هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، إن المملكة تجري محادثات يومية مع الحوثيين، لخفض التصعيد الأخير بينهما.
وأكد أن الرياض دعت ممثلي الحوثيين والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا إلى محادثات سلام في الرياض.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن السفير السعودي، قوله: "اقتراح إجراء المحادثات لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات ما زال مطروحا على الرغم من تصاعد العنف قبل أيام"، قائلا إن "الحوثيين لم يستجيبوا للعرض بعد".
وقال آل جابر، إن "المسؤولين السعوديين تحدثوا مع نظرائهم الحوثيين يوم أمس الاثنين للتأكيد أن الغارات الجوية على صنعاء كانت ردا على الهجمات الصاروخية البالستية التي وقعت يوم السبت الماضي، وليس هدفها تصعيد الصراع".
وأضاف: "نحن ملتزمون بخفض التصعيد، ومستعدون لوقف إطلاق النار في جميع الأراضي اليمنية إذا قبلوا ذلك".
في المقابل، انتقد عضو المكتب السياسي للحوثي، عبد الملك العجري، دعوة السعودية إلى محادثات سلام وهي تعد طرفا بالنزاع.
وقال: "لا يصح لا من ناحية منطقية ولا من ناحية سياسية أن ترعى الحرب وترعى المصالحة في ذات الوقت فهما ضدان لا يجتمعان".
وأضاف: "منذ اخترت رعاية الحرب العدوانية، فإنك قد حددت موقعك على طاولة المفاوضات كخصم ولا يصح أن تطلب لنفسك أي صفة أخرى غيرها. وهنا انت في موقع المدعو للحوار لا في موقع الداعي إليه".
— عبدالملك العجري (@alejri77) March 31, 2020
وشن التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، أمس الاثنين، غارات جوية على صنعاء، وقال في بيان له، إن العملية تهدف إلى "تدمير أهداف عسكرية غير مشروعة، تابعة للمتمردين الحوثيين، ولتحييد وتدمير التهديد الباليستي والقدرات النوعية التي تهدد حياة المدنيين".
وتأتي العملية التي شنها التحالف، بعد اعتراض السعودية يوم السبت الماضي، صاروخين باليستيين أطلقهما "الحوثيون" باتجاه العاصمة السعودية الرياض ومدينة جازان في الجنوب.
من جهتها، أكدت جماعة الحوثي، الثلاثاء، وجود اتصالات تجريها مع السلطات السعودية لاحتواء التصعيد العسكري بين الطرفين الذي زادت وتيرته خلال اليومين الماضيين.
جاء ذلك في تصريح أدلى به وزير الإعلام في حكومة الحوثيين (غير معترف بها دوليا)، ضيف الله الشامي، لقناة "الجزيرة" الإخبارية.
وأوضح الشامي أن "هناك اتصالات بين جماعته والسعودية، تتم عبر وسطاء لاحتواء التصعيد".
وأضاف: "نمد يدنا لسلام شامل يضع حلولا كاملة غير مجتزأة".
اقرأ أيضا: التحالف العربي يعلن عملية نوعية ضد "الحوثي" ويقصف صنعاء
الاتحاد الأوروبي يدعو لوقف التصعيد
في السياق ذاته، جدد الاتحاد الأوروبي، مناشدته إلى الأطراف اليمنية، بوقف تصعيد الأعمال العدائية من أجل التركيز على مواجهة جائحة "كورونا"، معبرا عن قلقه البالغ من التطورات العسكرية الأخيرة.
وقال متحدث الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي بيتر ستانو، في بيان: "رغم مناشدات متكررة من قبل المجتمع الدولي لأطراف النزاع في اليمن الامتثال لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) إلى وقف إطلاق النار، إلا أن المواجهات العسكرية مستمرة".
وأضاف: "الهجوم الصاروخي من قبل حركة أنصار الله (الحوثيين) على السعودية (مساء السبت)، هو مصدر قلق بالغ للاتحاد الأوروبي، كما هو الحال بالنسبة للنشاط العسكري الجاري في محافظة مأرب (شرقا) وحولها، وكذا الغارات الجوية الأخيرة (للتحالف العربي) على العاصمة صنعاء".
وشدد على أن ذلك "يتعارض بشكل كامل مع دعوات الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، ومع أغلب بيانات الاتحاد الأوروبي الأخيرة، في وقت يتعين فيه على الأطراف وقف الأعمال العدائية والتعاضد من أجل مكافحة جائحة فيروس كورونا".
وأكد "الحاجة إلى الوقف الفوري للمواجهات العسكرية"، داعيا الأطراف إلى "اغتنام الإمكانية التي تتيحها هذه اللحظة من أجل خفض التصعيد وتحقيق وقف رسمي لإطلاق النار".
واستطرد: "سيواصل الاتحاد الأوروبي بكل الوسائل المتاحة له الدعم الكامل للعملية التي تقودها الأمم المتحدة".
وفي 23 آذار/ مارس الجاري، دعا غوتيريش، إلى ضرورة وقف إطلاق النار في مختلف جبهات العالم، والتفرغ لمواجهة كورونا كعدو عالمي مشترك؛ وهو الأمر الذي قوبل بترحيب من قبل الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، دون إجراءات فعلية على الأرض.