هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" افتتاحية، تساءلت فيها عن التخبط الأوروبي حيال ليبيا، وقالت إن الاتحاد الأوروبي التزم بسياسة قوية وصارمة في تعامله مع فيروس كورونا.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته"عربي21"، إن قادة الإتحاد الأوروبي يضعون خطة مالية مثيرة للإعجاب وتشمل ردا على وباء فيروس كورونا، لكنه ولسوء الحظ لم يضع نفس الخطة المتناسقة في مجال السياسة الخارجية، خاصة في النزاعات التي تجري قرب حدود دوله الجنوبية.
ولفت التقرير إلى أن أهم ما يدعو للقلق هو النزاع في ليبيا والذي تعاني فيه جهود الاتحاد الأوروبي لنشر الاستقرار من التخبط وقد تزيد من سوء الامور هناك.
وانهارت الأوضاع في هذا البلد بعد سقوط القذافي عام 2011 في ثورة شعبية أسهم فيها حلف الناتو بدور مهم، وأنهى بذلك حكم الديكتاتور الذي حكم ليبيا منذ عام 1969.
إلا أن السلطة أصبحت محل تنازع فيه ومنذ عام 2014 بين الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس والقوات التابعة للجنرال خليفة حفتر التي تسيطر على الشرق.
وكما هو الحال في سوريا فقد حدد التدخل الخارجي، خاصة تركيا وروسيا وتراجع الدور الأمريكي مما يمكن للاتحاد الأوروبي عمله.
وتقول الصحيفة إن المبادرة الأخيرة للاتحاد الأوروبي واسمها "إيريني" والتي تعني السلام باللغة اليونانية لم تصمم بشكل جيد ولم تقرب الخلافات بين دول الاتحاد الأوروبي.
اقرأ أيضا : رفض تركي لـ"إيريني".. ما مصير العملية الأوروبية في ليبيا؟
وتهدف الخطة في مجملها لفرض حظر تصدير السلاح لكل أطراف النزاع، لكن الصحيفة ترى في الخطة فشلا منذ البداية، فهي مصممة بالتحديد لاعتراض الشحنات العسكرية التركية المرسلة عبر البحر إلى طرابلس، ما يعني مراقبة طرف واحد فقط، ما قد يفهم على أنه دعم غير مقصود للجنرال حفتر الذي يتلقى دعمه العسكري أيضا عبر الجو والبر من الإمارات العربية المتحدة ومصر.
وبهذه الطريقة قد تنتهي العملية بدعم الجنرال وليس حكومة الوفاق الوطني التي تدعمها الأمم المتحدة ويعترف بها الإتحاد الأوروبي.
وقال التقرير إنه ليس من السر في شيء، تعاطف فرنسا مع حفتر الذي تراه حليفا في سحق الجماعات الإسلامية المتطرفة.
وتميل اليونان وقبرص إلى جانب حفتر نظرا لمعاهدة ترسيم الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا والتي قد تزيد تأثير أنقرة في شرق المتوسط.
وفي الأثناء قد تؤدي عملية إيريني إلى نزاعات بين دول الاتحاد الأوروبي نفسه،بشأن مسألة اللاجئين القادمين من أفريقيا.
ويلفت التقرير إلى أنه ورغم تقلص عدد المهاجرين صيف 2017، إلا أن كلا من النمسا وهنغاريا تقولان إن عددا من المهاجرين قد يتم تهريبهم على قواب المهربين من أجل إنقاذهم قرب الشواطئ الأوروبية.
وهذا النقد ليس جديدا ولكنه عبارة عن كلام يخفي وراءه عدم استعداد الحكومات المشاركة في تحمل عبء المهاجرين.
إلا أن دول الإاحاد الأوروبي ستقوم بمراجعة الخطة بعد أربعة أشهر للتأكد من أنها لم تضل عن هدفها.
وترى الصحيفة أن المشاكل الحقيقية هي الخلافات المستمرة بين مجموعة الدول الـ27 وغياب القوة الحقيقية والإستراتيجية لها .
ومع أن أحدا لا يزعم أو يتظاهر بسهولة حل الحرب الأهلية الليبية إلا أن المقارنة بين سياسة الاتحاد الاوروبي بشأن التعامل مع وباء كورونا وسياسته المتخبطة بليبيا واضح.