسال في قبرص، أو خط
الأنابيب القبرصي إلى مصر.
ونبه إلى أن الكلمة الأخيرة في المشروع تعود إلى إيطاليا، حيث
انتقد بعض السياسيين هناك المشروع، بما في ذلك بسبب التأثير السلبي المحتمل على البيئة.
ويقول الكاتب: "في مجتمع الأعمال الإسرائيلي يقولون إن الشركات التي
تسيطر على حقل لوياثان (Delek، Ratio Oil، Noble Energy) قد تفضل إيصال الغاز إلى تركيا إذا سمح الوضع
السياسي بذلك".
ويختم بالقول: "إلا أن كل شيء يدل حتى الآن على أن إسرائيل وتركيا
تقفان في خندقين متواجهين".