حول العالم

شابة شُفيت من "كورونا" تتعلم كيف تتنفس من جديد

بدأت قصة ريّا مع "كورونا" أثناء تواجدها في أحد المستشفيات بعد عملية جراحية- جيتي
بدأت قصة ريّا مع "كورونا" أثناء تواجدها في أحد المستشفيات بعد عملية جراحية- جيتي

تحاول الشابة ريّا تذكر عملية التنفس (الشهيق والزفير)، بعدما شفيت من إصابتها بفيروس كورونا.

وعن ذلك، تقول ريا التي تعمل مديرة مبيعات بلندن: "لقد كان ذلك فعلا طبيعيا أقوم به لا إراديا، لكن الآن، عليّ أن أتذكر عملية الشهيق والزفير مجددا"، بحسب ما نقلت "بي بي سي".

لا زالت ريّا في عزلة منزلية، غير قادرة على رؤية والديها وإخوتها، ولا حتى معانقة زوجها الذي يعيش معها، وما زالت تستيقظ في الليل وتعاني أثناء التنفس.

 

وبدأت قصت ريّا مع "كورونا" أثناء تواجدها في أحد المستشفيات، وذلك عقب إجرائها عملية جراحية لعلاجها من مرض (الارتخاء)، حيث بدأت تعاني من مشكلة التنفس، ثم تطورت حالتها وحدث ارتفاع في درجة حرارة جسمها.


وفي الوقت الذي كان الجميع يأمل أن تكون حالتها هي آثار جانبية للعملية الجراحية، خضعت لاختبار كوفيد-19، كإجراء وقائي لا أكثر.

وكانت ريا مضطربة وقتها، فبدأت بتدوين ملاحظاتها في هاتفها المحمول ووثقت تجربتها على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك.

 

اقرأ أيضا: هل يشكل فيروس كورونا تهديدا للرجال أكثر من النساء؟

وكتبت: "غرفتي الآن مطوقة، وتم إخلاء بقية الجناح".

 

"لقد أغلقتُ جناحا بأكمله؟! افتقدت عائلتي كثيرا، ومع محدودية أدوات اختبارات كوفيد -19، شعرت بالخجل من أن يتم فحصي بهذه السرعة في الوقت الذي يوجد هناك آخرون أكثر عرضة للإصابة به مني. كنت متأكدة من عدم إصابتي بالمرض، وأتبع جميع الإرشادات".

لكن بلا جدوى، فقد جاءت نتيجة اختبارها إيجابية.

ومع تدهور صحتها، ازدادت حاجتها إلى الأكسجين، فنُقلت إلى أحد مراكز علاج الوباء الرئيسية في لندن.

وتتذكر ريا وجوه الأطباء والممرضين الذين كانوا يراقبون حالتها خلال يومين وليلة، والتي كانت في غاية الصعوبة، حيث حاول جسدها يائسا محاربة المرض. وتقول إن "ما مرت به في ذلك الوقت غيرها".

وكتبت على فيسبوك: "أصبحت الأمور من سيئ إلى أسوأ، وباتت عملية الشهيق لدي صعبة كما لو أني أتسلق جبلا". كما عبرت عن القلق والتعابير التي كانت تعتري وجوه الأطباء الذين "وصفتهم بالأبطال" خلال متابعتهم لحالتها.

وقالت: "كانت الملاحظات الطبية التي ترصد حالتي كل دقيقة والتدقيق فيها باستمرار، مخيفة ومقلقة ويشوبها حالة من عدم اليقين، وكانت تراودني الكثير من المشاعر والأفكار، أسئلة كنت خائفة من سماع الأجوبة".

وتقول لـ"بي بي سي" عبر الهاتف: "كنت على وشك أن أموت، لم أكن على أمل الخروج من هناك تقريبا. وصلت إلى نقطة بدأت فيها كتابة رسائل صعبة إلى عائلتي .... كنت على وشك أن أموت والآن أنا على قيد الحياة. كيف يمكن للحياة أن تعود إلى طبيعتها بعد كل ذلك؟".

ولا تعلم ريا ما إذا كانت قد أصيبت بالالتهاب الرئوي، لكنها تقول من فراشها، إنها لا تزال قادرة على سماع "صوت طقطقة" في رئتيها حتى الآن.

كان شفاؤها بطيئا. ففي بداية الأمر، بالكاد كانت قادرة على التحرك في المستشفى بسبب الألم، وأعطيت حقن المورفين إضافة إلى الأوكسجين. إذ لم تكن قادرة على التحدث إلا بصعوبة.

وتقول: "كان قول جملة واحدة بالنسبة لي بمثابة سباق ماراثون".

 

اقرأ أيضا: تحذيرات متزايدة من انتقال فيروس كورونا عبر الهواء

ولكن وسط كل ذلك، كان هناك بصيص من الأمل. فقد طورت علاقة مع امرأة صماء تبلغ من العمر 96 عاماً، تدعى إيريس، كانت تستلقي في السرير المجاور لها، بدأتا بالتفاعل والاهتمام ببعضهما البعض رغم فارق السن بينهما.

وتقول: "كنت بحاجة إليها بقدر حاجتها إلي". وتضيف: "وجدت أملا في المواقف الصغيرة التي قام بها الطاقم الطبي الذين وصفتهم بـ "أبطال حقيقيين".

"لقد كانت المكاسب الصغيرة وأشياء أخرى، مثل قيام الممرضات بالاهتمام بإيريس والتأكد من حصولها على الشاي الساخن باستمرار وشريحة إضافية من الكعكة تجعلني أبتسم".

لكنها تشعر أنها مرتاحة، لأنها تمكنت من محاربة الفيروس، بالنظر إلى عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم جراء إصابتهم به.

وتختم حديثها بالقول: "مررت بمرحلة في هذه الرحلة لم أكن أعرف فيها إذا كنت سأرى النور مرة أخرى. لم يكن هناك أي شيء مؤكد، وعلى الرغم من أنني كنت أعرف دائماً كم أحب عائلتي، إلا أنه في تلك اللحظات، أدركت كم أنا بحاجة إليهم. لا أستطيع أن أصف اللحظة التي غادرت فيها المستشفى".

التعليقات (0)